قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير حديث نشرته الاثنين على موقعها الرسمي إن الألغام الأرضية الحوثية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتلت وجرحت مئات المدنيين ومنعت منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، مشيرة إلى أن القانون اليمني يحظر استخدام الألغام وكذلك «اتفاقية حظر الألغام» لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد. وأفادت المنظمة أن الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق قتلت 140 مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلاً في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، كما منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم، ولفتت إلى استمرار زرع الألغام المضادة للمركبات عشوائيا من قبل الحوثيين في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال. وبرهنت المنظمة أنها وجدت أدلة على زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد من قبل الحوثيين، وكذلك قيامهم بزرع الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار كما أبرزت المنظمة أدلة تؤكد أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في مديرية حيران بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، بالإضافة إلى استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية. وقال أحد سكان حي الربصة بمدينة الحديدة ويدعى عمر: إن مقاتلي الحوثيين جنّدوه بالقوة، وذكر لهيومن رايتس إنه كان على علم بالألغام التي زرعت بالقرب من شارع التسعين، ورأى ألغاما مطابقة لوصف الألغام المضادة للمركبات الموضوعة بالقرب من الميناء والمطار. وبحسب تقرير المنظمة فإن الألغام الأرضية الحوثية لم تقتل وتشوه المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة، كما منعت منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد، وتسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد. وكشف تقرير بريطاني في وقت سابق أن المكونات الإلكترونية المستخدمة في الألغام والعبوات المتفجرة محلية التصنيع هي إيرانية خالصة، وتشمل أجهزة تحكم إلكتروني، وأجهزة استشعار، وأجهزة إرسال واستقبال، وأكد أنه جرى تصنيعها في طهران عام 2008. كما أن تقرير صدر أواخر العام الماضي عن «مركز بحوث مراقبة التسلح» البريطاني (CAR) وجد أن ميليشيات الحوثي تمتلك ماكينات تصنيع متفجرات محلية، ذات مكونات إيرانية المنشأ، لها قدرات عالية على إنتاج العبوات الناسفة والألغام بأنواعها كافة» وقد جمع المركز عددا من الأدلة التي تظهر أن الميليشيا استخدمت كميات هائلة من الألغام المصنعة محليًا بأدوات إيرانية.
مشاركة :