نجح الوحدة في تحقيق الانتصار الثالث على التوالي، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الـ11 السابقة بدوري أبطال آسيا، وقدم أمام الريان أمس الأول، ما يمكن تصنيفه بأنه الأداء الأفضل له على الإطلاق، حيث تجلت فيه روح العزيمة والإصرار والرغبة، وأكد خلاله أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، بعد تمكنه من قلب الطاولة على الريان بعد التأخر 1 - 3، إلى فوز لن تنساه ذاكرة البطولة القارية. وحقق الوحدة بهذا الانتصار التاريخي جملة من المكاسب، أهمها أنه حصد «العلامة الكاملة» على ملعبه، بعد فوزه في لقاء الجولة الثانية على الاتحاد السعودي برباعية أيضاً، وثانيها فك الارتباط في قمة المجموعة، بعد أن ابتعد في المركز الأول بـ9 نقاط بعد تعادل منافسه المباشر الاتحاد مع لوكوموتيف 1 -1، ليقترب كثيراً من حسم التأهل إلى ثمن النهائي، حيث تكفيه نقطة واحدة فقط يوم 7 مايو المقبل أمام لوكوموتيف في المباراة التي يستضيفها استاد آل نهيان. وثالث الفوائد التي خرج بها «أصحاب السعادة» عودة الجمهور إلى المدرجات بعد غياب استمر لفترة ليست بالقصيرة في الفترة الماضية بسبب النتائج في المسابقات المحلية، وهذه العودة ساهمت بشكل فعال في رفع الحماس بفضل التشجيع المستمر رغم التأخر في النتيجة، وكان المشهد رائعاً بعد نهاية المباراة، عندما احتفل اللاعبون مع الجماهير في أفراح تواصلت خارج الملعب. وبرهن الهولندي تين كات مدرب الفريق من جديد على قدراته العالية في القراءة والتدخل الناجح من خلال تبديلاته المؤثرة، والتي ساهمت بفعالية في قلب النتيجة، ولذلك سيطرت حالة من الفرحة العارمة على تين كات، بعد صافرة النهاية، عبر عنها قائلاً : «يا لها من مباراة، إنه أمر لا يصدق فقد كانت مباراة رائعة بدأناها بشكل سيء جداً في الشوط الأول، واستقبلنا فيها هدفين سريعين، وبعد النجاح في تقليص الفارق سجل في مرمانا هدفاً ثالثاً له من تسلل واضح حسب اعتقادي». وأضاف: «قدم الوحدة مباراة كبيرة في الشوط الثاني، واستطاع أن ينظم صفوفه ويعتمد على الأداء السريع وبتركيز عالٍ، ليتفوق في المباراة عن جدارة، وأنا سعيد جداً بما حققه الفريق في المباراة، لقد كان أمراً مذهلاً ولا يُصدق، وأشكر اللاعبين على المردود العالي الذي قدموه والروح العالية، لقد كانوا مقاتلين أقوياء في الملعب لم يتسرب اليأس إليهم بعد التأخر في النتيجة، لينجحوا في العودة ثم حسم النتيجة». وعن تأخره في إجراء التبديلات في الشوط الثاني، قال تين كات: «التبديل يكون صعباً في الشوط الأول، وكان تركيزي على تغيير المباراة في الشوط الثاني، وبالفعل هذا ما حدث، فتغير شكل الفريق في وسط الملعب، وكان الأداء مميزاً للجميع في الملعب بتنفيذ عدد من الجمل التكتيكية، وأعتقد أن هذا أفضل شوط للوحدة في الموسم، وفي فترة الاستراحة طالبت اللاعبين بالقتال ولم يخيبوا الظن، وأشكر الجمهور الذي حضر وساند الفريق بقوة وساهم فيما تحقق، وأنا فخور بهذا الفوز وبالأداء الذي أوصلنا إلى النقطة التاسعة في المجموعة، وحظوظنا أصبحت كبيرة في التأهل الذي نخطط لحسمه في المباراة المقبلة على ملعبنا». وأضاف: «الوحدة قادر على الاستمرار بالقوة نفسها فيما تبقى من الموسم، لقد استعاد عافيته، لكنه ما زال يملك الأفضل، حققنا فوزين في دوري الأبطال على ملعبنا وأحرزنا في كل مباراة 4 أهداف، وهذا أمر مهم جداً، الوحدة عانى كثيراً بعد خسارته أمام دبا في الكأس، والفريق كان في حالة انهيار، لكنه استطاع أن يعود بعد ذلك، واللاعبون يتدربون بشكل جيد، وهذا أمر مهم». ليوناردو: لا يوجد أحد أسعد مني الآن ! قدم البرازيلي ليوناردو دي سوزا، نجم الوحدة، مباراة استثنائية، وأبهر الجميع بالقدرات العالية والروح القتالية، وترجم هذا التألق برباعية نارية، ليكون رجل المباراة الأول بدون منافس، ومثلما قاد فريقه لصدارة المجموعة، منحه «السوبر هاتريك» صدارة هدافي البطولة بـ7 أهداف متقدماً على الإيطالي جيرازيانو بيلي مهاجم شاندونج الصيني بهدفين. ليوناردو احتفل بجنون بعد اللقاء، الذي وصفه بالمجنون، وعبر عن هذه الفرحة قائلاً: «أنا أسعد لاعب ولا يوجد من هو أسعد مني الآن، أحرزت أول «سوبر هاتريك» لي في مسيرتي، وللمرة الأولى أسجل بالرأس، أشعر بالمفاجأة، والأهم أن الفريق حصد 3 نقاط مهمة، واقتربنا من تحقيق هدفنا ببلوغ دور الـ16». وتابع ليوناردو: «في أول 10 دقائق فقدنا التركيز، ونتج عن ذلك استقبال هدفين سريعين، لكننا تماسكنا بعد ذلك، والعودة كانت صعبة، وفي فترة الاستراحة بين الشوطين، أجرى المدرب تبديلين بغرفة الملابس، وتغير بهما شكل الفريق، لنعود في الشوط الثاني بروح جديدة ونحقق الفوز، وقد أنهينا مهمة صعبة، لكن الأمور لم تنته، ويجب أن نحافظ على هذه الروح فيما تبقى من الموسم، ونخرج بنتيجة جيدة في لقاء الجولة الخامسة نحسم به التأهل». وشكر ليوناردو الجمهور الذي أهداه الفوز، وذكر أن محبي الوحدة أكدوا أنهم اللاعب رقم واحد، وساهموا في صناعة الفارق. «سمعة» يشدد على عدم استباق الأحداث شدد إسماعيل مطر، قائد فريق الوحدة، على ضرورة عدم استباق الأحداث، والالتزام بالتركيز العالي على لقاء الجولة الخامسة أمام لوكوموتيف، لأن فرصة جميع فرق المجموعة ما زالت قائمة في التأهل، مشيراً إلى أن الوحدة مطالب بالخروج بنتيجة إيجابية أمام الفريق الأوزبكي، خاصة أن العنابي خسر أمامه ذهاباً وإياباً في النسخة الماضية، ثم بالجولة الأولى هذا العام. وقال معلقاً على فوز فريقه على الريان أمس الأول: «المكسب هو الأهم في هذه المباراة، الفريق قدم مباراة كبيرة وليوناردو ترجم مجهود المجموعة، وهذا هو المهم بالنسبة لنا، 3 نقاط مهمة جداً، لكنها ليست حاسمة، ويجب أن نركز على القادم». وشكر «سمعة» جمهور ناديه، مبيناً أنهم استحقوا أن يخرجوا سعداء بعد قيامهم بدور مؤثر خلف الفريق خلال المباراة. وتحدث عن تباين نتائج الوحدة محلياً وقارياً، وقال: «هناك أمور كثيرة قد تكون مؤثرة مثل نوعية التدريبات وغيرها، والمدرب دائماً هو القادر على تشخيص ذلك وليس اللاعب، وما أوكده أنه لا يوجد أي لاعب يريد أن يقدم مستوى أقل». الغافري وعلي يغيبان في «الخامسة» يفقد الوحدة جهود الثنائي سلطان الغافري وأحمد علي في مباراة الجولة الخامسة المقبلة، للإيقاف بعد نيل الإنذار الثاني، ليكونا خارج حسابات الجهاز الفني في لقاء لوكوموتيف 7 مايو المقبل. من جهته، أكد الغافري أن المجموعة الموجودة قادرة على تعويض الغياب، مشيداً بالمستوى العالي الذي يقدمه اللاعب الشاب منصور الحربي، وقال: «الإنذار الذي نلته كان تكتيكياً، ومنعت به هجمة تشكل خطورة على مرمانا، وشخصياً لا أعتقد أن الحالة تستدعي الإنذار، وفي النهاية لا خوف على الوحدة». الكمالي: توجيهات المدرب قلبت الموازين شبه حمدان الكمالي «سيناريو» مباراة فريقه أمس الأول بما حدث في لقاء مانشستر سيتي وتوتنهام في دوري الأبطال، وقال: «ما حدث وارد في كرة القدم، فقدنا التركيز في الدقائق الأولى من المباراة، وارتكبنا أخطاء كان يجب أن نتفاداها على ملعبنا، واستغلها المنافس وسجل منها 3 أهداف، وفي الشوط الأول قدمنا مردوداً سيئاً، وبين الشوطين، أعطانا المدرب بعض التوجيهات وأجرى التبديلات، وطالبنا بأن نفكر في جمهورنا، وألا نهين أنفسنا على ملعبنا، ونجحنا في تحقيق فوز غالٍ جداً، ورغم أن هذا الانتصار أعتبره بمثابة إنقاذ الموسم، لكن يجب ألا نعتبر أن الأمور انتهت، لأن الوضع ما زال صعباً في المجموعة، ونحتاج لدخول المباراة المقبلة بشعار الفوز، رغم أن التعادل يكفينا، لأن لوكوموتيف يدخلها بفرص واحدة وهي كسب النقاط الثلاث». الزعابي يكافئ الهولندي في أول ظهور كافأ طحنون الزعابي لاعب الوحدة الشاب مدربه، عندما أهدى ليوناردو الرأسية، التي أحرز منها الأخير هدف الفوز لـ«أصحاب السعادة» في الدقيقة 89، وبعد دقيقتين فقط على دخوله بديلًا، في مغامرة للمدرب، الذي يواصل منح الفرصة للشباب في الأوقات الصعبة. وقدم طحنون الزعابي شكره للمدرب على ثقته، وعلى منحه فرصة الظهور في دوري الأبطال للمرة الأولى، وهنأ بتألق ليوناردو بإحرازه «سوبر هاتريك»، معتبراً أن العمل الكبير الذي قام به زملاؤه في الشوط الثاني قاد لهذا الانتصار. وذكر اللاعب الشاب أن المدرب طالبه بعدم العودة بالكرة إلى الخلف والتقدم دائماً للأمام، مبيناً أن ما قام به الوحدة في هذه المباراة يؤكد أن كرة القدم لا تخذل من يعطيها بسخاء، وتمنى أن يوفق الفريق بالفوز في المباراة المقبلة ويعبر إلى ثمن النهائي.
مشاركة :