سيول - اتجهت الأنظار إلى شركة هواوي الصينية بعد أن اضطرت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية إلى تأجيل طرح أول هواتفها القابلة للطي غالاكسي فولد بعد ظهور عيوب في الجهاز. ويرى خبراء في صناعة الهواتف الذكية أن هذا التأجيل يشكل صدمة كبيرة لسامسونغ الطامحة إلى التفرد بمنتجات جديدة قد تبقيها بعيدة في الصدارة بفضل اعتمادها على نظام التشغيل أندرويد في منتجاتها. وتمنح نكسة سامسونغ قصب السبق لهواوي، وهي الشركة الوحيدة الأخرى التي كشفت عن هاتف قابل للطي هو ميت اكس الذي من المقرر طرحه نهاية يونيو المقبل. ورغم أن سعر هاتف هواوي يصل إلى 2600 دولار، إلا أن انطباعات الخبراء والمحللين منذ عرضه في فبراير الماضي، تؤكد أنه يمكن أن يحقق نجاحا أكبر من هاتف سامسونغ غالاكسي فولد. وفاجأت هواوي، التي انتزعت المركز الثاني في مبيعات الهواتف الذكية العام الماضي من شركة أبل الأميركية، المراقبين بعرض هاتف ثوري بشاشة واسعة قابلة للطي خلال المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة المقام في مدينة برشلونة الإسبانية. وتؤكد الشركة الصينية، التي لطالما فاجأت عشاقها بأجهزة فريدة، أن الهاتف الجديد يجمع بين مزايا الجهاز اللوحي وسهولة استخدام الهاتف الذكي صغير الحجم. وبدلا من تلقي الإشادات قبل إطلاق الهاتف الجمعة المقبل بالولايات المتحدة ابتليت سامسونغ برصد عيوب من قبل مراسلي صفحات التكنولوجيا تضمنت كسورا وانتفاخات ووميضا في الشاشات بعد يوم واحد فقط من استخدام العينات. وقال عملاق الإلكترونيات الكوري في بيان إنه سيرجئ طرح غالاكسي فولد لمدة لم تحددها لحين تحري الأعطاب، التي ضربت أحدث أجهزتها. لكن الانتكاسة التي يتعرض لها الهاتف الجديد البالغ سعره 1980 دولارا أتفه من أن تقارن بأزمة انفجار بطاريات الهاتف غالاكسي نوت 7 في عام 2016 التي دفعت الشركة إلى التراجع عن إطلاق هذا النوع. ويشبه هاتف غالاكسي فولد الهواتف الذكية التقليدية، لكنه يُفتح مثل كتاب ليكشف عن شاشة ثانية بحجم جهاز لوحي صغير تبلغ مساحة شاشته 7.3 بوصة، تعود صغيرة عند طيه لتبلغ 4.6 بوصة. ونسبت وكالة رويترز إلى محللين قولهم إن من المرجح أن تمثل مبيعات غالاكسي فولد هذا العام أقل من نصف في المئة من إجمالي مبيعات سامسونغ السنوية. وتخطط سامسونغ لبيع مليون جهاز غالاكسي فولد هذا العام أي ما يعادل أقل من نصف في المئة من 291.3 مليون جهاز هاتف ذكي باعتها الشركة في العام الماضي. ولكن محللين يعتقدون أن هواوي ستكون في طريق مفتوح بعد أن أعلنت ارتفاع إيراداتها بنسبة 39 بالمئة على أساس سنوي لتبلغ نحو 27 مليار دولار، خلال الربع الأول من 2019، رغم القيود الأميركية. وستركز الشركة طيلة العام الجاري، على انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس، على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وسط انتقادات واسعة من واشنطن. وتقع هواوي في قلب التوترات بين الولايات المتحدة والصين، حول التكنولوجيا، والاتهامات بالتجسس الإلكتروني، وانتهاك العقوبات التجارية المفروضة على إيران.
مشاركة :