أعطت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضوء الأخضر لشركة «هواوي» الصينية للمساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس (5 جي)، بحسب ما أوردت صحيفة «ديلي تليغراف» اليوم (الأربعاء).وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن القومي الذي ترأسه ماي وافق على السماح لعملاق التكنولوجيا الصينية بالمشاركة المحدودة في بناء البنية التحتية «غير الأساسية» مثل الهوائيات.وأكد مصدر أمني، أن بريطانيا ستحجب الأجزاء الأساسية من شبكة إنترنت الجيل الخامس عن شركة «هواوي» للإلكترونيات، كما ستجعل تعامل الشركة الصينية العملاقة مع الأجزاء غير الأساسية منها محدوداً.و«هواوي» هي أكبر منتج لأجهزة الاتصالات في العالم، وتخضع لتدقيق شديد بعدما أبلغت الولايات المتحدة حلفاءها بألا يستخدموا تكنولوجيا «هواوي» بسبب مخاوف من اتخاذها وسيلة لأنشطة تجسس صينية.وذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» أن بريطانيا ستجعل تعامل «هواوي» مع الشبكة محدوداً.وقال توم توغنهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، إنه من الصعب للغاية التمييز بين ما هو أساسي وما هو غير أساسي في الجيل الخامس بسبب الطريقة التي تؤسس بها الشبكة.وأضاف لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «ما زالت تثير المخاوف... تعريف الأساسي وغير الأساسي صعب للغاية في شبكة إنترنت الجيل الخامس».وتابع: «يجري (الجيل الخامس) تحولاً من نظام إنترنت أسرع إلى نظام إنترنت يمكنه بحق الربط بين كل شيء؛ لذا يكون التمييز بين الأساسي وغير الأساسي أصعب بكثير».وتم اتخاذ هذا القرار رغم المخاوف التي أثارها كل من وزير الداخلية ساجد جاويد، ووزير الخارجية جيرمي هانت، ووزير الدفاع غافن ويليامسون، ووزير التجارة الدولية ليام فوكس، ووزير التنمية الدولية بيني موردونت.ورفضت الحكومة التعليق على تقرير الصحيفة، إلا أن «هواوي» رحبت به.وقالت الشركة في بيان: «(هواوي) ترحب بالتقارير بأن الحكومة البريطانية تتجه نحو السماح لـ(هواوي) بالمساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس في بريطانيا».ويقول خبراء غربيون في مجال التكنولوجيا، إن الجيل الخامس تكنولوجيا ثورية ستتيح سرعات إنترنت أكبر بكثير، وستصبح حجر الأساس للكثير من الصناعات والشبكات.وحظرت الولايات المتحدة استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس من «هواوي» على أراضيها، وحثت حلفاءها الذين تتبادل معهم معلومات استخباراتية، وهم أستراليا، وبريطانيا، وكندا، ونيوزيلندا، على القيام بالمثل.وتواجه الشركة معارضة في بعض الأسواق الغربية بسبب مخاوف من تجسس بكين على الاتصالات ودخولها إلى بنى تحتية حساسة.والشهر الماضي ذكرت الحكومة البريطانية في تقرير، أنها رصدت «مشاكل تكنولوجية مهمة» في عمليات الهندسة التي تقوم بها «هواوي»، تشكل «مخاطر جديدة» على الاتصالات في البلاد.
مشاركة :