«غريب» لو لم يكن فيها مبالغة لقلت هو الذى اختار اسمه.. أو اختار عنوانًا لحياته قبل أن يعيشها.. الزمان قبل هذا اليوم بأسبوعين.. المكان.. المنطقة الصناعية بشبرا.. السبب «يبحث عن بصيص أمل فى الحياة» لكن أى حياة تلك التى عاشها عم غريب بدءًا من يتمه الذى صاحبه منذ نعومة أظافره مرورًا بزوجته التى ضجت من فقره. فذابت فى أمواج البشر تاركة فى يديه ثلاث بنات وولد.. كبرت عظامهم وزادت لحومهم من عظامه ولحمه.. فى كل تصاريف القدر كان لينا فلم ينكسر.. فتدبير الطعام والشراب وإن كان جلل لكنه غير مستحيل على جسد به بقايا عافية.حاول عم غريب أن يوقف الزمن لدى الخمسين حتى يكبر أبناؤه. لكن غافلته السنوات وقفزت بالقرب من السبعين.. وهو يجوب الشوارع يبحث عن إجابة لسؤال فى ذهنه: «أى وظيفة تلك التى ممكن أن يعمل فيها رجل فى السبعين».. بينما كان عم «غريب» يتصفح أوجه المصانع ربما تنفتح ضلفتى أحدهم عن جواب.. لكن هيهات. فى نهاية شارع طويل كان يقف عم «غريب» يراجع شريط حياته ويقص على مسامع أحد الجدران ما كان.. فرت دمعة تلقفتها يد الأرض وقفزت بها فى قلب رجل بينه وبين «عم غريب» ٧ محافظات.. لكن آمن وأنت تقرأ أنها إرادة الله إذا شاء أخرج من الصخر الماء.. لم يجد عم غريب وظيفة لكنه وجد «عبد طايع» جعل له ما يكفيه شر السؤال ويساعده فى زواج البنات.. وتلك هى منح السماء لمن عاش غريبًا ومن وجدناه غريبًا فى المنطقة الصناعية.
مشاركة :