اقتربت بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من إسدال الستار على منافساتها، بعد اكتمال أضلع المربع الذهبي بوصول أندية الهلال والتعاون والنصر والاتحاد إلى دور نصف النهائي للمسابقة . وفي غضون ذلك، يدخل السباق على لقب أعرق وأمجاد الكؤوس في المملكة منعطف الحسم بين الفرق الأربعة الذين يتحينون فرصة التأهل للمشهد الختامي لاعتلاء القمة وكتابة تاريخ جديد بأغلى كؤوس القارة الآسيوية من حيث قيمة المكافأة المادية كما أنها الأغلى على قلوب السعوديين لما تحمله رمزية اسم البطولة من معنى كبير لأبناء المملكة. نصف النهائي في سيناريو مشابه لنسخة 2015 من المسابقة تكرر وجود الأندية الأربعة في هذا الدور لكن بفارق بسيط هو أن القرعة في النسخة الحالية اختلفت عن سابقتها التي وضعت الهلال وجهًا لوجه مع الاتحاد والنصر في مواجهة التعاون. أما النسخة الحالية سيقص فريقا الهلال والتعاون شريط منافسات المربع الذهبي حين يلتقيان يوم الجمعة القادم 26 إبريل على ملعب جامعة الملك سعود بالرياض. وفي ثاني المباريات ضرب الاتحاد حامل اللقب موعدًا مع نظيره النصر في نهائي مبكر يوم السبت المقبل 27 إبريل الجاري على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. لمحة تاريخية كأس خادم الحرمين الشريفين البطولة الثانية من حيث الأهمية في كرة القدم السعودية بعد دوري المحترفين والتي بدأت عام 1957 واستمرت إلى عام 1990 ثم توقفت بسبب تغير اسم الدوري الممتاز إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لأندية الدرجة الممتازة وعادت للظهور مجددًا موسم 2008. وانطلقت المسابقة قبل 62 عامًا، حيث مر نظامها بالعديد من المحطات والتغيرات عليه حتى وصل إلى الشكل الحديث عام 2008 والذي استمر حتى 2013م ، وكان نظام البطولة يشير إلى أن البداية تكون من دور ربع نهائي بمشاركة 8 فرق هم بطل كأس ولي العهد، بطل كأس الأمير فيصل بن فهد، الفرق الستة الأولى في ترتيب الدوري السعودي على أن تلعب بطريقة خروج المغلوب تلعب كل مرحلة مباراتين (ذهاب ، إياب) لكن سرعان ما تم تغيير النظام مجددًا عام 2014 لتلعب بالنظام الحالي والذي تم تعديله كي يشارك 153 ناديًا يمثلون جميع أندية المملكة على أن يتم لعب الأدوار النهائية من دور الـ 32 بطريقة خروج المغلوب من مباراة واحدة ماعدا دور نصف النهائي يُقام من مباراتين ذهابًا وإيابًا لكن في 8 فبراير 2015 أُجري تعديل بسيط حيث أصبحت مرحلة دور نصف النهائي تلعب من مباراة واحدة. حصيلة الألقاب تملك الفرق الأربعة المتأهلة إلى دور نصف النهائي مجتمعة 23 لقبًا من أصل 43 نسخة أُقيمت فيها المسابقة حيث يأتي الاتحاد في مقدمة أركان المربع الذهبي بـ9 ألقاب يليه الهلال بـ8 ثم النصر بـ6 ألقاب فيما يحل التعاون في المرتبة الأخيرة من دون أي لقب في البطولة. أما منذ استئناف المسابقة بشكلها الجديد عام 2008 وإلى الآن فقد حققت الفرق الأربعة اللقب في 6 مرات، إذ يحل الاتحاد أيضًا أولاً بعد أن تمكن من تحقيق اللقب في 3 مناسبات من أصل 6 نسخ وصل فيها إلى المشهد الختامي، كما أنه يوجد للمرة 9 بالمربع الذهبي بالنسخ 11 الأخيرة ، مقابل لقبين للهلال الذي وصل إلى نصف النهائي في 8 مناسبات، في حين اكتفى النصر بتحقيق لقب واحد منذ استحداث البطولة بشكلها الجديد حيث سبق أن وجد بدور نصف النهائي في 4 مرات سابقة، التعاون هو الفريق الوحيد من بين عقد المتأهلين للمربع الذهبي لم يسبق له التتويج باللقب مع أنه تمكن من الوصول إلى النهائي مرة واحدة موسم 1990 بينما هي المرة 3 التي يوجد بين الأربعة الكبار بالمسابقة بنظامها الحالي. طموحات الفرق في البداية يسعى فريق الاتحاد للمحافظة على لقبه للمرة الثانية على التوالي من أجل إنقاذ موسمه ولاسيما أنها تمثل البطولة الوحيدة والقريبة من المتناول على اعتبار أن الفريق لم يتبق له سوى هذه البطولة ينافس عليها بعد ضياع كأس السوبر أول الموسم وأيضًا توديعه البطولة العربية من بداياتها بينما وضعه في الدوري لا يسر عدوًا ولا صديقًا في حين أنه مازال يصارع بالبطولة الآسيوية على خطف بطاقة التأهل لدور ثمن النهائي. ويعد التتويج باللقب من أهم أهداف نادي الهلال هذا الموسم إلى جانب الدوري لأسباب عديدة أولاً لمعادلة رقم الاتحاد بألقاب المسابقة وضمان التتويج باللقب الثاني هذا الموسم للاقتراب من تحقيق حلم الثلاثية، ولاسيما أنه فرط قبل أيام قليلة بفرصة حصد لقب البطولة العربية لذلك الجميع بالنادي يعلم أن الخروج من دور نصف النهائي ستترتب عليه نتائج كارثية على الفريق والإدارة والجهاز الفني خصوصًا أن الفريق بقي أمامه ثلاث محطات قبل الاحتفاظ بلقب بطولة الدوري. أما النصر، فتشكل البطولة له أولوية قصوى، حتى ينقذ موسمه ولا يخرج منه خالي الوفاض على اعتبار أنها البطولة الأقرب للمنافسة على لقبها، صحيح أن لقب بطولة الدوري مازال في الملعب لكنه حسابيًا يعد صعبًا كونه لا يملك الأفضلية والأسبقية في جدول الترتيب، فمصيره بالتتويج مرتبط بتعثر فريق الهلال في أي من مبارياته الثلاث القادمة. ويسعى نادي التعاون لكتابة تاريخ جديد في مسيرته بالصعود لمنصات التتويج وتحقيق باكورة البطولات لمزاحمة الأندية العريقة على الألقاب وبتكرار إنجازه التاريخي ببلوغ المباراة النهائية قبل 29 عامًا.
مشاركة :