تيريزا ماي تتحدى واشنطن وتمنح هواوي حصة في بناء شبكة الجيل الخامس

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدا قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالسماح لشركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي بالمساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس لبلادها، رسالة تحدّ سياسي وأمني للولايات المتحدة. وبالرغم من تحذيرات وزراء بريطانيين، إضافة إلى الولايات المتحدة الحليف الأقرب إلى بريطانيا، فإن الحكومة البريطانية راهنت على طريق الحرير الجديد الذي فتحته الصين مع أوروبا أكثر من مراهنتها على الأميركيين، وذلك بتعاملها مع هواوي أكبر منتج لأجهزة الاتصالات في العالم. وبدأت بكين مشروعا اقتصاديا مع أوروبا أطلقت عليه طريق الحرير الجديد، نجحت إلى حدّ الآن بالحصول على موافقة إيطاليا للانضمام إليه، فيما تتواصل المشاورات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ووافق مجلس الأمن القومي برئاسة تيريزا ماي على السماح لشركة هواوي الصينية ببناء بنية تحتية “غير رئيسية” للشبكة الجديدة مثل الهوائيات. وتعدّ المرّة الأولى تجاريا، بالمطلق، التي تستطيع فيها الصين أن تتفوق تقنيا وتجاريا في عنصر تكنولوجي محوري على الولايات المتحدة.وفي أجواء شبهها البعض بسباق التسلح أيام الحرب الباردة، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن هيمنة الجيل الخامس ستعطي منافسا عالميا لها مثل الصين، أفضلية ليست واشنطن مستعدة لتقبلها. وتعدّ شركة هواوي من أكبر مزودي تقنية البنية التحتية للجيل الخامس للاتصالات، والتي يمكن أن تحدث نقلة هائلة في سرعة نقل البيانات وتفتح آفاقا واسعة للثورة الصناعية الرابعة. واتخذت ماي القرار رغم تحذيرات من جانب وزراء بحكومتها من بينهم وزير الداخلية ساجد جاويد ووزير الخارجية جيرمي هانت ووزير الدفاع جافين ويليامسون، من أن تلك الخطوة ربما تمثل خطرا على الأمن القومي للبلاد. وستزوّد شركة الاتصالات الصينية بعض شركات الهواتف البريطانية ببعض التكنولوجيا “غير الأساسية”. ولم تفرض وكالات الاستخبارات البريطانية حظرا شاملا على الشركة الصينية، بينما اتخذت دول أخرى موقفا أكثر صرامة. وجاء قرار الحكومة البريطانية قبل أيام من زيارة وزير المالية البريطاني فيليب هاموند إلى الصين لحضور قمّة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، بمشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات. وتبحث دول غربية حاليا ما إذا كانت ستستبعد هواوي من توسعة شبكات الجيل الخامس لديها وسط اتهامات، وخاصة في واشنطن، بأن هواوي قريبة للغاية من الحكومة في بكين. وأعربت الشركة التكنولوجية عن رفضها لهذه المزاعم. وسبق أن اتهم رن تشنغفاي مؤسس هواوي الولايات المتحدة بانتهاج منظور عدواني في تقييم التقنية. وقال “للأسف تنظر واشنطن لتقنية الجيل الخامس بصفتها سلاحا استراتيجيا وتعتبرها نوعا من القنبلة الذرية”، مؤكدا أن هذا التقييم ليس صحيحا.وأدخلت هواوي منافسيها في حرب أسعار مدمّرة، تكشف القدرات الاستثنائية التي تملكها، بعد أن أثبت صعودها الصاروخي في العام الماضي أنها الحصان الأسود الذي لا يمكن إيقافه. وكانت الشركة الصينية المكبّلة بقيود أميركية قد زلزلت سوق الهواتف الذكية العام الماضي بإزاحة أبل عن المرتبة الثانية في حجم المبيعات، حين قفزت مبيعاتها بنحو 31 بالمئة رغم تراجع مبيعات الهواتف الذكية بشكل عام. ونسبت صحيفة فايننشيال تايمز إلى بيتر تشو، كبير مسؤولي التسويق في هواوي، قوله “سنبيع هواتف الجيل الخامس مقابل 600 دولار هذا العام. وفي العام المقبل، يقول بعض الناس إننا قد نرى هواتف ذكية جي 5 بسعر 300 دولار وأعتقد أن هذا ممكن للغاية”. ومع تصاعد الجدل الأمني حيال قرار الحكومة البريطانية، قال مصدر أمني إن لندن ستحجب الأجزاء الأساسية من شبكة إنترنت الجيل الخامس عن شركة هواوي، كما ستجعل تعامل الشركة الصينية العملاقة مع الأجزاء غير الأساسية منها محدودا. وقال توم توجنهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، إنه من الصعب للغاية التمييز بين ما هو أساسي وما هو غير أساسي في الجيل الخامس بسبب الطريقة التي تؤسس بها الشبكة. وأضاف لراديو هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي “ما زالت تثير المخاوف… تعريف الأساسي وغير الأساسي صعب للغاية في الجيل الخامس″. ويقول خبراء غربيون في مجال التكنولوجيا إن الجيل الخامس تكنولوجيا ثورية ستتيح سرعات إنترنت أكبر بكثير وستصبح حجر الأساس للعديد من الصناعات والشبكات.

مشاركة :