الجيش الروسي للأسد: لولا موسكو لسقطت دمشق

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أن دعم موسكو العسكري لدمشق في العام 2015 جنب الدولة السورية الانهيار تحت ضربات الإرهابيين. ويبدو أن تصريح رئيس هيئة الأركان الروسية موجه بالدرجة الأولى إلى الرئيس بشار الأسد وحليفته طهران، التي تتسابق مع موسكو لتحقيق أكبر المكاسب في سوريا، وآخر ملامح هذا السباق استئجار روسيا ميناء طرطوس لمدة 49 سنة، في مقابل حصول إيران على تعهد من الأسد بإدارة ميناء اللاذقية. وأعاد الجنرال غيراسيموف الأربعاء، أثناء مؤتمر موسكو الثامن للأمن الدولي الجاري في العاصمة الروسية، التذكير بأن القوات الجو/فضائية الروسية بدأت عملياتها في سوريا، تلبية لطلب من دمشق، في سبتمبر 2015، عندما كانت الحكومة في هذه البلاد تسيطر على 10 بالمئة فقط من أراضيها، وكانت الدولة السورية مهددة بالزوال “في غضون شهر ونصف أو شهرين”. وأشار رئيس هيئة الأركان إلى أن دعم الجيش الروسي المباشر لدمشق منع ظهور كيان متطرف على أراضي سوريا والعراق، في نهاية العام 2015، يمثل قوة عسكرية مهيبة، وخصوصا إثر وقوع كميات كبيرة من الآليات التابعة للجيش الحكومي السوري في أيدي المسلحين. وتابع الجنرال الروسي كان بالإمكان أن يفتح ذلك الباب أمام توسع مطرد للإرهاب الدولي في المنطقة، “وفي هذه الحالة لاستغرق الانتصار على داعش وقتا أطول وتطلب موارد أكثر، حتى بعد تكاتف جهود أبرز دول العالم”. وشكل التدخل الروسي في سوريا في العام 2015 عاملا حاسما في قلب موازين القوى على الأرض لصالح الأسد، بعد أن كانت المعارضة قد سيطرت على ابرز المحافظات والمناطق، رغم الدعم العسكري الكبير الذي قدمته إيران إلى القوات الحكومية. وتدخلت إيران في الحرب السورية منذ العام 2013 عبر الدفع بمقاتلين ومستشارين من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني (صنفته واشنطن مؤخرا منظمة إرهابية) والعشرات من الميليشيات وفي مقدمتها حزب الله اللبناني. ولم يمنع هذا التدخل الإيراني قوات المعارضة من تحقيق انتصارات كبرى حتى أنها باتت في العام 2015 تحاصر دمشق من ثلاث جهات. ويقول مراقبون إن إعادة رئيس هيئة الأركان الروسي التذكير بإنجازات القوات الروسية، هي رسالة لدمشق بأن لها الكلمة الفصل في الملف السوري. ويبدو الأسد كمن يمشي على خيط رفيع في الموازنة بين حليفيه الروسي والإيراني، وهي عملية شبه مستحيلة في ظل صراع النفوذ الدائر بينهما على الأرض السورية.

مشاركة :