تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، أمس، معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك». حضر الافتتاح نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وزكي أنور نسيبة وزير دولة، ومحمد خليفة المبارك رئيس الدائرة، وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، ونفديب سينج سوري سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وسيف سعيد غباش وكيل الدائرة، والدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام، وعبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة، وحشد من المثقفين، ومحبي الأدب والكتاب. ودشن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، جناح جمهورية الهند – التي تحل ضيف شرف المعرض هذا العام – وتضفي مشاركتها زخماً مميزاً، إذ تشارك في المعرض مجموعة كبيرة من دور النشر الهندية التي تتميز بكثافة إصداراتها التي تلبي اهتمامات شرائح كبيرة من القراء، بينما تحل مجموعة من كبار الكتاب والمؤلفين والفنانين من الهند ضيوفاً على المعرض للمشاركة في البرامج التفاعلية التي تم إعدادها بالتعاون مع السفارة الهندية في الدولة. أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، أهمية المعرض في دعم صناعة النشر في الدولة، لكونه أحد أهم معارض الكتب في المنطقة، والذي يستقطب اهتمام دور النشر العربية والدولية، ويساهم في تعزيز توجهات الدولة نحو جعل المعرفة والقراءة ممارسة يومية عند الأفراد، لما لذلك من أثر بالغ في زيادة الوعي والنمو المجتمعي. واعتبر سموه المعرض أحد وسائل الدبلوماسية الثقافية الناجحة، حيث كرس تقليد الدولة «ضيف الشرف» الذي يتيح تعزيز الروابط والتبادلات الثقافية بأبعادها الإنسانية مع مختلف دول العالم. وتجول سموه في جناح الهند الذي يعد الأكبر على الإطلاق لأي ضيف شرف في معرض أبوظبي، حيث يمتد على مساحة أكثر من ألف متر مربع، ويستعرض النتاج الفكري والأدبي والثقافي والفني الغني للهند، بمشاركة وفد يضم أكثر من 100 عضو، بمن فيهم الناشرون والنقاد والمؤلفون. كما تم تخصيص جزء كبير من البرنامج المصاحب للمعرض لإلقاء الضوء على الأعمال الأدبية والفكرية للهند، من خلال مجموعة هامة من الجلسات الحوارية التي يشارك فيها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، كما تعرض أهم الإصدارات الأدبية والثقافية والفنية في جناح خاص يشارك فيه أهم الناشرين في الهند. وشملت جولة سموه أجنحة متنوعة تضمنت العديد من منصات دور النشر، وعدداً من المبادرات الثقافية التي أطلقت في المعرض، إلى جانب جناح المملكة العربية السعودية. وشارك سموه في «وثيقة المليون متسامح» التي أطلقتها دار زايد للثقافة الإسلامية في المنصة الموحدة للجهات المجتمعية، حيث قام سموه بالتسجيل في الوثيقة التي تتبنى رسالة «أن يكون الفرد متسامحاً مع نفسه، ومع من حوله، ومع مجتمعه، لأن في التسامح حياة». احترافية من جهته، قال محمد خليفة المبارك: «لقد بات المعرض أكثر احترافية بفضل استراتيجية تطويره، والدور المحوري الذي يلعبه في بناء جسور الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، حيث يمثل المعرض تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تعكس أحدث التوجهات العالمية في مجال التأليف والنشر والترجمة، وفي عالم تقنيات النشر الحديثة، كما أنه منصة مهمة تجمع ما بين القراء مباشرة والمؤلفين والناشرين، وغيرهم، من عناصر الصناعة المعرفية». وأضاف: «نسعى في كل دورة من دورات المعرض إلى مد جسور التواصل الثقافية والمعرفية مع واحدة من ثقافات وحضارات العالم، حيث تحل الهند ضيف شرف على هذه الدورة، لما تمثله من تنوع ثقافي ومعرفي مذهل وعميق. فقد حرصنا على تسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني والعريق الذي تحتضنه الهند، وتحتفي به دولة الإمارات، من خلال باقة مميزة من الفعاليات الفنية والثقافية التي تقام في المعرض، كما نتوقع أن تثمر المشاركة الهندية المتميزة في المعرض عن اتفاقيات تعاون في مجالات النشر والترجمة والتبادل الثقافي». من ناحيته، أشار سيف سعيد غباش إلى أن أبوظبي تلعب دوراً مهماً في دعم النشر والأدب والثقافة، ويمثل المعرض ملتقى لجميع المهنيين في مجال النشر ووسائل الإعلام الرقمية والخدمات الإلكترونية، والكتّاب والأدباء من جميع أنحاء العالم، تأكيداً على استراتيجيتنا في تعزيز الثقافة وتكريسها بين جميع أفراد المجتمع. وأضاف أنه من خلال المعرض تسعى الدائرة إلى عكس حيوية المشهد الثقافي المتنوع في الدولة، وتنوع الخيارات المتاحة للتعلم والمعرفة، سواء من قبل الناشرين الإماراتيين، أو الدوليين، إلى جانب نخبة من المؤلفين والكتّاب والفنانين المرموقين الذين يشاركون جمهور المعرض آراءهم ووجهات نظرهم عن مختلف القضايا الفكرية والثقافية، بينما يشكل الفائزون في جائزة الشيخ زايد للكتاب والجائزة العالمية للرواية العربية إضافة نوعية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي أصبح منصة هامة للتبادل الثقافي. يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 قد حقق إقبالاً كبيراً من قبل العارضين، حيث تم حجز مساحات المعرض بالكامل، مع وجود أكثر من 100 ناشر على قائمة الانتظار. ويشارك في المعرض هذا العام أكثر من ألف عارض من 50 دولة، يعرضون أكثر من 500 ألف عنوان في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب، وبلغات متعددة. وللمرة الأولى على الإطلاق، يستضيف المعرض عارضين من أوكرانيا، وجمهورية التشيك، وإستونيا، ومالطا، والبرتغال. ويشهد المعرض انطلاق أركان تفاعلية جديدة هذا العام، وهي أركان النشر الرقمي والقصص المصورة والترفيه، ويتضمن كل ركن تجارب تفاعلية متميزة ومبتكرة للجمهور من مختلف الأعمار. ويسلط ركن النشر الرقمي الضوء على أهمية التكنولوجيا والابتكار في صناعة الكتاب وتطوير خدمات وحلول النشر، حيث يمثل مركزاً لاستكشاف أحدث التوجهات في تطوير المحتوى الرقمي، إذ يقدم مجموعة من الخبراء عروضاً توضيحية حية، وأنشطة تفاعلية وحوارات بناءة متعلقة بقطاع النشر. «وام
مشاركة :