بعد انتظار دام ست سنوات لكي تستقبل مدينة البصرة بطولة كأس الخليج لكرة القدم وتعيد هذا الحدث الخليجي الكروي الى احضان العراق مجددا بسبب غياب قسري طويل، فوجئت مدينة السندباد البحري الغافية على الخليج بانهيار حلم استضافة "خليجي 22" التي ذهبت لأحضان عروس البحر الاحمر الساحرة مدينة جدة السعودية. فمنذ عام 2007 والبصرة تنتظر الحدث الخليجي بعد ان تقرر في "خليجي 18" في ابو ظبي منح العراق حق استضافة "خليجي 20" التي ارغمت الاوضاع السياسية في البلاد وعدم جاهزية الاستضافة اللجنة المنظمة للبطولة الى نقلها الى اليمن على امل ان تستضيف البصرة النسخة اللاحقة، وللأسباب ذاتها ذهبت تلك النسخة الى البحرين التي نظمت واحدة من اكثر البطولات اثارة ومتعة في "خليجي 21"، على امل ان يحتضن العراق النسخة اللاحقة في ديسمبر 2014 التي قرر رؤساء الاتحادات الخليجية نقلها مجددا وهذه المرة الى السعودية. وشكل قرار المنامة يوم الثلاثاء صدمة كبيرة للأوساط الرياضية والكروية العراقية التي كانت تمني النفس بان تعيش اجواء البطولة هذه المرة على ارض البصرة التي شهدت انشاء واحدة من اكبر المدن الرياضية خلال السنوات الماضية استعدادا لهذا الحدث وانفقت الحكومة العراقية من اجلها اكثر من 600 مليون دولار. واذا كان الشارع الكروي العراقي اكتفى باستيائه لقرار نقل البطولة، فان وزارة الشباب والرياضة العراقية وعبر بيان ساخن اصدرته فور اعلان القرار هاجمت فيه الاتحادات الخليجية وذهب الى ابعد من ذلك متهمة جهات خليجية بعرقلة تحقيق الحلم العراقي. واكد البيان رسميا انسحاب العراق وبناء على توجيهات الحكومة العراقية، من بطولة الخليج احتجاجا على قرار نقل البطولة الذي اعتبرته وزارة الشباب في بيانها استهانة بالعراق والانسحاب هو رد اعتبار للكرة العراقية. رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي قال في اتصال مع "فرانس برس" يوم الاربعاء حول قرار الحكومة "لم يصلنا حتى الان اي اشعار حكومي رسمي بالانسحاب لكننا سمعنا من وسائل الاعلام حول ذلك وننتظر رئيس الاتحاد العراقي ليوضح لنا ما دار في الاجتماع الاخير لرؤساء الاتحادات الخليجية لنستمع للأسباب التي طرحت خلال الاجتماع". واضاف "لا بد ان يكون للدولة حضور ويكون لها دور متواجد في اتخاذ مثل هكذا قرارات، لكن قرار النقل جاء متسرعا وكنا نأمل ان نواصل التحضير ونصل في الوقت المناسب لاستضافة خليجي 22 في الموعد المقرر بشكل طبيعي". من جهته ذكر نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود "كنا نتوقع مثل القرار وخير دليل على ذلك عدم موافقة امناء سر الاتحادات وكذلك رؤساء الاتحادات على عقد اجتماعاتهم في العراق مثلما تقتضي ضرورات التنظيم حيث تقام تلك الاجتماعات في البلد الذي يفترض ان ينظم البطولة". وعن قرار الانسحاب قال مسعود "الاتحاد العراقي سيجتمع بعد وصول رئيس الاتحاد لمناقشة التطورات المتلاحقة والظروف والمستجدات، وقرار الانسحاب يعود للاتحاد العراقي قبل غيره (....)، وزارة الشباب عندما اعلنت الانسحاب لم تعد الى الاتحاد العراقي وهو صاحب الشأن في ما يتعلق ببطولات كأس الخليج". يذكر ان العراق وعلى امتداد تاريخ مشاركاته في بطولات كأس الخليج منذ اول تواجد له فيها عبر النسخة الرابعة في قطر 1976، انسحب مرتين من هذه البطولة، الاولى كانت في خليجي ابو ظبي 1982، والثانية اثناء الدورة العاشرة بالكويت 1990، وغاب عنها بعد ذلك 14 عاما بسبب غزو الكويت ليعود اليها في خليجي 17 في قطر 2004 بفضل جهود رئيس اللجنة الاولمبية العراقية السابق احمد السامرائي وكذلك رئيس الاتحاد العراقي السابق حسين سعيد. واشارت معلومات تسربت من داخل اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية يوم الثلاثاء في المنامة تفيد بان التوصيات التي رفعها امناء سر الاتحادات الخليجية والتي تمت مناقشتها خلال الاجتماع تحدثت عن تحقيق نسب لم ترتق الى المستوى المناسب في ما يتعلق بانجاز الاماكن الفندقية الخاصة بالاسكان في المدينة الرياضية فضلا عن عدم اكتمال الجوانب الخدمية اللوجستية وتحديدا المتعلقة بمعبر صفوان الحدودي مع الكويت وكذلك المناطق المحيطة بالمدينة الرياضية. بينما ابدت التوصيات تلك رضاها عن مستوى التحضير في ما يتعلق بمطار البصرة والمركز الطبي الخاص بالبطولة. ويتوقع ان تشهد تداعيات سحب "خليجي 22" ونقلها من البصرة خلال الايام المقبلة توترا في الاحداث في ما يتعلق بقرار الانسحاب في ظل توجه حكومي واضح مدعوم من الشارع الكروي، ومعارض كما يظهر من قبل مسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم. الى ذلك قال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم في تصريح صحافي عقب خروجه من قاعة الاجتماعات "لبطولات كاس الخليج معايير ويبدو انها غير متوفرة في البصرة". وتفتتح المدينة الرياضية في البصرة السبت المقبل باقامة مباراتين وديتين بين الميناء والزوراء العراقيين مع العهد اللبناني والزمالك المصري على التوالي على الرغم من حظر اقامة المباريات الودية في العراق بعد قرار الاتحاد الدولي (فيفا) الاخير باستمرار فرض الحظر على الملاعب العراقية.
مشاركة :