احتفى نحو 2 مليون صوفي من مصر والوطن العربي، اليوم الخميس، باليوم الختامي لمولد بني حميل، الذي تقيمه القرية التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، كل عام، على مدار يومي الأربع والخميس، السابقين لأعياد شم النسيم، وذلك من خلال صعود جبل بني حميل من فجر يوم أمس، حتى زوال شمس ذلك اليوم، في طقس يتجدد كل عام تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية.وعلى مقربة من مائة ضريح لأولياء الله الصالحين، ممن شارك وعاصر الفتح الإسلامي لمصر، والذي قاده الصحابي الجليل عمرو بن العاص، أنشد العشرات من منشدي التصوف وفي مقدمتهم الشيخان عبد الحكيم الزيات، الشيخ سيد الشنشيفي، داخل جبل بني حميل الإنشاد الصوفي دون الآلات الموسيقية.وقال عمدة قرية البورة، التابعة للوحدة المحلية ببني حميل، إن الاحتفال بالمولد الذي يقام لنحو 60 وليًا من أولياء الصالحين ممن عاصروا الفتح الإسلامي لمصر، هو من الاحتفالات الثابتة تاريخيًا، ويتم الاحتفال به منذ مئات السنين، وحتى اليوم، حيث يتوافد ما يقرب من 2 مليون شخص من كافة أنحاء الجمهورية والعالم إلى القرية، التي يقوم أهلها باستضافتهم على مدار يومين متواصلين.وتابع العمدة، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن شرف الضيافة لا تقوم به قرية البورة وحدها، بل تشاركها القرى المجاورة، البالغة نحو 20 قرية، موضحًا أن الأهالي يحرصون في اليوم الختامي على صعود الجبل وقراءة الفاتحة وإنشاد المدائح والأوردة الخاصة بالتصوف.فيما أشار الشيخ علي حمدان، من أبناء الطرق الصوفية بسوهاج، إلى أن الاحتفال ليس قاصرًا على الطرق الصوفية، بل يشاطرها مئات المريدين والسياح للاستمتاع بذلك الاحتفال السنوي الذي يُعقد في واحدة من الأماكن المقدسة عند الصوفية على غرار البهنسا وحميثرة، مشيرًا إلى أن أبرز الطرق المشاركة في الاحتفال هي الطريقة الرفاعية، البرهامية، الخلواتية، النقشبندية، والسعدية، تحت إشراف المشيخة العامة وتقوم المحافظة من خلال مديرية الأمن بتوفير المظلة الأمنية الكافية لحماية المشاركين بالاحتفالات.وتابع: "احتفال المشاركين ببني حميل يبدأ عقب صلاة الفجر في مجموعات تصعد كل مجموعة إلى الجبل حيث يرقد أولياء الله الصالحين، يقرأون لهم الفاتحة ويستمعون للمدائح التي ينشدها كبار المنشدين في مصر، ومن ثم النزول ليتمكن غيرهم من الصعود، ويتوالى ذلك تبعًا لحين زوال شمس ذلك اليوم، فيبدأ البعض بالعودة لبلادهم أو انتظار صلاة يوم الجمعة ومن ثم العودة".
مشاركة :