محمد حنفي – أقامت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة «الحلاج بين النص والتأويل»، التي القاها الكاتب والباحث باسل الزير وأدارها الكاتب علي الحبشان، خلال المحاضرة التي أقيمت على مسرح سعاد الصباح بالرابطة ألقى الزير بعض الإضاءات على رحلة الحلاج المثيرة للجدل من خلال نصوصه الشعرية والنثرية، وكيف تم تأويلها من قبل النقاد والمناوئين له سياسياً. قدم علي الحبشان للمحاضرة بالقول إن الحلاج علم من أعلام التصوف، وأن الجدل الذي يحيط بحياته وكتاباته مازال قائما حتى عصرنا، وأن نزعته الصوفية القت بتأثيرها في كثير من الشعراء العرب، خاصة شعراء الستينات مثل: صلاح عبدالصبور وعبدالوهاب البياتي ونجيب سرور. المنتصر يكتب التاريخ وبدأ باسل الزير محاضرته بالإشارة إلى نيله شهادة الماجستير عن الحلاج، حيث توصل إلى أن %70 من الكتابات حول الحلاج كانت في مجال الأدب بالنظر إليه كأديب ومتصوف، مؤكدا أن مقولة «التاريخ يكتبه المنتصرون» صحيحة إلى حد بعيد، حيث يكتب المنتصر التاريخ ويطلق الأحكام ويوجه الرأي العام أيضا. وقال الزير ان الحلاج شخصية مثيرة للجدل، وأن فريقا رفعه إلى مرتبة التقديس، بينما وضعه فريق آخر في خانة الكفر والزندقة، وأن ما دفعه إلى هذه المحاضرة نقمة كثيرين على مسلسل «الحلاج» الذي عرض في وقت سابق، بينما لم ينقموا على أسماء مثل الحجاج ممن قتلوا وظلموا، وأن دوره كباحث هو كشف الحقيقة عن الحلاج. الحلاج وبدعة التكفير وأشار الزير إلى أن علماء عصر الحلاج، خصوصا الحنابلة، دافعوا عنه وبعضهم قتل معه، مثل ابن العطا الحنبلي والحسين بن حمدان، وتؤكد كتاباتهم أن الحلاج كان يحفظ القرآن، وكان صواما قواما، وحج إلى بيت الله ثلاث مرات، مؤكداً أن نهاية الحلاج المروعة بقتله كانت لأسباب سياسية لا دينية، حيث تم اتخاذ الدين ذريعة لقتل المعارضين من خلال بدعة التكفير خرجت من عباءة الخوارج. وأشار الزير إلى أن من يقرأ الحلاج بإنصاف، سيضعه في دائرة الإيمان، واستعرض بعض روايات شهود عصر الحلاج من العلماء الحنابلة الذين دافعوا عنه، مثل ابن عقيل الحنبلي، الذي ألف كتابا في «الانتصار» دافع فيه عن الحلاج، وكذلك عبدالقادر الجيلاني الذي وصف الحلاج بقوله «عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده، ولو أدركته لأخذت بيده». واستشهد الزير بعدة مقولات للحلاج تشير إلى إيمانه وعدم كفره وزندقته .
مشاركة :