عبدالرزاق المحسن – أعرب الكثير من أهل الاختصاص، عن قناعة راسخة بأن التوعية هي حجر الأساس في مكافحة السرطان، الذي لم يعد في تقديرهم مرضا قاتلا، بفضل التقدم الطبي الكبير الذي احرزته البشرية في سبيل القضاء عليه، مؤكدين ان طرق علاجه في الكويت متقدمة جدا ولا حاجة الى السفر للخارج للشفاء منه. وساهمت الحملات التوعوية التي تنفذها وزارة الصحة، بالتعاون والتنسيق مع جهات حكومية وجمعيات نفع عام، والحملة الوطنية للتوعية بالسرطان (كان)، في الوصول الى حالات مصابة بأورام حميدة وخبيثة لدى مواطنين ومقيمين، من خلال الكشف المبكر في العيادات التخصصية وتحويل الحالات الى المستشفيات العامة لاجراء الاشعة والفحوصات المخبرية، للتأكد من حجمها ونوعيتها، والفصل في امكانية التدخل السريع لاستئصالها او تلقي الجرعات الكيميائية للقضاء عليها. ووفق تصريحات لمسؤولين في «الصحة»، فإن أكثر 10 أمراض سرطانية شيوعا لدى المواطنين الرجال هي على التوالي: البروستاتا والقولون وسرطان الدم والليمفوما والرئة والمثانة وهودجكن والكلى والغدة الدرقية والخصايا، بينما الاكثر شيوعا بين النساء هي سرطانات الثدي والغدة الدرقية والقولون والرحم والليمفوما وسرطان الدم والمبيض والرئة وعنق الرحم وهودجكن. وشددوا على ان الرضاعة الطبيعية تحمي صحة الامهات والاطفال معا، وتقلل من خطر اصابة الامهات بسرطان الثدي وتعزز النمو الصحي للرضيع. ولفتوا الى أن تناول الفواكه والخضروات يقي من تطور بعض أنواع السرطانات في القولون والفم والمعدة، باعتبارها مصدرا غنيا بالألياف الغذائية، منوهين بأن السمنة المفرطة المؤدية للاصابة بأمراض القلب والسكري والضغط، عامل خطورة للاصابة بسرطان الثدي وبطانة الرحم وسرطانات الجهاز الهضمي (البنكرياس والكبد والقولون). ويقول رئيس قسم العلاج الإشعاعي بمركز الكويت لمكافحة السرطان د. خالد الصالح، إن التوعية هي حجر أساس مكافحة السرطان، وتتميز بأنها غير مكلفة وتعطي نتائج فعالة، لافتاً إلى أن نسبة الشفاء من أمراض السرطان تتراوح بين %60 إلى %70 عالميا، ويمكن بالتوعية الوصول بها من %80 إلى %85، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية. وأكد الصالح أن السرطان لم يعد قاتلاً ويجب على المواطنين والمقيمين عدم الخوف منه، بل الذهاب للطبيب عند الشعور بأعراضه ليتم اكتشافه مبكراً، مبينا ان الاكتشاف المبكر يرفع نسب الشفاء. وقال ان السرطان مرض مزمن قابل للشفاء والسيطرة، ونسبة الشفاء منه تزيد على %50، وفي بعض الأنواع تتجاوز %85، ونسبة السيطرة عليه تفوق الــ %70. وأوضح أن السرطان كغيره من الأمراض له عوامل مخاطرة، عرف بعضها والبعض الآخر في طريقه إلى الاكتشاف، ومن العوامل التي تساعد على ظهوره التدخين والسمنة وبعض الفيروسات، والتغذية المليئة باللحوم الحمراء، فضلا عن عدم تجنب المسرطنات أو المواد المسرطنة، وأهمها الأشعة والأصباغ المعروف ضررها. ولفت الصالح الى امكانية إبعاد السرطان عما يزيد على 500 انسان سنويا في البلاد، في حال نجحنا في إبعادهم عن عوامل المخاطرة، مؤكدا عدم صحة ما يتردد بتفضيل علاجه في الخارج، وقال: معظم السرطانات يفضل علاجها في الكويت، فجميع أنماط العلاج المتقدم متوافرة وتضاهي مثيلاتها في بقية دول العالم ومن السهل متابعة المريض. واوضح أن النتائج اثبتت نجاح علاج أغلب الحالات في البلاد، لافتا الى انهم لاحظوا كأطباء أن المريض الذي يعالج في البلاد لديه نسبة شفاء ودعم ومساندة روحية وأسرية ومجتمعية أفضل ممن يعالجون بالخارج. من جانبها، أكدت عضوة مجلس إدارة «كان» د. حصة الشاهين، حرص الحملة على نشر التوعية بالسرطان بين فئات المجتمع وأكبر قدر ممكن من الجمهور، لافتة إلى تنفيذ الحملة سنويا نحو 20 مبادرة لزيادة التوعية والتعرف على الأعراض الأولية لأمراض السرطان في البلاد. وبينت الشاهين أن إحصائية أجرتها «كان»، أظهرت ارتفاع نسبة الوعي في المجتمع خلال السنوات الست الماضية من %30 إلى %52، فيما يخص معرفة عوامل المخاطرة المتعلقة بالأمراض السرطانية، كما دلت الإحصائية على زيادة في نسبة، الذين يثقون في توفر علاجات فاعلة للسرطان، ولا يعتبرونه مرضاً قاتلاً، وبنسب من %20 إلى نحو %51، ما يدل على ارتفاع مستوى الوعي بشأن الأمراض السرطانية. وأكدت حرص «كان» على تنويع أنشطتها واستمراريتها على مدار العام، لتصل إلى جميع الفئات في المحافظات، مشددة على استمرار الحملة في بذل جهودها لنشر الوعي الصحي في المجتمع لمكافحة المرض. بدورها، أوضحت مسؤول عيادة الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية في مركز الصقر التخصصي، استشاري طب عائلة د. نادية المحمود، ان حملة «كان» قررت إعادة افتتاح عيادة الكشف المبكر للوقاية من الأمراض السرطانية بمنطقة العاصمة الصحية، وبالتعاون مع وزارة الصحة ومنطقة العاصمة الصحية، وذلك في مركز الصقر التخصصي بالعديلية. وأوضحت المحمود أن العيادة تهدف إلى زيادة الوعي الصحي الخاص بالوقاية، وتشجيع الجمهور على الكشف المبكر، والتأكيد على أهمية اجراء الفحوصات الأولية وخفض معدلات الإصابة بالأورام، وتحسين معدلات الشفاء، مشيرة الى اقبال كبير على العيادة من الجمهور للتعرف على سبل الوقاية والكشف المبكر عن السرطان. وذكرت أن العمل في العيادة انطلق خلال مارس من العام الماضي، يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع، خلال الفترة المسائية من 5 إلى 8 مساء، عدا الإجازات والعطل الرسمية. وتابعت: ان العيادة حققت اهدافها في توعية المجتمع بأهمية الكشف المبكر واتباع نمط الحياة الصحي، فضلا عن تدريب المراجعات على الفحص الذاتي للثدي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والرد على استفسارات المراجعين.
مشاركة :