نتائج مثمرة للتعاون القطري الصيني في مبادرة الحزام والطريق

  • 4/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي: أكد سعادة لي تشن سفير الصين لدى الدوحة، تحقيق نتائج مُثمرة للتعاون القطري الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق، لافتاً إلى حضور وفد وزاري رفيع المستوى اجتماعات الدورة الثانية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي في الصين التي تبدأ اليوم الجمعة وتستمرّ لمدة يومين. وقال السفير الصيني إن قطر من أوائل الدول الداعمة لمبادرة الحزام والطريق وأكدت مشاركتها بالمبادرة خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للصين عام ٢٠١٤ وتمّ توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في بناء المبادرة، وشاركت قطر كدولة مؤسسة في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتيّة في إطار هذه المبادرة. جاء ذلك، في لقاء مع الصحفيين بمقر إقامة السفير الصيني بالدوحة أمس بمناسبة انطلاق أعمال الدورة الثانية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي، اليوم الجمعة ٢٦ أبريل، في الصين، بمشاركة ١٥٠ دولة و٩٠ منظمة ونحو ٥٠٠٠ من الحضور بزيادة ٥ أضعاف عن الدورة الأولي منذ عامين. وتأتي النسخة الثانية من المنتدى تحت عنوان «التشارك في بناء الحزام والطريق وفتح مستقبل أكثر إشراقاً». وفد وزاري وقال السفير الصيني، إن قطر تشارك بوفد وزاري رفيع المستوى يضمّ سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات وسعادة الدكتور علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة، وتمّ بالفعل عقد جلسة مباحثات بين وزيري المواصلات في البلدين على هامش المنتدى. وأوضح أنه خلال الزيارة الأخيرة لسمو الأمير للصين في يناير الماضي، تطرّق زعيما البلدين لتعزيز التعاون وتأسيس مجموعات عمل، حيث تمّ التوصّل إلى توافقات توثق التعاون في إطار المبادرة. وعلى هذا الأساس، زار فريق عمل من الصين الدوحة خلال الأسابيع الماضية لتبادل الأفكار والاتفاق على الخُطوات المُقبلة. نتائج مثمرة وأكد سفير الصين لدى الدوحة، تحقيق نتائج مثمرة للتعاون القطري الصيني تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق في ٥ محاور أساسية وتتمثل في تنسيق السياسات بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين قطر والصين لوضع أسس مشتركة للتعاون وهو ما تمّ إنجازه خلال زيارة سمو الأمير إلى الصين. كما اتفق زعيما البلدين على التواصل والربط بين خطط التنمية في البلدين بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية قطر ٢٠٣٠. وأضاف إن المحور الثاني يتعلق بترابط المنشآت فهناك رحلات مباشرة وشركات صينية تقوم بتنفيذ مشاريع مهمّة في قطاعات مثل الاتصالات والهندسة والمقاولات والتجارة والخدمات. التبادل التجاري وقال السفير الصيني إن المحور الثالث يتعلق بالإطار التجاري بين البلدين، موضحاً أن عام ٢٠١٨ شهد نمواً في حجم التبادل التجاري الذي بلغ ١٤.٥ مليار دولار بنسبة زيادة قدرها ٣٠٪ مقارنة بعام ٢٠١٧. وتعتبر الصين ثالث شريك تجاري لدولة قطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها فيما تعدّ قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، لافتاً إلى أنه تم توقيع عقد جديد طويل الأجل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر العام الماضي. التعاون المصرفي وأوضح السفير الصيني أن المحور الرابع يتمثل في تداول الأموال حيث إن قطر عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار بدعوة من الصين ووقع البلدان اتفاقية في ٢٠١٤ لتبادل العملات بقيمة ٣٥ مليار يوان صيني وتمّ تجديد هذه الاتفاقية عام ٢٠١٧. وأشار إلى أنه تمّ تأسيس أول مقاصة للعملة الصينية في المنطقة في دولة قطر عام ٢٠١٥ وذلك بغرض تسهيل التبادل التجاري والمعاملات الماليّة. وقال إنه في إطار التعاون المصرفي بين البلدين تمّ افتتاح فرع لبنك الصين في الدوحة نهاية عام ٢٠١٧ كما توجد مكاتب تمثيليّة في الصين لبنك قطر الوطني وبنك الدوحة. استثمارات واعدة وأكد سفير الصين أن هناك مجالاً جديداً واعداً للاستثمار المتبادل بين البلدين، حيث إن كثيراً من الشركات الصينية أبدت رغبتها للاستثمار في قطر خاصة مع خطط التنويع الاقتصادي وبناء منطقة حرّة. ونوّه بأن هناك ٢٠٠ شركة صينية وصينية قطرية تعمل في السوق القطري في مجالات منها البناء والاتصالات والخدمات. وبشأن المحور الخامس قال السفير الصيني إنه يتعلق بالترابط بين الشعوب، حيث تمّ تأسيس جمعية الصداقة القطرية الصينية بين البلدين والتي تترأسها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، مؤكداً أن رئاسة الشيخة المياسة لهذه الجمعية تعكس اهتمام قطر بتعزيز وتطوير العلاقات بين الشعبين. إعفاء التأشيرة كما تمّ البدء في تنفيذ الإعفاء المُتبادل من التأشيرة لمواطني البلدين بما يعزّز حركة السياحة والتجارة وشهد العام ٢٠١٨، نمواً كبيراً في عدد السياح الصينيين إلى الدوحة حيث بلغ ٦٢ ألف سائح بزيادة ٣٨٪ عن العام السابق، لافتاً إلى اهتمام قطر بتطوير قطاع السياحة فيما يُشكل السوق الصيني رافداً مهماً لتطوير هذا القطاع خاصة أن هناك نحو ١٤٠ مليون سائح صيني يجوبون العالم سنوياً. تعاون ثلاثي ونوّه السفير الصيني تشن لي، بالتعاون القطري الصيني مع طرف ثالث لتعزيز الاستثمارات المشتركة، لافتاً إلى إنجاز البلدين لمشروع محطة توليد الكهرباء في باكستان باستثمارات تقدّر بـ ٢ مليار دولار عبارة عن شراكة بين شركة قطرية وأخرى صينية بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار لكل منهما ومليار دولار قروضاً من بنوك صينية. ٤٩رحلة أسبوعياً وقال السفير الصيني إن التعاون القطري الصيني في هذه المبادرة يأتي في إطار تقوية الروابط بين البلدين في مجالات حيوية مثل المواصلات، لافتاً إلى أن الخطوط الجوية القطرية تسيّر ٤٩ رحلة إلى ٧ مدن صينية أسبوعياً، وهنالك خطوط ملاحية مباشرة بين ميناء حمد وموانئ الصين. ويوجد تعاون في مشروعات البنية التحتية خاصة المتعلقة بمشروعات كأس العالم ٢٠٢٢. الأزمة الخليجية وحول تأثير الأزمة الخليجية على مبادرة الحزام والطريق قال السفير إن التعاون الثنائي بين الصين ودول الخليج يسير بشكل اعتيادي، ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها فيما يخصّ التعاون مع مجلس التعاون الخليجي ككتله واحدة. الدورة الثانية وقال السفير الصيني إنه سيتم اليوم افتتاح أعمال الدورة الثانية لمنتدى طريق الحزام والطريق للتعاون الدولي، بحضور ٣٧ رئيس دولة وحكومة والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس صندوق النقد الدولي. وبيّن السفير الصيني أن الفعاليّة ستشهد ١٢ منتدى مصاحباً في مجالات مختلفة بجانب منتدى لرجال الأعمال. وقال إن المنتدى يعدّ فرصة لمراجعة ما دار في الدورة السابقة وما تمّ تحقيقه ومناقشة الخطوات في الدورة المُقبلة. وأوضح أن المبادرة هي إحياء لطريق الحرير القديم ليكون هنالك ترابط في التجارة والسياسات والأعمال ودعم التنمية الاقتصادية العالمية لفائدة الجميع لأن المبدأ الأساسي للمبادرة هو التشارك في الرأي والبناء والمنفعة. وشدّد على حرص الصين على أن تكون المبادرة منفتحة وتتمتّع بالشمولية بمشاركة مُختلف الدول.

مشاركة :