تعمل تركيا جاهدة على خلخلة الوضع في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، عبر تحريض خلايا موالية لها العشائر العربية، للتحرك ضد تلك القوات في ظل اصطدامها بفيتو أميركي ودولي للسيطرة على تلك المناطق وطرد المكون الكردي. ويقول ساسة أكراد إن تركيا تحاول من خلال تلك الخلايا التابعة لفصائل المعارضة، تأليب الرأي العام المحلي ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري، بغية إضعاف الأخيرة وخلق حالة من الفوضى في مناطق سيطرتها. وكانت تركيا توعّدت في أكثر من مناسبة بالتحرك عسكريا في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بيد أن الوجود الأميركي والغربي في إطار التحالف الدولي ضد داعش حال دون خوض غمار هذه المغامرة. وخرجت مظاهرات الخميس لمواطنين في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية احتجاجا على ما اعتبروه رفع أسعار المواد النفطية وغلاء المعيشة وسياسة وحدات حماية الشعب. وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية “شهدت الخميس عدد من مدن وبلدات وقرى ريف دير الزور الشرقي خروج مظاهرات ضد وحدات حماية الشعب الكردي، التي تسيطر على قرار قوات سوريا الديمقراطية”. وأكد المصدر أن “أكبر المظاهرات شهدتها مدينة البصيرة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، حيث شهدت المدينة إضرابا عاما، وأغلقت جميع المحال التجارية احتجاجا على الغلاء وتردي الأوضاع المعيشية بالمنطقة، وفساد المؤسسات والإدارة الخاضعة لإشراف سوريا الدمقراطية وسرقة نفط المنطقة ونقله إلى خارج المحافظة”. وأضاف المصدر “طالب المتظاهرون بخروج عناصر الوحدات الكردية، وتسليم المنطقة لأهلها مرددين شعارات ‘لا للاحتلال الكردي – لا لوجود عناصر حزب العمال الكردستاني في محافظة دير الزور، وخروج كل القوات الأجنبية – الإيرانية والروسية والأميركية- من المحافظة”. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي تهديدا وجوديا لأمنها القومي وتتهمها بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا معها منذ عقود. وزعم المصدر في مجلس دير الزور المدني أن السبب الرئيسي لانطلاق المظاهرات هو سرقة نفط المنطقة من قبل عناصر الوحدات الكردية، وسرقة الآليات الضخمة التابعة لشركات النفط ونقلها إلى محافظة الحسكة، وهدد المتظاهرون باستهداف شاحنات نقل النفط. ويشهد ريف دير الزور الشرقي تفجيرات شبه يومية، حيث يسقط يوميا قتلى وجرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين. وتتهم القوات المدعومة من التحالف الدولي خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية باستهداف عناصرها في المنطقة.
مشاركة :