دعت أمل العزام الخبير الاجتماعي في مؤسسة التنمية الأسرية إلى أهمية أن يكون الفرد مرناً في التفكير، حريصاً على الإبداع والتجديد في طبيعة علاقاته الأسرية وفق تطورات الحياة، مستشرفاً للمستقبل، وأن تكون الأسرة داعمة لأفرادها كافة للتمكن من مواجهة ضغوطات الحياة والمشكلات بكفاءة وفاعلية، بحيث يكون كل فرد فيها راضياً عن نفسه، وقادراً على التعبير عن ذاته وتنمية قدراته ومهاراته، والحصول على الدعم الكامل من أفراد أسرته مادياً ومعنوياً وفق إمكاناتهم. جاء ذلك في سياق تنفيذ استراتيجية دعم استقرار الأسرة في إمارة أبوظبي التي أطلقتها المؤسسة تحت شعار «أسرة متماسكة.. مجتمع متسامح.. وطن آمن» برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والتي انطلقت في 3 مارس، وتستمر لغاية 15 مايو المقبل. وتهدف الحملة إلي تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي يرتكز على تنشئة جيل واعٍ يستشعر مسؤوليته تجاه دعم الأسرة واستقرارها، وشباب متمكن من التخطيط الزواجي السليم، وتحقيق التوافق الزواجي، وبناء أسر متمكنة قادرة على التعامل مع التحديات مع المحافظة على تلاحمها وتماسكها، ومن ضمن استراتيجية الحملة الإبداع والابتكار والمرونة الأسرية. مواجهة التحديات الأسرية وأوضحت أمل العزام أن المرونة في التفكير عند التعامل مع أفراد الأسرة تجعل الفرد أكثر إبداعاً في تفهم مشكلاتهم، وتمنحه الفرصة لابتكار حلول أكثر تأثيراً لمواجهة التحديات الأسرية. وخاطبت العزام أطراف العلاقة الأسرية بقولها: «إن استشراف مستقبل طبيعة علاقاتك المحتملة مع أفراد الأسرة، في ظل التطورات المعاصرة، يجعل الفرد أكثر قدرة على التخطيط للارتقاء بها، وأكثر وعياً بما عليك القيام به للحفاظ على علاقتك، بشكل يتيح لك الوصول للسعادة والطمأنينة التي تنشدها، والمرونة في التفكير، والسعي للإبداع في التربية والعلاقات الأسرية تساعدك على إدارة علاقاتك والتحكم في مشاعرك وانفعالاتك، وذلك لبناء ثقتك في ذاتك، وتوفير أسلوب الحياة والعلاقات التي تمنح الأسرة الطمأنينة. تنمية قدرات الآباء على المرونة وقالت الخبير الاجتماعي في مؤسسة التنمية الأسرية: «المرونة الأسرية طريقك إلى تحقيق التكيف الاجتماعي والتغلب على الصعوبات الحياتية، وتحقيق التوازن والرفاهية الاجتماعية المنشودة، وكذلك المرونة في التفكير الوالدي والإبداع في بناء علاقات وثيقة مع الأبناء والابتكار في التطبيق، وهي الأسرة التي تعيش في جو أسري يسوده الدفء العاطفي والطاقة الإيجابية والأمل والثقة والترابط فيما بين أعضائها، فإذا احتاج أحدهم الدعم وجد حوله من يسانده ويدعمه حتى يجتاز محنته. كما أن تنمية قدرات الآباء على المرونة والتجديد في أساليب التعامل مع الأبناء تعمق تبادل الاهتمام العاطفي والتواصل الأسري الفاعل والوقت النوعي». وقالت: «تذكر بأن الأشخاص الذين يرغب كل منا بوجودهم في حياتنا، كأباء أو أبناء أو أسرة ممتدة، هم الأشخاص اللذين ترتسم البسمة على وجوههم عندما يروننا، ويهتمون بآرائنا، ويساعدوننا عندما نحتاج المساعدة، ويصغون لنا ويتعاطفون معنا إذا شعرنا بالضيق أو واجهتنا مشكلة بدل من لومنا، ولا يعطوننا المحاضرات بشأن ما يجب وما لا يجب أن تفعله، ومراعياً لمشاعرهم، عندئذ ستكون هنالك فرصة كبيرة لنمو العلاقات بينك وبينهم». سيناريوهات بناء العلاقات الإيجابية وأضافت العزام: «إذا سيطرت على أفكارك مجموعة من سيناريوهات هدم العلاقات، فإن علاقتك مهددة بالانهيار عند أول تحد أو صعوبة قد تواجه هذه العلاقة، أما إذا كانت سيناريوهات بناء العلاقات الإيجابية هي المسيطرة، فإن هذا التحدي سوف يؤدي إلى تواصل نشط يقوي العلاقة في إطار تنفيذ استراتيجية دعم استقرار الأسرة في إمارة أبوظبي».
مشاركة :