عن الفارق بين المذنّبات والشُهُب

  • 3/16/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشكّل المُذنّبات Comets نوعاً من سلالات القمامة في الفضاء! إذ تراكم أثناء مشوارها الطويل في فضاء المنظومة الشمسيّة، جزيئات غازيّة وحبيبات رمل معلّقة في صقيع الفراغ الكوني بعيداً من الشمس. ثم تنفث تلك الأشياء حين اقترابها من الشمس، فتتناثر على مسافات ربما لا تكون بعيدة نسبيّاً عن مدار الأرض أو المريخ أو الكواكب السيّارة الأخرى. وفي كل مرّة يعبر مُذنّب قرب الشمس، فإنه يسخن وينتفخ في السماء، ويتشكّل له ذيل طويل من رذاذ الثلج والغبار المتبخّر. ثم ينقذف ذلك الذيل بأثر رياح الشمس (وهي عصف من الجزيئات المشحونة كهربائيّاً تنطلق من الشمس بسرعة فائقة)، فيمتد على مسافة آلاف بل ملايين الكيلومترات خلف نواة المُذنّب. وكذلك يتبخّر جزء من مادة المُذنّب، أو تقتلع من ذيله، فيتشكّل جرفٌ من الرذاذ يدور في شكل مستقل ضمن مدار المُذنّب الأصلي. وكثيراً ما يحدث أن يتقاطع مدار الأرض مع مدار ذلك التجمّع لفتات المُذنّب، فتجذبها الأرض تدريجاً، إلى أن تصل سرعة التجمّع إلى قرابة عشرات الكيلومترات في الثانية. وبتلك السرعة، يخترق التجمّع غلاف الأرض، ويحترق في طبقات غلافه الجوي. وتضيء مُكوّنات التجمّع لتظهر شهباً آحادية أو «دوشات من الشهب» في سماء الأرض. وتحترق الغالبية الساحقة من تلك الحبيبات خلال ثانية أو أقل، على ارتفاع قرابة 90 كيلومتراً. ويستمر بعضها في الاحتراق لثوانٍ قليلة، بل تصل إلى قرابة بضعة كيلومترات من الأرض، لكنها نادراً ما تصل إلى سطح كوكبنا. وفي المقابل، تنجح بعض الكتل الكونيّة الكبيرة نسبياً، في الوصول إلى سطح الأرض والارتطام بها، ما يجعلها تندرج في صنف النيازك Asteroids، وهي التي تشكل معظم الحفر الفلكيّة المنشأ على كوكبنا والكواكب السيّارة الأخرى في النظام الشمسي، وكذلك الحال بالنسبة إلى الحفر على سطح القمر.

مشاركة :