مكتب الشرق الأوسط سفراء تستعد الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن لحفل تخريج في الشهر القادم للدفعة الثامنة من برنامج الابتعاث للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وسيقام الحفل في فندق «ناشونال هاربر» في ولاية ماريلاند، القريب من واشنطن. وسيشمل تقديم الشهادات، ولقاء كبار المسؤولين، ومعرض لفرص العمل في السعودية، ونشاطات فنية وثقافية للطلبة والطالبات. وكانت الملحقية رعت، في نفس المكان، حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب وطالبات برنامج الابتعاث، وذلك بتكريم المتفوقين الحاصلين على درجات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس، برعاية وزير التعليم العالي في ذلك الوقت، د. خالد العنقري، والسفير السعودي عادل بن أحمد الجبير، والملحق الثقافي د. محمد بن عبد الله العيسى. وكان هناك معرض «كنوز الفن السعودي» لأعمال فنانين وموهوبين من طلبة وطالبات البرنامج. وكانت هناك محلات الشركات والمؤسسات والهيئات والبرامج التمويلية في فعاليات «يوم المهنة»، عن الفرص العملية والعلمية للطلبة والطالبات عند عودتهم إلى وطنهم. * مهمة الملحقية عن مهمة الملحقية، قال د. العيسى: «تسعى لتقديم أفضل الخدمات لأبنائنا الطلاب. وتسعى لتحقيق أهداف بلادنا العزيزة في مجال التقدم والتنمية. وتبذل جهودها لتقديم أفضل الفرص التعليمية للطلاب، في أرقى المؤسسات التعليمية في أميركا. وتأخذ في الاعتبار الحرص على دعم طلابنا أكاديميا وماليا، ليكونوا قادرين على تحقيق الأهداف الأكاديمية المرجوة منهم. وتهتم بجمع ونشر المعلومات التي تعكس الثقافة السعودية، والتقاليد والتراث، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في المجالات الأكاديمية والثقافية والأنشطة الاجتماعية المحلية». وتأسست الملحقية في عام 1953. لتعنى بشؤون التعليم والثقافة والإشراف على المبتعثين السعوديين للدراسة بالمؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة، ولتكون صلة بينها وبين المملكة في الأمور الثقافية والتعليمية والعلمية. وهي جزء من سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن. وتعود في الأمور الإدارية والمالية وشؤون الابتعاث إلى وزارة التعليم العالي. كانت للمحلقية فروع في لوس أنجليس، ودنفر، وشيكاغو، وهيوستن. وكان لكل مكتب ميزانية خاصة به وموظفون. لكن تم تجاوز تلك التجربة بتقليص عمل المكاتب الفرعية تدريجيا، ثم إغلاقها بالكامل، والتركيـز على الملحقية في واشنطن كجهة واحدة مسؤولة عن تنفيذ السياسة العامة للابتعاث وكيفية تطبيقها. * مائة ألف طالب وطالبة في العام الماضي، أوضح تقرير أميركي أن السعودية ترسل إلى جامعات أميركية مبتعثين لدراسة الهندسة والعلوم والرياضيات أكثر مما ترسل كل من كندا واليابان. وأن السعودية تحتل المرتبة الرابعة في قائمة الدول العشر الأكثر إرسالا لطلابها إلى الجامعات الأميركية. وذلك بعد كل من الصين، والهند، وكوريا الجنوبية. وأنها تسبق كلا من كندا، واليابان، وتايوان، وفيتنام، والمكسيك، والبرازيل. وقالت مجلة «هاي إديوكيشن كرونيكل» (دورية التعليم العالي) الأميركية إن هناك قرابة مليون طالب وطالبة أجانب في جامعات أميركية، في العام الدراسي الحالي. من بينهم مائة ألف سعودي وسعودية. وإن السعوديين والسعوديات يسهمون في الاقتصاد الأميركي بمعدل 3 مليارات دولار كل عام. وإن السعودية صارت من أسرع مصادر استثمارات الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة. وإن السعوديين صاروا رابع أكبر جالية طلابية في الولايات المتحدة. وتوقعت الدورية زيادة العدد ليتخطى 100 ألف. وكان العدد فقط 4 آلاف قبل 10 أعوام. غير أن العدد كان 10 آلاف قبل 20 عاما تقريبا. ثم انخفض كثيرا بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. جاءت الزيادات الكبيرة الأخيرة بفضل برنامج الابتعاث الخارجي الذي أعلنه المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز. وحدد البرنامج دول الابتعاث حسب جودة البرامج الأكاديمية في كل دولة. ويراجع البرنامج القائمة بشكل مستمر. وتقع هذه الجامعات في كل من الولايات المتحدة، وكندا، وآيرلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وهولندا، وبولندا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والصين، واليابان. * أبرز مشاكل المبتعثين تهتم الملحقية بكل كبيرة وصغيرة لضمان سلامة، ودراسة، ومعيشة كل طالب وطالبة. لكن، من وقت لآخر، وكما هو متوقع، تظهر بعض المشاكل. وخاصة بسبب مشاكل المجتمع الأميركي، وتعقيدات الحياة الأميركية. وكان د. العيسى، أمر بإنهاء بعثة طالبين بسبب مزحة حول الإرهاب والإرهابيين. وشدد على أهمية عدم الانجراف للدعوات المضللة، وقال: «نحن، طبعا، نثق بمدى وعي وثقافة أبنائنا المبتعثين». وأضاف أن الشرطة الأميركية لا تتهاون في مثل هذه المواضيع. وأن الملحقية نفسها لا تتهاون في التعامل مع الطلاب الذين لا يلتزمون بالقوانين. كان العيسى يتحدث في مؤتمر للمسؤولين عن أندية الطلاب السعوديين المنتشرة في جامعات أميركية كثيرة. وعندما أثيرت في المؤتمر مشاكل وسط الطلاب السعوديين أنفسهم، قال: «توجد توجيهات رسمية، وينبغي على الجميع احترامها، حتى لا تنفتح الأبواب على مصراعيها البرنامج (برنامج المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز) ليس مكانا للممارسات الطائفية. وستلغى بعثة أي شخص تثبت ممارسته العنصرية تجاه زملائه، عرقيا أو طائفيا. نحن، جميعا سعوديون. ونمثل وطنا واحدا قدم فرصة الابتعاث بعدالة وتساوي. ولن نتهاون مع مثيري النعرات الطائفية والقبلية». في العام الماضي، واجه طلاب مشاكل مع شركة «إتنا» للتأمين الصحي، وهي شركة أميركية عملاقة تؤمن عشرات الملايين من الأميركيين. وسارعت المحلقية وأجرت اتصالات مع الشركة، للوصول إلى حلول لهذه المشاكل.في ذلك الوقت، قال مساعد الملحق الثقافي، د. مساعد العساف، إن الإجراءات التي اتخذتها شركة «إتنا» كانت بموافقة وزارة التعليم العالي. وأن سبب التغييرات التي أجرتها الشركة كان ممارسات خاطئة قام بها طلبة وطالبات. وأضاف أن التجاوزات التي حدثت كادت تجعل الشركة توقف التعاون مع الملحقية الثقافية، مما كان سيجعل الطلبة والطالبات يفقدون مُميزات علاجية عالية المستوى. * مقتل طالب سعودي في العام الماضي، اهتز المجتمع السعودي في الولايات المتحدة، والملحقية، بمقتل طالب سعودي في ولاية كليفورنيا. وفي وقت لاحق، حذرت وزارة التعليم العالي، عن طريق الملحقية في واشنطن، الطلاب من دخول المواقع الإلكترونية المشبوهة، أو المشاركة فيها. ومن الحذر عند التعامل مع آخرين معملات تجارية عن طريق الإنترنت. وكان الطالب عبد الله القاضي قتل غدرا بعد أن عرض بيع سيارته بمبلغ 36 ألف دولار. وخطط القاتل لدفع المبلغ، ثم استرداده مع قتل الطالب. في وقت لاحق، عثرت الشرطة على جثته بجانب الطريق السريع رقم 10 في جنوب ولاية كاليفورنيا، في مكان ليس بعيدا من حيث كان يسكن. في ذلك الوقت، قال د. أحمد السيف، نائب وزير التعليم العالي، إن الملحقيات الثقافية خارج السعودية نفذت تعليمات الوزارة بإرسال تحذيرات إلى الطلبة والطالبات، بالحذر عند التعامل مع المواقع الإلكترونية التجارية، وتحاشي المواقع المشبوهة.
مشاركة :