فجر التعاون مفاجأة تاريخية وأقصى الهلال من نصف نهائي كأس الملك السعودي وبنتيجة كبيرة قدرها خمسة أهداف دون مقابل، ليصعد إلى المباراة الختامية للبطولة العريقة بانتظار الفائز من مواجهة النصر والاتحاد اليوم. وحقق التعاون الفوز المثير عن طريق ساندرو مانويل وعبد الفتاح آدم وسيدريك أميسي وليندر تاوامبا وإبراهيم الزبيدي، ولم يكتف التعاون بهذه النتيجة، بل إنه ظهر بشكل لافت وتحكم بكل تفاصيل المواجهة وبدا واضحا تفوقه الكبير ميدانيا على الهلال. وباتت هذه البطولة الثانية التي يخسرها الهلال هذا الموسم حتى الآن بعد أيام من خسارته لقب كأس زايد للأندية العربية، لتتبقى له بطولتان في طور المنافسة على اللقبين؛ دوري المحترفين السعودي ودوري أبطال آسيا. من جانبه، يسعى الاتحاد لإنقاذ موسمه ببلوغ نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، عندما يواجه اليوم فريق النصر الباحث عن الثأر من الخسارة الدورية الأخيرة. ويعيش الاتحاد أفضل فتراته في هذا الموسم، بفضل الروح المعنوية العالية بعد الانتصارات الدورية المتتالية، ومن بينها الإطاحة بالنصر وإزاحته من صدارة الترتيب، فبعد أن كان طموح الاتحاديين الهروب من شبح الهبوط الذي لازمهم منذ افتتاح المسابقة، فإن الاستفاقة الأخيرة، والانتفاضة التي جاءت بعد تولي التشيلي سييرا زمام الإدارة الفنية، رفعتا سقف الطموح للبحث عن منصات التتويج. واشتهر التشيلي سييرا خلال المواسم التي قضاها مع الاتحاد بالنهج الدفاعي، وإغلاق كل المنافذ الخلفية المؤدية لمرمى فواز القرني، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي دائماً ما يقودها الثنائي روماريو، وفهد المولد من على الأطراف، واستغلال الكرات الثابتة التي يقف خلفها دائماً التشيلي فيلانويفا، وستمنح عودة رودريغز للقائمة الأساسية قوة إضافية لأصحاب الأرض بعد مشاركته في الجولة الدورية الأخيرة أمام الاتفاق. وتبقى الخطوط الدفاعية الاتحادية هي الأكثر صلابة بعد تولي المغربي داكوستا قيادتها والذي شكل علامة فارقة في صفوف الاتحاد، وأحرز أهدافا حاسمة من الكرات الهوائية، إلى جانب قوته وصلابته الدفاعية، ويقف أمامه في الساتر الدفاعي الأول كريم الأحمدي الذي استعاد بريقه للتناغم الواضح مع سانغو، وسيعتمد التشيلي على الثنائي عبد الله العمار وجوناس غوميز في ظهيري الجنب، للحد من خطورة لاعبي النصر، وتبقى الأوراق الفنية على دكة البدلاء للاتحاد من الخيارات المفضلة للتشيلي، بوجود ناصر الشمراني لاعب الخبرة وعبد العزيز البيشي وجمال باجندوح. وفي الجانب الآخر، لن يرضى النصراويون بتجرع مرارة الخسارة للمباراة الثانية على التوالي من الاتحاد، وهو ما سيدفع البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني للضيوف للدخول مساء اليوم بكامل قوته الهجومية المتمثلة بالمغربي عبد الرزاق حمد الله ماكينة الأهداف، حيث لم يغب المغربي عن التسجيل في المباريات الـ11 الأخيرة، حتى تربع على صدارة هدافي الدوري بـ29 هدفا، إلى جانب تعافي ابن جلدته نور الدين أمرابط من الإصابة التي لحقت به مؤخراً وبات جاهزاً لخوض هذا اللقاء، حيث غاب الأخير عن مواجهة الاتحاد الدورية الأخيرة وكذلك مواجهة الرائد والفتح، وستعزز عودته من قوة الهجوم النصراوي، وسيوجد النيجيري أحمد موسى الذي يجيد فك التكتلات الدفاعية بمهارته العالية وتحركاته السريعة على الطرف الأيسر. ومن الصعوبة إيقاف مفاتيح اللعب النصراوية سواءً على الأطراف أو في منتصف الميدان ومنطقة العمق لوجود الثنائي البرازيلي جوليانو صانع ألعاب الفريق، وصاحب التسديد المحكم على المرمى، والبرازيلي الآخر بيتروس الرابط بين الخطوط الخلفية والأمامية والساتر الدفاعي الأول، كما يشارك سلطان الغنام وعبد الرحمن العبيد ظهيرا الجنب في القوة الهجومية النصراوية، ولا تقف أدوراهما على صد الهجوم المعاكس، بل شكلا جبهات هجومية، ومصدر إزعاج مستمر لدفاع الفريق المنافس، فيما يتولى البرازيليان مايكون وبرونو أوفيني قيادة الخطوط الخلفية في متوسط الدفاع، من خلفهم وليد عبد الله الذي سيوجد في حراسة المرمى عوضاً عن الأسترالي براد جونز لإتاحة الفرصة لمشاركة 7 لاعبين أجانب على أرضية الملعب. ويحتفظ مدرب الضيوف بأوراق رابحة على مقاعد البدلاء لا تقل أهميتهم عن العناصر الأساسية، بوجود يحيى الشهري، وفهد الجميعة وفراس البريكان ونواف الفرشان، وعبد الله آل سالم، ودائماً ما يحرك البرتغالي أوراقه بعد مرور الربع ساعة الأول من شوط المباراة الثاني، وتتركز تغييراته على خط المنتصف، ونادراً ما يحدث أي تغيير على الخطوط الخلفية.
مشاركة :