اعتبرت كاتبات من جنسيات مختلفة أن النهوض بمكانة المرأة في المجتمع يحتاج إلى ترسيخ مفاهيم المشاركة وتقدير الآخر والاعتراف بأهمية الدور الذي يقوم به في المجتمع، مشيرات إلى أن مسيرة المرأة في الإمارات ملهمة، حيث قطعت شوطاً كبيراً نحو المشاركة بفاعلية في مختلف المجالات، وهو ما يستند إلى رؤية طموحة لدى القيادة لدور المرأة وأهميته في بناء المجتمع وتطوّره. وأوضحت الكاتبة روضة المري أن دور المرأة الإماراتية وحضورها في المجتمع اختلفا كثيراً في السنوات الأخيرة، واستطاعت أن تحقق خطوات واسعة في مختلف المجالات، ولعل أبرز دليل على ذلك وجود سيدة على رأس المجلس الوطني الاتحادي، وهي أول سيدة تحصل على هذا المنصب في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب وجود عدد كبير من الوزيرات، وقد ساعد على تحقيق هذا التطور الرؤية الطموحة لدور المرأة في المجتمع التي تتبناها قيادة الدولة منذ البداية. وأشارت صاحبة كتاب «(101) الإمارات قصص وثقافة وتعلم» إلى أنه رغم الإنجازات البارزة للمرأة في الإمارات؛ هناك دائماً مزيد من الطموحات التي يجب أن تسعى لتحقيقها، لافتة إلى أن الفصل الأول من كتابها ركز على سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وعلى الدور الكبير الذي لعبته من أجل تطوير وتعليم المرأة وتمكينها في العمل، بينما يعتبر الكتاب دليلاً لثقافة الإمارات وعاداتها وتقاليدها لتعريف الآخر بها، واستلهمت فكرته من حوارها مع صديقتها الكاتبة الإيطالية إيلاريا كايللي. وأضافت المري، خلال الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان «المرأة في الإمارات»، أول من أمس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ29: «تلعب الأسرة دوراً كبيراً في تربية الأبناء وزرع القيم والمفاهيم المختلفة فيهم، وأردت من خلال كتابي أن أوضح العادات والتقاليد التي تتمسك بها الأسر الإماراتية، والعلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع، وكيف كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يتعامل مع أبناء الإمارات كأبناء له»، لافتة إلى أن كتابها الثاني سيكون عن تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الشخصية الإماراتية. تغيير المفاهيم واعتبرت المري أن تطور وضع المرأة في المجتمع يرتبط بشكل كبير بتغيير المفاهيم السائدة لدى البعض، وهو أمر يحتاج إلى وقت حتى يدرك الجميع أن المشاركة هي أن يتحمل كل طرف، سواء الرجل أو المرأة، مسؤولياته، مضيفة: «عندما نسأل الرجل عن أهم امرأة في حياته غالباً ما يكون الجواب (والدتي)، فقد اعتدنا جميعاً أن نرى أمهاتنا يدرن المنزل بينما يغيب الأب في الخارج للعمل، ولذلك يدرك الرجل من داخله مدى قوة المرأة وأهميتها في حياتنا، ولتحقيق التوازن في المجتمع من المهم أن يشارك كل طرف الآخر نجاحه ويعتز به، وبالنسبة لي أحب أن أشارك زوجي وابني نجاحي، ولذلك أتيا معي لحضور هذه الجلسة». كما أشارت إلى أن دولة الإمارات قامت بخطوات متسارعة خلال سنواتها الـ47، «ومن الطبيعي في ظل هذا التسارع أن تكون هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى تحسين، وليس من العيب أن ننظر حولنا لنستفيد من تجارب العالم، مثل تجربة آيسلندا التي تعد من الدول الريادية في تحقيق التوازن بين الجنسين». لا للتنمّر من جانبها أشارت مؤلفة كتاب «HardTalk: دليل الحوارات الصعبة التي تحدث فرقاً كبيراً»، دون ميتكالف، إلى أن هناك تطوراً كبيراً في حضور المرأة في المجتمع الإماراتي، رافضة اتهامات بعض الرجال للمرأة في العمل بالتنمر، وتدخّل العاطفة والمشاعر في قراراتهن وردود أفعالهن، مشيرة إلى أن المشاعر لا ترتبط دائماً بمفاهيم سلبية، فهناك مشاعر إيجابية مثل السعادة، وعلى الإنسان أن يفهم مشاعره ليتعلم كيفية التحكم فيها بدلاً من أن تتحكم فيه، ومن الطبيعي أن تكون هناك منافسة في سوق العمل واتهامات، ولكن على المرأة مواجهتها بقوة. وأضافت: «إذا أردت أن تكون محبوباً من الجميع فيمكنك أن تبيع الآيس كريم، أما إذا أردت أن تكون قيادياً فتوقع المنافسة». ودعت ميتكالف للحكم على أداء المرأة وفقاً لما تمتلك من إمكانات وقدرة على الإنجاز والعمل، وأن تتسم فرق العمل بالتنوع بين الجنسين وبين مختلف الأعمار. كما انتقدت سلوك بعض النساء اللاتي يرفضن مساعدة المرأة في سوق العمل، لافتة إلى أن التربية تلعب دوراً كبيراً في سلوك الإنسان. زيادة الثقة بينما وصفت مدربة التواصل، كيم بيج، صاحبة كتاب «مستوى الصوت الصحيح: كيف تتمكن من تحديد الصوت المناسب للتواصل مع الآخرين»، وضع المرأة في الإمارات حالياً بالملهم، مشددة على ضرورة العمل من أجل زيادة ثقة المرأة بنفسها لمواجهة اتهامات بعض الرجال لهن في العمل بالتنمر، وعلى أهمية التواصل مع الجمهور بشكل صحيح للتوعية بهذه الأمور، وتوصيل الرسالة بصورة صحيحة وواضحة، لافتة إلى أن هناك كثيراً من الكتاب الذين يكتبون قصصاً مهمة عن المرأة، واستطاعوا من خلالها تغيير الكثير من المفاهيم في المجتمعات. - الشيخة فاطمة بنت مبارك لعبت دوراً كبيراً لتطوير وتعليم المرأة. - ليس من العيب أن ننظر حولنا لنستفيد من تجارب العالم.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :