سريلانكا: مقتل العقل المدبر لهجمات "أحد الفصح"

  • 4/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت سريلانكا مقتل زهران هاشم أحد منفذي سلسلة التفجيرات الإرهابية في العاصمة كولومبو وزعيم الجماعة المتطرفة التي خططت لهذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل 253 شخصا. وقال رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسنا الجمعة أن زعيم إحدى الجماعات المتطرفة التي خططت للهجمات الانتحارية التي ضربت البلاد يوم الأحد الماضي كان من بين قتلى أحد هذه التفجيرات، في إشارة إلى زهران هاشم. وأضاف سيريسنا في مؤتمر صحافي إنه تم التأكد من مقتل "زهران هاشم" الذي فجر نفسه في أحد الفنادق الخمس نجوم، وفقا لما أكدته التحقيقات الجارية بشأن منفذي الهجمات. وكان زهران يقود ما يعرف باسم "جماعة التوحيد الوطنية" التي نشرت الفكر المتطرف في أجزاء متفرقة من البلاد، وكان مسؤولا عن التخطيط للهجمات على تماثيل بوذا في وسط سريلانكا في شهر ديسمبر الماضي. وأثارت صورة لزهران جمعته بيوسف القرضاوي القيادي التاريخي في جماعة الإخوان المسلمين، التساؤلات بشأن دور القرضاوي وأفكاره وكتبه وخطبه في إذكاء الحماس لدى تلك الجماعات التي تنظر إليه في غالبيتها كزعيم ومرشد روحي.وأوضح ضابط جيش رفيع المستوى للصحافيين إنه درس عن قرب ملامح وجه زهران من الفيديوهات المتاحة وقارنها مع ملامح الانتحاري حيث توصل إلى أنه لقي حتفه، ويتم حاليا إجراء تحليل الحمض النووي لتأكيد ذلك. وحتى قبل سنوات من تسليط الأضواء عليه على أثر الاعتداءات الجهادية الأخيرة في سريلانكا، كان المتطرف زهران هاشم يثير قلقا في مدينته الساحلية الهادئة كاتانكودي. وينحدر مدبر الهجمات الدامية وهو في عقده الرابع من منطقة باتكالوا، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه في كنيسة إنجيلية خلال قداس أحد الفصح. وفي البلدة ذات الغالبية المسلمة (كاتانكودي)، تنتشر قوات أمنية مدججة بالسلاح أمام المسجد الرئيسي الذي كان المشرفون عليه قد حذروا من الميول المتطرفة لزهران هاشم قبل سنوات. وظهرت هذه الميول إلى التطرف والعنف لدى زهران منذ أن كان في سن المراهقة وكانت سببا في طرده من مدرسة تعليم القرآن. ويتذكر محمد بخاري محمد فهيم رئيس "جمعية الفلاح" وكان يدرس في المعهد نفسه في صف أدنى أنها كانت المرة الأولى التي يطرد فيها طالب بسبب تطرفه. وقال فهيم "عندما وصل إلى هنا في سن الثانية عشرة، كان ذكيا جدا ومثابرا ويطرح الكثير من الأسئلة.. كان يتمتع بشعبية كبيرة واجتماعيا جدا". لكن الشاب تغير حسب فهيم الذي نسب هذا التحول إلى كتب وتسجيلات تدعو إلى الإسلام الأصولي، مؤكدا أن المدرسة القرآنية التي طرد منها تعلم الإسلام المعتدل، وأضاف أن زهران هاشم خرج عن هذا المسار وانحرف إلى فكر أصولي يحرض على العنف. وكان قد اشتكى أولياء طلاب آخرون من أنه حاول التأثير على أولادهم، وطلبت منه المدرسة أن يرحل. لكن بعد سنوات عاد إلى كاتانكودي حيث شكل "جماعة التوحيد الوطنية" وشارك مع رفاق سابقين في بناء مسجد يمكنه من إلقاء خطبه النارية فيه.وصرح مسؤول في مسجد محلي بالمنطقة، خير عدم ذكر اسمه تخوفا من انتقام الجماعة، بأن المتطرف كان خطيبا جيدا، ويحرص على اختيار كلمات من القرآن ويقوم بتحويرها ويستخدمها لغايات سيئة. ولفت زهران نظر الشرطة قبل ثلاث سنوات عندما أشهر سيفا خلال صدامات مع جماعة إسلامية أخرى، حسب مسؤول المسجد، وبعد التضييق عليه، لجأ إلى العمل السري مع أنصاره وشكل فصيلا منشقا عن "جماعة التوحيد الوطنية". وفي سياق متصل، صرح حلمي أحمد نائب رئيس مجلس مسلمي سريلانكا أن هاشم نقل كل قاعدته إلى جنوب الهند، مشيرا إلى أن "كل تسجيلاته المصورة يتم تحميلها على الإنترنت من الهند". وأضاف أنه "يستخدم سفن مهربين ليتنقل بين جنوب الهند وسريلانكا ذهابا وإيابا”. وقبيل هجمات عيد الفصح، نقلت الهند معلومات محددة إلى سريلانكا حول احتمال وقوع هجمات إرهابية بعدما صادرت خلال عمليات دهم مواد "تنطوي على تهديدات" لتنظيم الدولة الإسلامية. وفي مسجد "جماعة التوحيد الوطنية" في كاتانكوي ينفي المصلون أن يكونوا على علاقة بزهران هاشم. وقال رجل الدين محمد يوسف محمد توفيق الذي استجوبته الشرطة مرات عدة بعد الاعتداءات "بسبب زهران أصبحت سمعة المسجد سيئة اليوم، ليس لدينا أي اتصال معه منذ سنتين وهو ليس عضوا في جماعة التوحيد الوطنيةوأكد مسؤول المسجد الذي طلب عدم كشف هويته "عندما وقعت الهجمات لم نكن نتصور أنه يمكن أن يفعل شيئا كهذا". وأضاف أن "الشرطة ارتكبت خطأ فادحا. لو أوقفته منذ البداية لتمكنت من منع وقوع كل ذلك. كان يمكن تجنب كل هذا". ولا تزال سريلانكا على صفيح ساخن بعد تفجيرات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس وأربعة فنادق، وشددت الأجهزة الأمنية في سريلانكا إجراءاتها، وألغت مساجد عديدة إقامة صلاة الجمعة بها اليوم بسبب الوضع الأمني. ونوشد المسلمون في سريلانكا الصلاة بالمنازل، وعدم الذهاب للمساجد أو الكنائس، وذلك بعد تحذير أجهزة المخابرات من هجمات محتملة بسيارات مفخخة وسط مخاوف من أعمال عنف انتقامية بعد تفجيرات عيد القيامة الأحد الماضي. كما ناشدت بدورها السفارة الأميركية في سريلانكا مواطنيها بتجنب أماكن العبادة خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، بعد أن حذرت السلطات من احتمال وقوع مزيد من الهجمات تستهدف مراكز دينية.

مشاركة :