استدعت الشرطة الإيرانية مئات النساء من خلال الرسائل النصية لتحذير سائقات السيارات والراكبات اللوائي يخلعن الحجاب أو يتجاهلن قواعد الزي الإسلامي أثناء القيادة أو ركوب السيارات. وتلقت المئات من النساء في العاصمة طهران رسائل نصية عبر الهاتف خلال الأيام الأخيرة، استدعتهن إلى مراكز شرطة الآداب. وبعد أيام من تشكيك المواطنين ووسائل الإعلام بصحة الرسائل، أعلنت الشرطة أخيراً أن هذه الرسائل تحذيرات رسمية للنساء المتهمات بانتهاك قواعد الزي الإسلامي، بما في ذلك إزالة الأوشحة أثناء قيادة السيارة. ووفقا لوكالة الأنباء الايرانية "إرنا" فقد أعلن العميد حسين رحيمي، قائد شرطة محافظة طهران، مساء الخميس، أنه "سيتم إطلاق سراح من يتم استدعاؤهن "بعد أن يوقعن تعهدات كتابية بأنهن لن تكررن الجريمة". وحذر رحيمي من أنه "في حالة تكرار الجريمة، سيتم توجيه اتهام إلى المتهمة وإحالتها إلى المحكمة". وكانت المئات من النساء المتهمات بقيادة السيارات دون احترام قانون الحجاب قد حضرن إلى مقر "شرطة الآداب" في طهران للاستفسار عن الرسائل النصية. وأدى حضور تلك النساء إلى تجمع كبير وتعطيل حركة المرور لساعات على الطريق والشوارع القريبة من مقر الشرطة. ونفى قائد الشرطة حسين رحيمي، وهو بالأصل ضابط من الحرس الثوري، حدوث فوضى مرورية، وقال إنها "مشكلة بسيطة" عالجتها قواته على نحو كاف. ويصر الحرس الثوري على أن سائقي السيارات مسؤولون عن ركابهم، ويجب ألا يسمحوا للنساء بركوب سياراتهم دون ارتداء الحجاب. وفي الوقت نفسه، أكد رحيمي أنه "يمكن لمن تم استدعاؤهن أن يدافعن عن أنفسهن، وإذا ثبت براءتهن، فسيتم إطلاق سراحهن دون أي تهم". وكان قائد شرطة مدينة طهران، العميد بالحرس الثوري الإيراني، حسين ساجدي نيا، أعلن الأسبوع الماضي عن نشر "دوريات سرية تابعة لشرطة الآداب" مع أكثر من 8000 من الموظفين والموظفات لتحديد هوية من لا يحترمن لبس الحجاب خلال ركوب السيارة. وزاد التعامل العنيف لشرطة الآداب الإيرانية خلال السنوات الأخيرة مع النساء بحجة عدم تقيدهن بالحجاب الكامل، حيث باتت أغلب الإيرانيات يكتفين بارتداء أزياء ملونة لا تغطي كامل الجسم وتظهر اليدين والرقبة ووشاح قصير يظهر جزءاً من الشعر. كما اعتقلت السلطات عشرات النساء اللواتي تظاهرن ضد الحجاب الإجباري وحكمت عليهن بالسجن لمدد لا تقل عن عامين.
مشاركة :