زافادا - أ ف ب - انضم الجنرال ميلان راستيسلاف ستيفانيك، أحد مؤسسي تشيكوسلوفاكيا، إلى سلسلة تماثيل من شمع أنجزها النحات السلوفاكي رومان باجزيك الذي يجمع ملوكا وشخصيات تاريخية وأخرى فلكلورية تحت سقف واحد. وقال رومان، وهو مدرس أوبرا سلوفاكي في الثامنة والأربعين من العمر يملك متحفا كان مطحنة لأسرته مؤلفا من غرفتين "بدأت أصنع تماثيل الشمع في العام 2002 لأنني أردت أن أرى كيف كان شكل جدي". وأضاف باجزيك في متحفه في زافادا وهي قرية يسكنها 600 شخص وتبعد حوالى 150 كيلومترا عن العاصمة براتيسلافا لوكالة فرانس برس "لم يكن لدي إلا صورة قديمة له وكنت أريد أن أرى إذا كان بإمكاني تحويلها إلى شيء ثلاثي الأبعاد". وبعد عقدين، أصبح المتحف يضمّ 23 تمثالا لأفراد من أسرته وملوك وشخصيات تاريخية وفولكلورية يأتي السياح وتلاميذ المدارس للتفرّج عليها. وتشمل التماثيل المعروضة مصاص الدماء نوسفيراتو والبابا يوحنا بولس الثاني وحورية بحر من الأساطير السلوفاكية. ويفتح متحف الشمع أبوابه بحسب الحجوزات ومقابل رسم دخول قدره 2 يورو فقط. درس باجزيك، وهو تينور مخضرم شارك في مهرجان سالزبورغ المرموق في النمسا، إخراج الاوبرا وهو الآن يدرّس التمثيل الأوبرالي في المعهد الموسيقي الحكومي في براتيسلافا. وهو يحب أن يكون المكان هادئا عندما يعمل على نحت التماثيل الشمعية خلال الليل عادة. وقال "أسمع ما يكفي من الغناء خلال اليوم. أنا سعيد لأن أكون محاطا بشخصيات صامتة". ويعيش باجزيك وحيدا في شقة في العاصمة حوّل غرفة منها إلى استوديو صغير فيه رفوف مليئة بالمنتجات التي يحتاج إليها لتشكيل الشمع. وهو يعمل حاليا على شخصيتين، الأولى هي الجنرال ستيفانيك والثانية الإمبراطورة إليزابيث النمسوية المعروفة بسيسي. وقد لجأ هذا الفنان إلى صور للإمبراطورة وتماثيل نصفية لها للحصول على مقاسات دقيقة لوجهها. وبمجرد الانتهاء من صنع الرأس من الطين، يلقيه في قالب من الجص ثم يصب الشمع الساخن في القالب قبل تشكيل التفاصيل. وقال باجزيك إن مزيج الشمع الذي يتضمن شمع العسل والبارافين مثالي لصنع التماثيل لأنه يشبه الجلد البشري إلى حد كبير. وأوضح "يجب مزجه بعناية لأن الشمع يميل إلى التصدع عند إدخال الشعر في الجمجمة". أما الشعر فيجلبه من متجر للشعر المستعار. وهو يعلق الخصل بالجمجمة باستخدام إبرة طويلة في إطار عملية دقيقة تستغرق وقتا طويلا. وأخبر "استغرق الأمر بعض الوقت لأتعلم طريقة صنع فجوة ليست كبيرة للغاية تصلح لإدخال خصل الشعر فيها بدون أن تسقط. لذلك أشاهد مقاطع فيديو تعليمية". وغالبا ما يحول باجزيك أشياء موجودة لديه إلى أكسسوارات يحتاج إليها. فمثلا عندما تطلب الأمر صنع الكرة السلطانية لأحد الملوك، استخدم كرة تزين فيها شجرة الميلاد وأضاف إليها صليبا صغيرا. يفتح باجزيك درجا مليئا بالأيدي الشبه الجاهزة في انتظار دورها لتصبح يد ملك أو ملكة.
مشاركة :