قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الصوم لم يفرض على المسلمين كما هو اليوم مرة واحدة، وإنما مر بثلاث مراحل.وأضافت «شاهين» لـ«صدى البلد»، أن المرحلة الأولى كان «أياما معدودات»: وقيل إنها الاثنين والخميس، وقيل إنها ثلاثة أيام من كل شهر، وقيل هي نفس الشهر 30 يومًا.وأشارت إلى أن المرحلة الثانية كانت «التخيير» بين الصيام والإطعام في شهر رمضان، أما المرحلة الثالثة فكانت الإلزام بالصيام إلا لأهل الأعذار المرضى وكبر السن والمسافر.وأوضحت أن المرحلة الأولى للصوم لم يكن الصوم واجبًا على كل مكلف فرض عين، وإنما كانت هناك رخصة، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر ولو كان بغير عذر، شريطة أن يطعم عن كل يوم مسكينًا الدليل قول المولى –عزوجل-: «وَعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين» (البقرة:184)، أي: من كان مطيقًا للصوم قادرًا عليه ولكن أراد أن يفطر فليفطر ويطعم مسكينًا عن كل يوم.وبيّنت أن المرحلة الثانية: كان فيها الصوم على سبيل الإلزام، ونسخ حكم التخيير بالنسبة للقادر، فيبدأ فيها الصوم من وقت العشاء، إلى مغرب اليوم التالى، فكان الصحابة –رضوان الله عليهم- يصومون طِيلَة اليوم والليلة، إلا ما بين المغرب والعشاء الدليل: أولًا: على نسخ حكم التخيير للقادر: قول الله –تعالى- فى محكم التنـزيل: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرٍ» (البقرة:185).وتابعت: "ثانيًا: بالنسبة لوقت الصيام: روى البخاري –رحمه الله- عن البراء بن عازب –رضى الله عنه-، قال: "كان أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسى، وإن قيس بن صِرمَة الأنصارىّ كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال لها: أعندكِ طعام؟، قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خَيْبَةً لك. فلما انتصف النهار غُشِى عليه، فذُكر ذلك للنبى –صلى الله عليه وسلم-، فنزلت هذه الآية: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَآئِكُمْ»، ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: «وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ»" (الحديث بطوله فى صحيح البخارى).واستطردت: وقال العلماء: والمقصود أن الله –سبحانه وتعالى- استغنى بذكر الأشد «وهو الجماع» عن الأدنى «وهو الأكل والشرب وغير ذلك من مبطلات الصوم». وأشارت إلى أن المرحلة الثالثة: هى ما نحن عليه الآن وهو ما ذُكر فى حديث البراء –رضى الله عنه- السابق، فيبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق، وينتهى بغروب شمس اليوم التالى. الدليل : قول المولى –عز وجل-: «وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إلى الَّليْل» (البقرة:187).
مشاركة :