أعلن تحالف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، أمس، أن الاجتماع الأول مع المجلس العسكري الانتقالي كان إيجابياً، بينما قال المجلس إن المفاوضات مع التحالف «تمت بشفافية». في الأثناء دعا زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، إلى استمرار الاعتصام حتى تكتمل أهداف الشعب، مضيفاً: «نسعى للاتفاق مع المجلس العسكري على إعلان دستوري»، داعياً إلى انضمام السودان «فوراً» إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتفصيلاً، عقد أمس لأول مرة الاجتماع المشترك بين ممثلي المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير، في القصر الجمهوري بالخرطوم، للتشاور حول الرؤية المتعلقة بترتيبات الفترة الانتقالية في البلاد. ووصف تحالف قوى الحرية والتغيير الاجتماع في مؤتمر صحافي بأنه كان إيجابياً. وقال المفاوض من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير أيمن نمر بعد المحادثات مع المجلس العسكري، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل مجلس جديد يدير عملية الانتقال في البلاد. وأضاف «تقدمنا بخطوات إيجابية ونتوقع التوصل لاتفاق مرضٍ لكل الأطراف». وتابع «نتوقع أن نستلم خلال ساعات رد المجلس العسكري بخصوص تكوين مجلس السيادة». من جانبه، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين كباشي، إن المفاوضات مع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير «تمت بشفافية». ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد، شهد إعلان قوى «الحرية والتغيير» التي شاركت في الاحتجاجات على حكم الرئيس المعزول عمر البشير، تشكيل وفد للتفاوض بشأن المرحلة الانتقالية مع المجلس العسكري. وكان القيادي بقوى الحرية والتغيير، أحمد ربيع، أكد مساء الجمعة أنه تم الاتفاق على تسمية أعضاء لجنة التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان لحلحلة القضايا الخلافية. وقال ربيع إن الوفد مكون من 13 قيادياً من «الحرية والتغيير»، التي أبلغت المجلس بأسماء اللجنة. وجاء القرار، بحسب مصادر، بعد اجتماع مطول ومشاورات في دار حزب الأمة بين قوى الحرية والتغيير. فيما أوضح المجلس أنه يسعى لترتيبات الفترة الانتقالية عبر الحوار السياسي بين مختلف القوى، بناءً على اللقاء التشاوري الذي انعقد مع «الحرية والتغيير». وعقد قادة المتظاهرين جولات مباحثات عدّة غير مثمرة مع المجلس العسكري منذ عزل الجيش في 11 أبريل الرئيس عمر البشير في أعقاب أربعة أشهر من الاحتجاجات. ووافق الطرفان في وقت سابق على إنشاء لجنة مشتركة لإعداد خارطة طريق للمرحلة المقبلة. وقال بيان عن قوى الحرية والتغيير إنّ «اللجنة المشتركة مع المجلس العسكري الانتقالي عقدت أول اجتماع لها». وكان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري أكد في تصريحات صحافية انتهاء اللجنة السياسية من دراسة الرؤى المقدمة من القوى والكيانات السياسية، وكذلك الحركات ومنظمات المجتمع المدني والشرائح الفئوية بما فيها الشباب والمرأة والأفراد في ما يتعلق بمقترحاتهم حول ترتيبات الفترة الانتقالية. يأتي ذلك فيما قال تجمع المهنيين السودانيين إنه يطرح مدة أربع سنوات كفترة انتقالية في البلاد بهدف وضع برنامج إسعافي كامل، وحتى يتمكن اللاجئون والنازحون من المشاركة في عملية التغيير والانتخابات. وأكد التجمع وجود محاولات لجر قوى الحرية والتغيير لمعارك جانبية، وذلك بعد الدعوة التي أعلنها عبدالحي يوسف بإطلاق «مسيرة مليونية لنصرة الشريعة». وأوضح التجمع أنهم غير معنيين بالمسيرة وسيتفادون أي احتكاك معها. ويواصل آلاف السودانيين اعتصامهم للأسبوع الثالث على التوالي، أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم، للمطالبة بتسريع نقل السلطة إلى حكومة مدنية. وفي وقت سابق، أعلن تجمع «المهنيين السودانيين» أنه حصل على تعهد من الجيش بعدم فض الاعتصام في الخرطوم بالقوة. ويريد المحتجون في السودان، الذين تمثلهم قوى إعلان «الحرية والتغيير» تطبيق ستة مطالب هي: تصفية النظام السابق وتشكيل حكومة مدنية وهيئة تشريعية ومجلس رئاسي مدني ومحاربة الفساد وإصلاح الاقتصاد وإعادة هيكلة جهاز الأمن القومي. على صلة، دعا زعيم حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، أمس، إلى استمرار الاعتصام حتى تكتمل أهداف الشعب، مضيفاً: «نسعى للاتفاق مع المجلس العسكري على إعلان دستوري». وقال المهدي، في مؤتمر صحافي: «ندعو إلى التعامل مع المجلس الانتقالي بالحكمة لا بالانفعال»، مضيفاً: «نقدر للمجلس العسكري الانتقالي احترامه لدورنا». وأكد المهدي أنه يجب تجريد المؤتمر الوطني وحلفائه من الامتيازات غير المشروعة، «فما حدث من النظام السابق مع ممتلكات الدولة كان تخصيصاً وليس خصخصة». كما دعا الصادق المهدي الى انضمام السودان «فوراً» إلى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرتي توقيف دوليتين في حق عمر البشير. وقال المهدي لصحافيين «الآن، لا مانع من الاستجابة لمطالبها (المحكمة) وينبغي فوراً الانضمام لها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «هذا الموقف يجب أن ينسق مع المجلس العسكري» الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالبشير.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :