أبوظبي: محمد علاء عقد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول، 3 فعاليات ضمن مشاركته في المعرض اشتملت على محاضرة بعنوان: «عولمة الثقافة.. التنازع بين الثقافة والحضارة» قدمها الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وحفل تدشين كتاب «موت بائع الصحف» باللغة الميلبارية للكاتب ناصر الظاهري، وأمسية للشاعر عبدالله أبوبكر. حضر الفعاليات الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعصام مصالحة السفير الفلسطيني لدى الدولة، ومحمد ولد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وعدد من الشعراء والكتاب والمثقفين. وقدم حبيب الصايغ مداخلة في بداية جلسة «عولمة الثقافة» قال فيها: «لن أقول مديحاً كثيراً في الأخ المفكر والشاعر المصري الكبير الدكتور علاء عبد الهادي، وأنا بصدد مديحه تذكرت بيتاً للمتنبي يقول: «حتى كأنّه بأحسن ما يُثنى عليه يعاب»، فهو شاعر وفيلسوف متخصص في عدة حقول من بينها الأدب العربي، وعلم اللغة والأدب المقارن، والهندسة»، مضيفاً أن موضوع المحاضرة يعتبر من الموضوعات المهمة. واستهل د. عبد الهادي الجلسة النقاشية بعدة تساؤلات، هل يوجد تنازع بين الثقافة والحضارة؟ وهل على المستوى الإبستمولوجي يشير التعبيران إلى الموضوع نفسه؟، وما هي العولمة؛ تلك الكلمة التي لم تستخدم في الأدبيات إلا منذ 4 عقود فحسب؟، وقال: «تعني العولمة في أعم معانيها دمج العالم وتكثيف الوعي به بوصفه كلاً، وهو عالم يسمح لأصحاب البنوك وخبراء التنمية بأن يرسموا خارطة تدفق موارد العالم وفقاً لرؤية شاملة، واقتصاد عالمي يعمل بالأسلوب نفسه في كل مكان، ويقوم بمجانسة أساليب الحياة والثقافة والقيم». وأكد أن هناك فرقاً بين الثقافة والحضارة، لأن الثقافة تفتح باباً لسياسات الهوية، وعليه تقبل بالخصوصية والاختلاف، والحضارة تنادي بقرية واحدة، حتى لو قامت على حطام القرى جميعاً، الحضارة واحدة والثقافة متعددة، والثقافة تمتلك التسامح، فتسمح بمرور فراغ يعبر منه الآخر. وتابع د. عبد الهادي: «اللعبة هنا في الفصل بين المفهومين، الثقافة بصفتها إنتاجاً، والحضارة بصفتها عملية، وهناك فرق بينهما، ما الذي فعله الأوروبي لخلق مفهوم الآخر، بدأ بخلق «الآخرية»، لم تخلق حضارات (العرب والصين والهند) مفهوم الآخر، ولكن عصر التنوير هو الذي خلق هذا المفهوم»، موضحاً أنه لا يوجد تعريف جامع لكلمة ثقافة التي تتعدد وتختلف وفق الحقول المعرفية. واستشهد عبد الهادي بمقولة المفكر الفرنسي بيير برديو: «إن ما يخلق وحدة العالم أو وحدة عصر ما، ليست الثقافة المشتركة، ولكنها الإشكالية المشتركة»، وقال: «أذهب إلى أن أول تاريخ يمكن أن أحدد به العولمة، كان حين شعر الإنسان بالخطر الذي يتهدده على الأرض بعد قنبلتي هيروشيما ونجازاكي، حيث تغير وعي الإنسان بسبب خوفه من وجوده على الأرض». وتحدث عبد الهادي عن التكنولوجيا التي صارت لها إسهامات متنوعة في تقدم العالم، وقال: «في العالم المتقدم أسهمت التكنولوجيا في زيادة الأجور، وفي مناطق أخرى أصبحت عقبة، لم يستطع النظام العربي تصحيح الأخطاء وتحسين الأوضاع، والعالم اليوم يستهلك الصور أكثر من الكلمات، ولا يمكن أن يتشكل وعي أو آخر، دون الاعتماد على الصورة المرئية». وأكمل: «الصورة نقلة كبرى للوعي الإنساني، وتفسر حجم العنف على التواصل الاجتماعي، لم ينتبه أحد إلى أن هناك عنفاً كبيراً متنامياً لأن الصورة حلت محل الكلمة، العالم في عصر العولمة يستهلك الصور أكثر من الكلمات واختلط الواقع الفعلي بالواقع الافتراضي». وشهد جناح كتاب الإمارات، تدشين كتاب «موت بائع الصحف» للكاتب ناصر الظاهري باللغة الميلبارية، حيث قال الظاهري «إن الكتاب تمت ترجمته إلى 11 لغة عالمية قبل ذلك، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يترجم إلى الميلبارية التي يتحدث بها مواطنو جنوب جمهورية الهند». وأضاف: «هذا التدشين يجيء ضمن احتفالية أبوظبي للكتاب بالهند ضيف شرف المعرض»، موضحاً أنه عندما زار ولاية كيرلا في الهند، دهش بوجود كلية لتدريس اللغة العربية، منذ 60 عاماً، وتخرج سنوياً ما بين 50 و60 دارساً ودارسة. وأكد الظاهري أنه يضع هذه الرواية «تاجا» على رأسه، ففيها 12 قصة، معظمها تدور حول الإنسان. وفي أمسيته قرأ الشاعر عبدالله أبوبكر عدداً من قصائده التي مثل من خلالها لطيف متنوع من تجربته الشعرية.
مشاركة :