اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، أنه يجب متابعة "محاربة الإرهابيين في إدلب" السورية، مشدداً على ضرورة "أخذ المدنيين في الاعتبار قبل اتخاذ قرار حول عملية شاملة في إدلب"، في إشارة إلى هجوم محتمل للنظام السوري على المنطقة التي تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة. وقال بوتين الذي كان يتحدث في بكين: "علينا مواصلة محاربة الإرهابيين في إدلب السورية. لا أستبعد عملية شاملة في إدلب لكن هذا ليس ملائما الآن. علينا التفكير في السكان المدنيين قبل اتخاذ قرار بشن هجوم شامل في إدلب". وفي سياق آخر، اعتبر بوتين أنه "من الصعب الاتفاق التام على المرشحين لعضوية لجنة صياغة الدستور في سوريا"، مؤكداً "العمل مع المعارضة بخصوص هذه اللجنة"، في إطار مساعٍ للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع. وميدانياً، قُتل 22 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، وأصيب 30 آخرون بجروح في هجمات شنها فصيلان متصلان بجبهة النصرة في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت. وتسيطر فصائل متطرفة على مناطق في ريف حلب الغربي الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة وأجزاء من محافظات محاذية، المنطقة المعنية باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر. وينص الاتفاق على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام من جهة والفصائل المتطرفة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه بعد. وتستهدف الطائرات الروسية مراراً مناطق سيطرة الفصائل، ما أسفر، السبت، عن مقتل خمسة مدنيين في ريف حماة الشمالي الغربي، بحسب المرصد الذي أفاد، الجمعة، أيضاً بمقتل 10 مدنيين بينهم طفلان في غارات روسيّة في محافظتي إدلب وحماة. وصعّدت قوات النظام منذ شباط/فبراير وتيرة قصفها على المنطقة المشمولة بالاتفاق الروسي التركي. وجنّب الاتّفاق الروسي التركي إدلب، التي تؤوي وأجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّح النظام السوري بشنّها. وشكل مصير المنطقة محور الجولة الأخيرة من مباحثات أستانا التي عقدت يوم الجمعة في عاصمة كازاخستان برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا. وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد اختتام المحادثات، عن قلق بالغ "إزاء محاولات تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي تعزيز سيطرته على المنطقة". وأبدت الأمم المتحدة من جهتها الخميس، قلقها إزاء التصعيد في المنطقة. وقال منسق الأمم المتّحدة الإقليمي للشؤون السورية بانوس مومتزيس الخميس "أنا قلق جراء التصعيد الأخير للعنف والأعمال العدائية في المنطقة المنزوعة السلاح ومحيطها، في شمال غرب سوريا"، مشيراً إلى مقتل أكثر من 200 مدنياً منذ شباط/فبراير، وفرار 120 ألف شخص إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا.
مشاركة :