سيخوض منتخب مونتينيغرو مباراته المقبلة في تصفيات بطولة أوروبا لكرة القدم 2020 من دون جماهير، ضمن عقوبة للاتحاد القاري للعبة عقب سلوكيات عنصرية لجماهيره خلال مواجهة إنجلترا الشهر الماضي. وتعرض المدافع داني روز لهتافات تشبه القردة، كما استهدف رحيم سترلينغ الذي سجل الهدف الخامس لإنجلترا في الفوز (5 / 1) بإهانات عنصرية كان يمكن سماعها طيلة المباراة التي أقيمت في العاصمة بودغوريتشا في 25 مارس (آذار) الماضي. وأعلنت لجنة الانضباط والقيم في الاتحاد الأوروبي أن منتخب مونتينيغرو سيخوض مباراته المقبلة من دون جماهير، مع عرض لافتة مكتوب عليها «رياضة متساوية»، وشعار الاتحاد القاري عليها. وقال الاتحاد الإنجليزي للعبة، في بيان: «تقبل الاتحاد الإنجليزي قرار العقوبة على اتحاد مونتينيغرو. ونأمل أن يخوض الفريق مباراته المقبلة على أرضه من دون جماهير، ليبعث برسالة مفادها أن العنصرية ليس لها مكان في كرة القدم أو المجتمع. سنواصل العمل مع السلطات المختصة في كرة القدم لضمان استمتاع جميع اللاعبين باللعبة في بيئة خالية من التمييز». وقرر الاتحاد القاري أيضاً فرض غرامة 20 ألف يورو (22 ألف دولار) على اتحاد مونتينيغرو، فيما يتعلق باتهامات أخرى، بما في ذلك إشعال ألعاب نارية، وإلقاء مقذوفات على أرضية الملعب. وقال روز، مدافع إنجلترا وتوتنهام هوتسبير، لشبكة سكاي سبورتس: «عرفت بالعقوبة للتو، ولا أجد كلمات للتعليق، لكني لست مندهشاً. لا أعتقد أنها عقوبة كافية رادعة تمنع تكرار ذلك. حرمان الفريق من جماهيره مباراة واحدة، وغرامة 20 ألف يورو، أمر صادم بعض الشيء! لكن ليس هناك الكثير يمكنني القيام به الآن. أتمنى عدم خوض أي مباراة هناك مجدداً». وسيستضيف منتخب مونتينيغرو منتخب كوسوفو في مباراته المقبلة، ضمن المجموعة الأولى في تصفيات بطولة أوروبا 2020، ويحتل الفريق المركز الرابع في المجموعة، بنقطة واحدة من مباراتين. وعاقب الاتحاد الأوروبي المجر أيضاً بسبب سلوكيات عنصرية لجماهيرها، خلال الخسارة (2 / صفر) أمام سلوفاكيا، ضمن المجموعة الخامسة، الشهر الماضي. وسيخوض المنتخب المجري مباراته المقبلة أمام مدرجات مغلقة بشكل جزئي، بحيث لا تقل سعة الجزء المغلق عن 3 آلاف مقعد. وأصدرت الهيئة التأديبية للاتحاد القاري أيضاً، الجمعة، سلسلة من العقوبات الأخرى، من بينها إيقاف لاعب وسط البوسنة ويوفنتوس الإيطالي ميرالم بانيتش لمباراتين بسبب طرده المباشر في المباراة ضد اليونان (2 / 2). وكان سترلينغ قد نال في وقت سابق جائزة النزاهة والتأثير التي تمنحها شبكة «بي تي سبورت»، ضمن مجموعة من الجوائز، بسبب تطرقه لمجموعة من المشكلات الاجتماعية، بما في ذلك العنصرية. وتم تكريم سترلينغ بسبب تصديه للعنصرية في الرياضة، ولاستخدامه لحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة لاتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد. وقال سترلينغ هذا الشهر إن المزيد من اللاعبين بحاجة للتحدث عندما يعانون من العنصرية للتخلص من هذا الداء في الرياضة. وأضاف سترلينغ بعد حصوله على الجائزة من غاريث ساوثغيت، مدرب إنجلترا: «كنت أتحدث فقط عن تجاربي الشخصية. لم أتوقع كل هذا الاهتمام. كنت أريد فقط لفت انتباه المتابعين لحسابي في إنستغرام». وتابع: «من الرائع مشاهدة الناس تستمتع، وتحاول فعل الأفضل. ما يحدث عندما تقوم بأشياء جيدة هو أنك تضرب المثل للجيل المقبل». ووقع اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً على منشور في وقت سابق هذا الأسبوع، قال فيه إن أي ناد يجب أن تخصم منه 9 نقاط، وأن يلعب 3 مباريات من دون جمهور، إذا ما تورطت جماهيره في أي سلوك عنصري. كما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إيقاف نجم باريس سان جيرمان الفرنسي الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا 3 مباريات بسبب «الشتائم» التي وجهها لحكم مباراة فريقه ضد ضيفه مانشستر يونايتد (1 / 3)، في ذهاب دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا، الشهر الماضي. وكان نيمار الذي تابع من المدرجات المباراة التي أقيمت في باريس في 6 مارس (آذار)، وغاب عنها بسبب الإصابة، قد فجر جام غضبه في مواقع التواصل الاجتماعي على التحكيم، بسبب احتساب ركلة جزاء في الثواني القاتلة، بعد استعانة بتقنية المساعدة بالفيديو (في إيه آر) أظهرت وجود لمسة يد مثيرة للجدل على المدافع بريسنيل كيمبيمبي، سجل منها يونايتد الهدف الثالث الذي منحه بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، بعدما كان قد خسر (صفر / 2) ذهاباً في مانشستر. ووصف نيمار قرار الحكم منح ركلة جزاء ليونايتد بـ«العار». وعلق على تقنية الفيديو في التحكيم بالقول: «لقد وضعوا 4 أشخاص لا يفهمون شيئاً في كرة القدم لمتابعة الإعادة بالتصوير البطيء أمام شاشات التلفزيون»، معتبراً أن «لمسة اليد ليست موجودة»، ومتسائلاً بسخرية: «كيف تكون هناك لمسة يد وظهرك نحو الكرة؟»، قبل أن يطلق عبارة نابية. وفتح الاتحاد الأوروبي تحقيقاً بحق نيمار في 22 مارس (آذار) الماضي، مستنداً إلى البند «15 د» من القانون التأديبي الذي يورد «الإيقاف لثلاث مباريات أو فترة أخرى لإهانة» الحكم، وقرر أمس إيقاف النجم البرازيلي 3 مباريات. و سيغيب نيمار، أغلى لاعب في العالم (222 مليون يورو)، عن المباريات الثلاث الأولى للفريق الباريسي في دور المجموعات الموسم المقبل. ويملك النادي الباريسي سابقة في عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب إهانة الحكام، حيث أوقف مدافعه السابق الدولي العاجي سيرج أورييه، الذي يلعب حالياً مع توتنهام الإنجليزي، ثلاث مباريات من قبل الاتحاد القاري في مارس (آذار) 2015، بسبب عبارات استخدمها بحق الحكام على وسائل التواصل. كما أوقف زميل نيمار حالياً، حارس المرمى الإيطالي جانلويجي بوفون، ثلاث مباريات، على خلفية انتقادات لاذعة وجهها للحكم لاحتسابه ركلة جزاء في الثواني القاتلة لصالح ريال مدريد الإسباني، في إياب ربع النهائي للمسابقة القارية الموسم الماضي، ضد فريقه السابق يوفنتوس. وحرمت هذه العقوبة بوفون من خوض المباريات الأولى لفريقه الجديد في دوري الأبطال هذا الموسم.
مشاركة :