كرواتيا... جوهرة تتلألأ في جنوب شرقي أوروبا

  • 4/28/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا تكاد تطأ قدماك أرض كرواتيا حتى تصدمَ عيناك بجمال أخّاذ بداية من مدينة الفن، زغرب، الزاخرة بالمسارح، وقاعات الحفلات الموسيقية، والمتاحف، والمعارض، إلى مدينة سبليت، لؤلؤة ساحل دالماسيا، حيث يُعانق قلب المدينة القديمة قصر إمبراطور روما، ديوكلتيانوس، الذي شيّده في بداية القرن الرابع لقضاء ما تبقى من سنيّ عمره، انتقالاً إلى دوبروفنيك، عروس البحر الأدرياتيكي، التي قال عنها المؤلف الأيرلندي الشهير، جورج برنارد شو «من يبحث عن الجنة على الأرض، فعليه أن يأتي إلى دوبروفنيك». البلد الذي أهدى أهله ربطة العنق (الكرافيتة) للعالم، يتمتّع بجميع عناصر الجذب السياحي من بحار، وشواطئ، وشلالات، وبحيرات، ومنتجعات، وأماكن تراثية، وحفلات، وطعام لذيذ، وثقافة، وهندسة معمارية، ما جعلها جوهرة تتلألأ في شمال شرقي أوروبا ذاع صيتها بشكل أكبر بعد ظهور مشرّف لمنتخبها في كأس العالم 2018، لاسيما مع دعم الرئيسة الجميلة، كوليندا كيتاروفيتش، لأصحاب الأقمصة المُزيَّنة بالمُربعات الحمراء والبيضاء، فجذبت أنظار الجميع، واستطاعت ببساطتها كسب مشجعين من مختلف دول العالم، لاسيما العربية. «الراي» رافقت وفداً ضمّ العديد من وكالات السفر في الكويت بدعوة من مجلس السياحة الكرواتي، وشركة طيران «لوفتهانزا» الألماني، بالتعاون مع مجموعة «بودي للطيران» قضت سبع ليال متنقلة والفريق بين أماكنها السياحية لتضع بين يدي قرائها لقطات من بلد رائع ذي شعب مضياف يناسب أذواق السياح على اختلافها من أفراد وعائلات، حيث يستطيع المسافر أن يقضي فيه إجازة من فئة الـ 5 نجوم بميزانية اقتصادية جداً إذا ما قورنت ببقية الدول الأوروبية، وإليك بعضاً منها. دوبروفنيك تقف المدينة الملقبة بـ«لؤلؤة البحر الأدرياتيكي» على نهاية برزخ صخري مطل بشكل مباشر على ساحل دالماسيا، ما يجعل المنظر من فندق «فيلا دوبروفنيك» أشبه بالخيال. ولأن المدينة التي عرفت باسم راغوزا قديماً اعتبرت شعارها أن «الحرية لا تُباع حتّى مقابل ذهب العالم كله»، فقد حصّنت نفسها بسور عظيم على شكل مربع من الحجارة حماها من كافة الغُزاة، إلى أن سقطت بين يديْ الاحتلال النابوليوني، ثُمّ النمسوي، وهي اليوم مُدرجةٌ ضمن قائمة الإرث العالمي لمنظمة «يونسكو». ولا تزال جراحات الحرب طرية في ذاكرة أهل «لؤلؤة الأدرياتيكي»، فلا تكاد آنّا أورلوفيك (دليلنا السياحي) تفوت شيئاً وهي تشير بيديها إلى مداخل المدينة وكل بيت طالته القذائف لتشرح بإسهاب الحرائق التي التهمت بعض الأماكن والأشخاص الذين ماتوا جراء ذلك. وتنطلق بنا القاطرة المعلقة على الأسلاك (التلفريك) لتكشف لنا مفاتن دوبروفنيك من علٍ، لترى البحر الذي يحضن المدينة بكل حنان، وكيف رسمت يد فنان ماهر كل شجرة على أرضها وكأنها لوحة خضراء معروضة في أشهر المعارض. الجنة التي تعدّ أجمل مدن كرواتيا تعيش على السياحة، حيث تؤكد أورلوفيك أن آلافاً من السائحين من مختلف أرجاء العالم يزورون المدينة كل عام، معظمهم بريطانيون وأميركيون إلى جانب الأوروبيين، وهو ما دفع بعض الأشخاص المحليين لتحويل جزء من بيوتهم إلى مطاعم تقدم أشهى الأطباق، إلى جانب السماح للأجانب بتملك العقارات حيث يصل سعر المتر الواحد في البلدة القديمة الى 10 آلاف يورو. وإن كنت من عشاق سلسلة «Game of Thrones» فلا بدّ لك أن تعرف أن مشاهد كثيرة منه صورت في هذه المدينة الجميلة. زغرب تجمع زغرب في تصميمها بين الهندسة المعمارية القديمة والمعاصرة، إذ تروي جنباته ومبانيها العتيقة، وشوارعها المرصوفة بالحصى قصة وتاريخ من تعاقبوا على المكان، وخصوصاً ساحة «بان جيلاسيك» في قلب المدينة. وما زالت الشوارع المتعرِّجة والمنازل ذات العُلو المنخفض أصيلة في مدينة يعود تأسيسها إلى القرون الوسطى. ويغفو الجمال بين أحضان زغرب الملقبة بمدينة الفن، فالمشهد من نافذة الطائرة يبدو وكأنه أشبه بالخيال، فعيناك تكاد لا ترى سوى الخضار يكسو جبالها وهضابها، لتترسّخ هذه الصورة في مخيلتك وأنت تركب الحافلة إلى الفندق الأشهر في المدينة «إسبلاناده»، الذي قضينا فيه ليلتين لا تنسيان. ويكفيك جولة صغيرة في شوارع المدينة النابضة بالحياة والنظيفة بشكل لافت، حتى تدرك أن الشعب الكرواتي، الذي يتقن اللغة الإنكليزية إلى جانب لغته الأم، وَدود ومُثقف للغاية، حتى أن سائقي الحافلات يوقفون محركات سياراتهم أمام الإشارة الحمراء لتقليل تلويث البيئة، إلى جانب استخدامهم للمصابيح الكهربائية المُوفِّرة للطاقة في الشوارع. وتمتلك كرواتيا واحداً من أشهى المطابخ العالمية وأكثرها تنوعاً يمزج ما بين الطعام الشرقي والأوروبي، وتجد الكثير من المأكولات البحرية الطازجة ذات الجودة العالية والنكهات الطيبة، إلى جوار أطباق اللحوم، والرستو اللذيذ، والمعكرونة، ولا ننسى قهوتها التي تضاهي أجود وألذ القهوات في العالم إلى جانب «الأيس كريم» الرائع. وتسهر المدينة الزاخرة بالمسارح (المسرح الوطني الكرواتي ) والمتاحف (ميمارا مويسوم) والمعارض ومدارس الموسيقى، وسوق دولاتش، وكاتدرائية زغرب، وكاتدرائية القديس ماركو، وساحة سان ماركو، وبرج لوترسكاك، على نغمات معزوفات رائعة لفرق تستعد يومياً لإحياء ليلها النابضة بالحيوية. سبليت «لؤلؤة تزيّن ساحل دالماسيا» هكذا يصفها السكان المحليون، حيث يمكنك الجلوس أمام شاطئ «باشيفتش» وتأمل موجه وهو يذوب بين ثغرات حصاه البيضاء، بينما تلملم الشمس خيوطها الذهبية إذانا بالرحيل، لتتبلور الصورة الأرجوانية وكأنها مخطوطة بيد فنان أصيل. لن تشعر بالملل أبداً وأنت تتنقل بين شوارع سبليت، ثاني أكبر مدينة في كرواتيا، حيث نالت مجدها من الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، الذي لقب بابن البلد، حيث شيّد فيها قصراً منيفا ليقضي فيه ما تبقى من سنيّ عمره. ويطغى سحر القرون الوسطى، على سبليت لوجود العديد من المباني والساحات الحجرية. ومن الأماكن الرائعة التي تستحق الزيارة هي حديقة «مارغان فوريست، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، والمتحف الأثري، وساحة الشعب. حلال بدأت كرواتيا وضمن جهودها لتشجيع السياحة واستقطاب سياح أكثر من العالم العربي والإسلامي، الحصول على شهادات للفنادق والوجهات السياحية والمطاعم التي تقدم الأطعمة الحلال، إذ تجدها في عدد كبير منها، خصوصاً الفنادق الفاخرة ذات الـ 5 و4 نجوم. مناخ معتدل تتميز كرواتيا بمناخها المعتدل الدافئ الممطر، وتتراوح درجة الحرارة بين 3 و18 درجة مئوية، وتتمتع بتنوع مناطقها من جبال، وسهول، وهضاب، مما يجعها الأكثر حيوية بين الدول الأوروبية. فنادق متنوعة تعدّ كرواتيا من الدول الأكثر أماناً في أوروبا، حيث يمكن لأي شخص التجول ليلاً دون أدنى شعور بالخوف. ويتميز البلد بأنه من الأقل في نسبة الجريمة على مستوى الدول الأوروبية، ما جعله ملاذاً لكثير من السائحين من مختلف دول العالم سنوياً، كما أنه يعترف بالدين الإسلامي كدين رسمي يساوي المسيحية الكاثوليكية، والأرثوذكسية. ولدى تجولنا في كل من زغرب، وسبليت، ودوبروفنيك، اطلعنا على أفخم الفنادق التي تتمتع فيها المدن الثلاث، فمن أشهرها في زغرب «سبلاده» و«أمادريا» و«الشيراتون» و«ويستين» وفي سبليت فندق «كورنارو» و«فيستيبول» و«مارفي»، وفي دوبروفنيك «فيلا دوبروفنيك» الرائع و«اكسلسيور». «بودي للطيران» توقف فريق الرحلة، الذي طار على متن الخطوط الجوية الألمانية (لوفتهانزا) بالتعاون مع «بودي للطيران» في مطار فرانكفورت، حيث جال في قاعات انتظار الناقلة الفخمة، كما اطلع على الهنغارات المستخدمة لصيانة الطائرات، والتي تعمل وفقاً لآخر ما توصلت له التكنولوجيا. وتغطي شبكة «لوفتهانزا» كل المدن الأوروبية، إلى جانب معظم المدن الأميركية، وتتمتع الناقلة بخدمات متنوعة على مختلف الفئات الاقتصادية، والأولى، ورجال الأعمال، بما يلبي طموح العملاء في رحلة ملؤها الراحة والمتعة. حب فاشل... في متحف من الأشياء الغريبة التي تحتويها مدينة زغرب متحف لعلاقات الحب الفاشلة، حيث تشمل معروضاته أشياء شخصية خلّفها عشاق سابقون، مصحوبة بقصة مختصرة عن الأسباب الكامنة وراء النهاية الحزينة. وأسس المتحف اثنان من الفنانين المقيمين في زغرب، بعد انتهاء علاقة الحب التي دامت بينهما 4 سنوات في عام 2003، سعياً منهما لحفظ تلك الذكريات الجميلة التي كانت نهايتها «تراجيدية». فريق الرحلة ● روبير حايك مدير عام مجموعة بودي للطيران ● نادية بيتري مدير عام مبيعات طيران «لوفتهانزا» في الكويت، والإمارات، وعمان، وقطر، وباكستان، وأفغانستان ● أمجد زنداح مدير مبيعات «الصالحية العالمية للسياحة» ● محمد بدر مدير عام «كومو» للسفريات ● فاضل دشتي مدير المبيعات والعمليات في «LUXURIA» ● شيترا نير مديرة الرحلات في مكتب «IFA» للسفريات ● محمد أسعد مدير عام «الوطنية للسفريات» ● إياز خان مستشار مبيعات لدى «سفريات الوسيط»

مشاركة :