جسدت لعبة إلكترونية كارثة مدينة تشرنوبيل الأكرانية التي تعد أكبر كارثة نووية في العالم. وفي اللعبة المستوحاة من فيلم الخيال العلمي “أفاتار”، يتحكم اللاعبون في إنسان آلي يتحرك في أنحاء نموذج مصغر للبلدة. كييف – أعادت لعبة كمبيوتر أوكرانية الحياة إلى بلدة هجرها سكانها بعد كارثة تشرنوبيل النووية. وقد لا تبدو لعبة كهذه أمرا ممتعا للكثيرين لكنها جذبت 60 ألف شخص على مستوى العالم منذ إصدارها في أكتوبر. ففي لعبة “أيزوتوبيوم: تشرنوبيل” يقود اللاعبون دبابات في بلدة بريبيات التي تقع قرب تشرنوبيل وأصبحت مدينة أشباح بعد الكارثة. ويقضي اللاعبون على منافسيهم أثناء البحث عن مصادر للطاقة تدعى أيزوتوبيوم ويجمعون النقاط كلما وجدوا بعض هذه المصادر. وفكرة اللعبة مأخوذة من الكارثة النووية التي وقعت في مدينة تشرنوبيل بشمال أوكرانيا وحلت ذكراها الثالثة والثلاثين الجمعة، كما أنها مستوحاة من فيلم الخيال العلمي “أفاتار” الذي صدر عام 2009. ويظن اللاعبون الجدد أنهم دخلوا عالما افتراضيا، لكنهم في حقيقة الأمر يتحكمون في إنسان آلي حقيقي مزود بكاميرا وكمبيوتر ويتحرك في أنحاء نموذج مصغر للبلدة يضم أهم وأدق تفاصيلها. وقال سيرجي بسكريستنوف الذي شارك في تصميم اللعبة “خلال الدقائق الخمس أو العشر الأولى، لا يدرك الكثير ممن يلعبون لعبتنا أنها ليست خيالا”. وأضاف بسكريستنوف، الذي كان يتحدث من ميدان مدينة بريبيات وسط النموذج المصغر للمدينة ويقف وسط مبان من خمسة طوابق أقصر منه بكثير، “يرد الناس ’هذا ليس نظام تشغيل، إنه حقيقة’. ويجد اللاعب صعوبة في تصديق الأمر”. ولد بسكريستنوف في كييف، وكان عمره 12 عاما عند حدوث الكارثة في 26 أبريل 1986 بسبب إجراء تجربة فاشلة في مفاعل نووي بأوكرانيا، عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي، ما أدى إلى انبعاث سحب من مواد نووية انتشرت عبر مساحات واسعة في أوروبا ودفع أكثر من 50 ألف شخص إلى الفرار. كما أصيب عدد غير محدد من العمال بالتسمم في عمليات التنظيف. وتباينت التقديرات بشأن عدد ضحايا هذه الكارثة، ففي حين قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بأربعة آلاف شخص، قالت السلطات الأوكرانية إن العدد يبلغ ثمانية آلاف شخص. واستخدم بسكريستنوف وشريكه أليكسي فاتييف خرائط غوغل ومئات الصور من منطقة تشرنوبيل لإعادة المعالم الرئيسية في بريبيات إلى الحياة بما في ذلك مبان سكنية وفندق وقاعة حفلات ومتنزه وملعب. ويحتل نموذج اللعبة قبو مبنى سكني مساحته 180 مترا مربعا بمدينة بروفاري، على بعد 150 كيلومترا فقط عن منطقة تشرنوبيل المحظورة و30 كيلومترا شرقي كييف. ويمكن للاعب اليقظ ملاحظة شيء واحد غير دقيق على الأقل في اللعبة وهو أن مفاعل تشرنوبيل لم يكن في حقيقة الأمر داخل البلدة مثلما هو الحال في اللعبة. وتبلغ تكلفة دخول هذه الأجواء الكارثية تسعة دولارات في الساعة.
مشاركة :