رفض الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي قال فيها إن الأسد يجب أن يكون طرفا في أي مفاوضات ترمي إلى حدوث تحول سياسي قائلا "أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم". وقال الأسد في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي السوري "مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر." وفي مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) أمس الأحد لم يكرر كيري الموقف الرسمي الأمريكي بأن الأسد فقد كل شرعيته ويتعين عليه الرحيل. وقال كيري عندما سئل إن كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع الأسد "ينبغي علينا التفاوض في نهاية المطاف." وذكر كيري أن الولايات المتحدة ودولا أخرى لم يحددها تبحث سبل إحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا الذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل. وقال كيري "ما نسعى لتحقيقه هو حمله (الأسد) على المجيء لعمل ذلك وقد يتطلب الأمر زيادة الضغوط عليه بأشكال متعددة بهدف تحقيق ذلك." وقال الأسد إن أي تغير في السلوك الدولي تجاه الموقف الذي وجدت سوريا نفسها فيه سيكون إيجابيا. لكنه قال إنه يتعين على الدول الأجنبية أن توقف دعمها للجماعات "الإرهابية" في سوريا. وتصر واشنطن منذ وقت طويل على ضرورة ايجاد بديل للأسد من خلال التفاوض على عملية انتقال سياسي للسلطة لكن ظهور عدو مشترك هو تنظيم داعش خفف فيما يبدو من موقف الغرب من الرئيس السوري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف في وقت لاحق امس الأحد إن كيري لم يكن يشير على نحو خاص إلى الأسد. وأضافت أن واشنطن لن تتفاوض قط مع الرئيس السوري. لكن تصريحات كيري اثارت بالفعل اضطرابا بين الدول المعارضة للأسد. وأعربت مجموعة من المحللين المقربين من حكومات دول عربية تعارض حكم الأسد عن قلقها واستيائها. وقالت فرنسا وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة إن موقفها لم يتغير وإن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في التفاوض من أجل التوصل إلى حل في سوريا. وعندما سئل وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن تصريحات كيري قال للصحفيين "نظام الأسد هو سبب كل المشكلات في سوريا." وأضاف "ما الذي يمكن التفاوض عليه مع الأسد ؟. وتابع "ما الذي ستتفاوضون عليه مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص واستخدم الأسلحة الكيماوية؟ ما النتائج التي تحققت من خلال المفاوضات حتى الان؟" ولم تسفر جولتان من محادثات السلام العام الماضي في جنيف عن وقف الصراع المستمر منذ عام 2011. ووجهت روسيا وهي حليف وثيق للأسد الدعوة اليوم لمبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا لحضور جولة ثانية من المفاوضات المقررة اوائل ابريل نيسان. وقاطعت شخصيات مهمة من المعارضين السياسيين الجولة الأولى ولم تشارك فيها ايضا الفصائل الرئيسية بالمعارضة المسلحة.
مشاركة :