معرض أبوظبي الدولي يحتفي بكتاب البحر في الذاكرة الإماراتية

  • 4/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد جناح دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب2019، حفل توقيع كتاب "البحر في الذاكرة الإماراتية: تراجيديا الحياة والموت" لمؤلفه الروائي علي أبو الريش، والصادر ضمن سلسلة "إصدارات" من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع الوسط، ويقدم فيه أبو الريش دراسة عن أثر البحر وحضوره في الذاكرة الإماراتية من صور فينومينولوجية قائمة بذاتها في الذهنية الفردية، كما هي راسخة في اللا شعور الجمعي لدى المجتمع، وما وفّرته من اختزالات للموت، كما وسّعت مدارك الحياة، فالبحر ليس لسانًا مائيًا مجاورًا لليابسة فحسب، بل هو وجود حياة، وملاذ وجود، فضلًا عن أنه مصدر جلال بما يكتنفه من سطوة على الوجدان الإماراتي، فالبحر الذي كان مخزن رزق، وتربة نبات إحيائي، كان أيضًا الهوة السحيقة التي ابتلعت أرواحًا، حيث السفر البعيد، في أعماق البحر، كان محفوفًا بمخاطره، كما كان الغوص في أحشاء البحر نقطة المفارقة بين الحياة والموت.تتوزع مادة الكتاب على ثمانية فصول، يتناول الفصل الأول جلال البحر وجمال الوردة، بينما يتعمق الفصلان الثاني والثالث في تعريف الخرافة والطقوس ووظيفتهما في اللاوعي الجمعي والضمير الكوني كمخزن للذاكرة، ويسلط الفصل الرابع الضوء على أسطورة "بابا درياه" في الإمارات وعلاقة وجدان البحر بوجد ووجود الإنسان، و"بابا درياه" خارج الوعي وحكايات الليل السوداء ولعبة الأنا، وسؤال "هل للبحر وجدان وهل للإنسان مشاعر مؤجلة؟"، والمراقبة كإحدى أعظم قدرات التحوّل، والحب عكس الخرافة.بينما يتناول الفصلان الخامس والسادس الأنا كأب قاسٍ، وغموض الخرافة في تضاده مع وضوح الحقيقة، والإنسان ككائن وهمي والبحر في وعي الإنسان، والبحر الواسع في علاقته مع الأنا الضيقة، وتشاركية العالم في القصيدة، أما الفصل السابع فيقدّم الكاتب فيه قراءاتٍ في الشعر المرتبط بالبحر بعنوان "شعر البحر، بحر الشعر في الإمارات"، في استعراض شيّق لحضور البحر في النص الشعري وجنون التناول وجماليته، والحالة الشعرية في وعيها بالبحر، وإمبراطورية الحلم والخرافة، وصورة الحلم أو طقس الخرافة، وتجربة الواقع والحياة، واتساع الوعي داخل اسوار القصيدة، وطمع الخرافة، لينتقل الكاتب إلى الفصل الثامن الذي يختم به كتابه بقراءة الصحراء والبحر ومجاورتهما، فالصحراء بيتنا والبحر كوننا، طارحًا وصيته بتغيير الوعي لتأتي الحقيقة، وتذهب الخرافة، ومستكشفًا إشكاليات ادعاء الوعي، ويقول علي أبو الريش في خاتمة كتابه: "لجلال البحر ورقصة الموج جنون وعبقرية الوجود، ولصوت النهّام عزف على أوتار اللهفة المباركة، وللسفر البعيد في أعماق الحلم، تبدو الحياة رحلة طويلة محملة بحركة المجذاف ورفرفة الأشرعة، ولكليهما رونق الصدق وبهجة الفردانية وقوة الإرادة، وعد أبدي يرسم ملامح الوجود بريشة الأصابع الدامغة في أحشاء المحارات التي كانت في حضور الغواص تبرز حقلا كونيًا يمزج بين الماء والعرق، ويسرج خيول الأشواق في الأحشاء".

مشاركة :