الخرج نت – احمد علي : اختتم معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، محاضراته في الملتقى العلمي الثالث للخطباء والدعاة الذي أقيم بعنوان: “الدور الاجتماعي للخطباء والدعاة” واختتم فعالياته يوم أمس في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور عدد من الخطباء والدعاة وطلبة العلم والمدرسين وغيرهم، على مدار ثلاثة أيام. وكان معالي الشيخ الشثري قد تناول تعامل الدعاة والخطباء مع قضايا الشباب والنساء في محاضرة له بعنوان: “كيف يتناول الدعاة قضية الشباب والمرأة”، مؤكدا أهمية موضوع الشباب وقضاياهم، وأن العناية بالشباب حفظ للأمن والخير، وسبب لانتشار الحق بين الخلق، ومن ثم لا ينبغي أن يتعامل معهم في إطار التخوف والاحتياط من التأثر، بل هم عماد للمستقبل بفضل من الله ليس هذا وحسب بل عماد للحاضر أيضا، وإنما يحصل ذلك حينما نقدِّرهم ونثق فيهم. وأوضح معاليه أنه ترد على عقول الشباب واردات كثيرة، فهناك واردات من داخل نفوسهم وخارجها، وهذه الواردات متضادة متقابلة، ومن ذلك الشهوات وما تدفع النفوسَ إليه من رغبات قد تكون مخالفة للشريعة، لافتا إلى أن لدى الشباب من القوة في الإرادة ما يدفع غوائل هذه الشهوات ووخيم عواقبها ومضرتها عليهم دنيا وآخرة، طالما توفرت القناعة لديهم بذلك، ومن ثم يلزم الحرص على إيجاد هذه القناعة وتوفيرها بفضل الله لدى الشباب قبل أن تدهمهم الشهوات، ويقعوا في الاستجابة لها، بل يكونون في حصانة. وواصل: أن من الواردات وارد الشبهات التي لا حل لها إلا من طريق العلم، مبينًا أن كل شبهة في زماننا فهي قد وجدت في الزمان الأول، وجواب هذه الشبهات موجود في كتاب الله عز وجل، وعليه فنحن بأمس حاجة إلى ربط الشباب بكتاب الله عز وجل ففيه دفع الشبهات والشهوات، مع استشعار معاني القرآن العظيم التي تحقق هذا الهدف النبيل. ولفت إلى أن الحالة النفسية للشباب ومعرفتهم بأهميتهم وعظيم دورهم ومهمتهم، يجعلهم في مأمن من الانسياق والانخداع والانخراط في الجماعات الإرهابية المنحرفة ــ التي تسمي نفسها زورا وكذبا الجهادية ــ والتيارات والأحزاب المخالفة التي تخطف الشاب حينما يكون غير مدرك لدوره الكبير ومهمته السامية، وهذه التيارات تخدع الشاب الغِرَّ الذي تُرك دون توجيه وتعاهد بالخير والحق فيصورون له باطلا وكذبا أنه مصلح العالم! وعن قضية المرأة، أوضح معالي الشيخ الشثري أن للمرأة أثرا حميدا جدا ودورا كبيرا في تحقيق كثير من الخيرات والمنافع، وليس دورها متضادا مع دور الرجل، كما يحاول بعض الناس أن يظهر أن هناك صراعا بين الرجال والنساء، والصواب أن بينهما تكاملا وتواصيا بالخير، فلا يليق أن ينظر للمرأة نظرة نقمة من جميع الأوجه بل هي جزء منا. ولفت إلى أن احترام المرأة وتقديرها كان صفة بارزة في خطب النبي صلى الله عليه وسلم وفي أفعاله، وقال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} ما يدل على أن الشرع يتطلع إلى أن يكون هناك تعامل حسن مع المرأة، الأمر الذي يغفله كثير من الأزواج والآباء، فإنه وإن وجد من المرأة بعض المخالفات إلا أن هذا لا يجعلنا نظلمها بل نحن مخاطبون شرعا ومعنيون برفع الظلم، ومن ذلك ما يكون على النساء سواء كن زوجات أو أمهات أو بنات أو غيرهن. وأهاب فضيلة الشيخ الشثري بالخطباء والدعاة إلى إظهار مناصرة المرأة سواء في قضاياها العامة، أو الخاصة، موضحا أن ذلك يجعلنا في محل الثقة عند المرأة، فتقبل ما يصدر منا من توجيهات أو من بيان للأحكام الشرعية، وهذا من أعظم الأسباب المؤدية إلى رضا الله تبارك وتعالى، ومن أنجع السبل للتأثير في النساء. وكان معالي الشيخ الدكتور سعد الشثري قد استمع لمداخلات واستفسارات الخطباء والدعاة فيما يتعلق بقضايا الشباب والمرأة. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمتابعة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، هي الجهة المشرفة على تنفيذ مشاركات أئمة وخطباء الحرمين الشريفين وأعضاء هيئة كبار العلماء في مثل هذه الملتقيات، مع إيفاد الوزارة فريقا إعلاميًّا معنيا بنشر فعاليات الملتقى في مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
مشاركة :