من الصعب جدا بعد سنوات من العمل الديموقراطي وتأصيل الدستور الكويتي لحقوق وواجبات وأنواع الحريات التي كفلها الدستور والمبادئ الراسخة في بنيان المواطنة الدستورية، ومع تبدد أحلامنا بالبوتقة الصاهرة ورغم وجود تشريعات وقوانين تجرم المساس بالوحدة الوطنية، الذي أكدت المحكمة الدستورية عبر حكم برفض الطعن عليه أن إصدار مرسوم بقانون لحماية الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، وذلك في ضوء ما كشف عنه التطبيق من تفشي النعرات الطائفية والقبلية أحيانا، وكان ذلك قبل انتخابات 2012 ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي وما ينقل عبر بعض نواب مجلس الأمة من خطاب شوفيني، وهذا الخطاب يعرف عنه المغالاة في التعصب، ففي حالات التعصب وحب الوطن يعتبر الشوفيني مصطلحا عنجهيا كالاعتقاد بأن الذكور يتفوقون على الإناث مصحوبا بكراهية الأمم الأخرى وتعود التسمية لنيكولا شوفان الجندي الفرنسي الذي جرح مرات عدة في حروب الثورة الفرنسية وحروب نابليون، لكنه ظل يقاتل في سبيل مجد فرنسا، وتمثل النازية الألمانية قمة التعصب الشوفيني، كما هي بعض الأحزاب القومية والعربية المعروف عنها بطرح شعارات طوباوية دون أن تلامس الهم والوجدان والشعور الجمعي العربي وتستعمل الشوفينية حاليا في مجال الاستهجان وعدم الاستحسان..! وننتقل لتأثير المحاكاة بين صفوف ومقومات المجتمع المدني من بعض المواطنين والمواطنات ولغاية ممثلين للأمة عبر المجلس التشريعي، وما بين جمعيات وتنظيمات نفع عام وغيرها من النقابات العمالية وجمهور عريض يُستقبل هذا النفس في تقسيم أواصر النسيج الاجتماعي ويحاكون هذا الطرح قصدا بمظهر وسلوك التخوين تحت غاية نبيلة غير محسومة الأدلة أو الخلط بين جريمة التزوير المكتملة الأركان والطعن بالآلاف من الكويتيين بحجة التطهير وهذه كلمة شوفينية لها اعتبار تاريخي وسياسي منذ الحرب العالمية! وبناء على ما سبق هناك حقيقتان الأولى أن قانون الجنسية الصادر قبل دستور 1962 تم التعديل عليه أكثر من مرة ولم يرتق لبناء جدار الهوية الدستورية في توحيد مواد الجنسية، والحقيقة الثانية وهي طلب لجنة التحقيق في تزوير الجنسية نظرا لكثرة القضايا الكاشفة تعدت هذا الجرم لتصبح حديث الساعة، لأن بعض ما طرحه النواب يخوض في أصول المجتمع الكويتي فمن هي المراد الحفاظ عليها المواطنة الدستورية الحقة أم الهويات الصغرى التي تعود لخصائص بنيان المجتمع الكويتي بصفته المدنية والحضارية؟! أخيراً، من رؤيتي للأحداث نحتاج الى تعريف المواطنة الكويتية الابتعاد عن السياسة ودهاليز المصلحة الانتخابية وتخيل كيان أفضل نتوحد فيه بعقلانية ببناء إنسان كويتي يتعايش مع الآخر نظيره بفصل غايات الوصول انتخابيا وسياسيا لمرحلة إنتاج مجتمع يعرف كيف يحمي جبهته الداخلية من خطر التلاسن، وشكرا. يعقوب عبدالعزيز الصانع@ylawfirm
مشاركة :