برعاية السلطات الأمنية في إسطنبول، وعلى مرأى ومسمع ودعم النظام التركي، نظَّمت فلول عناصر الإرهاب التي تحتضنها وتؤويها تركيا تظاهرة فاشلة في أهدافها ورسالتها أمام مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، وذلك في تصعيد خطير باستهداف مقر دبلوماسي رسمي بموافقة النظام. ووفقا لموقع سبق التظاهرة التركية «تخطيطًا وتنظيمًا» شاركت فيها عناصر تنتمي لمليشيات مصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، ورُفعت فيها صور الحوثي ورموز الإرهاب في العالم، وأعلام وشعارات مليشيات إرهابية، كحزب الله والحوثي والإخوان؛ ليقول أردوغان للعالم ما لم يجرؤ إعلامه على قوله: «نعم أنا أدعم الإرهاب، وأحتضن رموزه، وأسمح لعناصره بأن تمارس نشاطاتها علنًا»، وليعلن بذلك عداءه الصريح للسعودية قيادة وشعبًا، وهذه المرة في شوارع إسطنبول، وليس على صفحات وشاشات إعلامه كالمعتاد. أردوغان الذي فرض حالة الطوارئ بعد مسرحية الانقلاب المزعوم، ومنع أي مظاهرة أو احتجاج أيًّا كانت، وكمم الأفواه، وقمع الحريات بحجج وذرائع مختلفة، خالف اليوم كل ذلك، واستثنت قوانينه وأنظمته السعودية طالما هناك عداء واستهداف لها. العناصر المتطرفة المشاركة في هذه التظاهرة، التي تؤويها تركيا، أبدت احتجاجها على تطبيق الحكومة السعودية شرع الله في الإرهابيين الذين نُفِّذت فيهم أحكام الشريعة الإسلامية مؤخرًا، وهو ما لم يرق لأردوغان وحزبه؛ ليبدأ بعدها في الترتيب لهذه المسرحية المعد لها سلفًا؛ ليؤكد رفضه حتى لأحكام وتعاليم الدين الحنيف التي يتغنى بها، ويذهب بعيدًا في تحديه للأمن والسلم العالميَّيْن بالسماح بشعارات رموز الإرهاب وأعلامه وصوره بأن ترفرف في شوارع إسطنبول التي باتت مأوى عصابات العالم، ومنفى للمتطرفين.
مشاركة :