أكد الدكتور فؤاد منصور «مهندس كيميائي استشاري متخصص بمشاريع إعادة تدوير المخلفات»، أن العناية بشجرة النخيل والإكثار من زراعتها يعني ضمان العيش الكريم لشريحة واسعة من الناس، فهي تغدق من تمورها بالخير الكثير، أما مخلفاتها من السعف والكرب والليف وعثوق التمر الفارغة فلم تكن تستثمر إلا في صناعات يدوية بدائية لم يعد الإنسان في وقتنا الحاضر بحاجة لها. وقال إنه أشرف على تنفيذ مشروع بالإمارات لإنتاج فحم النخيل وحطب النخيل من تدوير السعف والمخلفات الأخرى لشجرة النخيل وكان مشروعاً ناجحاً من حيث نوعية المنتج النهائي حيث تم تصدير إنتاجه من الفحم في السنة الأولى من تشغيل المشروع إلى السعودية والكويت والعراق إضافة إلى السوق المحلية. وأوضح أن كمية المخلفات تعتمد على أعداد النخيل، وحيث لا تتوفر إحصائية حديثة لأعداد النخيل في الإمارات لذلك يصعب حصر كمية المخلفات منها. وقال: ان عملية تجميع مخلفات النخيل وطريقة نقلها من المزارع إلى موقع المشروع الصناعي تشوبها من حيث المبدأ صعوبات وتكاليف تؤثر سلباً على الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتبعاً لهذا فقد وضعنا حلولًا ناجحة لتجاوز تلك العقبة بعد إجراء تجارب ميدانية واسعة تم تطبيقها بنجاح على مشروعين صناعيين كبيرين لاستثمار مخلفات النخيل في العراق وتجارب ميدانية أخرى أنجزت في مدينة العين، وبتوجيه من الدولة، فكانت نتائجها تشير إلى نجاح باهر من حيث سهولة تطبيقها إضافةً إلى المردودات الاقتصادية العالية لها على المشروع الصناعي، ويكون ذلك بتجميع مخلفات النخيل وتقطيعها في موقع المزرعة باستخدام مكائن تقطيع متحركة. وذكر أن مثل هذا المشروع يدعم استراتيجية الاستدامة التي أقرتها حكومة أبوظبي حتى عام 2030 والتي تُعنى بالحفاظ على البيئة بعدم حرق المخلفات أو طمرها.
مشاركة :