القاهرة: «الخليج» تتصدر الأسماك المملحة موائد المصريين في يوم شم النسيم، في تقليد سنوي يضرب بجذوره في عمق التاريخ القديم، احتفالاً بقدوم فصل الربيع. وتقدر العديد من الدراسات الاقتصادية الحديثة، حجم ما ينفقه المصريون سنويا على وجبات السمك المملح، المعروف في الأوساط الشعبية باسم «الفسيخ» وغيره من الأسماك المدخنة مثل الرنجة والسردين والملوحة وغيرها، بما يتراوح ما بين 15 و18 مليار جنيه. ويعتبر الفراعنة أول من احتفلوا بقدوم الربيع، وخصصوا له عيداً أطلقوا عليه اسم «عيد شموش» وهو ما يعني بالهيروغليفية القديمة «بعث الحياة»، قبل أن يتغير الاسم على مر الزمن، ويتحول إلى «شم» ثم يضيف إليه المصريون كلمة «النسيم» نسبة إلى نسمات الربيع اللطيفة، التي تعلن انتهاء فصل الشتاء رسمياً، وكان المصريون القدماء يخرجون في ذلك اليوم إلى الحدائق والمتنزهات، وهم يحملون معهم البيض الملون، والأسماك المملحة إلى جانب البصل والخس، وغيره من الخضراوات، إذ كانت هذه الأنواع من الأطعمة تحمل العديد من الدلالات الخاصة بعودة الحياة إلى المزارع والبساتين.