برلين - حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال ‫والمراهقين من خطورة الإصابة بجدري الماء أثناء الحمل، حيث إنه يهدد ‫الجنين بتشوهات كبيرة. وجدري الماء مرض فيروسي مُعدٍ يصيب الجلد والأغشية ‫المخاطية، وتتمثل أعراضه في الطفح الجلدي والحمى والحكة الشديدة والإعياء ‫الشديد، بالإضافة إلى آلام العضلات والصداع والغثيان. وغالبا ما تكون حكة الجلد والحمى وهي من أعراض المرض خفيفة عند الاطفال، لكن بالنسبة للكبار وخاصة المراهقين والشبان فإنها يمكن أن تؤدي إلى وفاتهم. ويموت نحو 25 شخصا غالبيتهم من الكبار بسبب جدري الماء كل عام. ‫واعتبرت الدراسة الجديدة أن إصابة الأم بجدري الماء بعد الولادة تشكل خطرا يهدد حياة الطفل ‫حديث الولادة. وأصت الألمانية ريغينا هايلبرون المرأة التي ترغب في الإنجاب بضرورة تلقي التطعيم ضد جدري الماء قبل حدوث الحمل، وذلك إذا لم تكن قد تلقت هذا التطعيم في الصغر.‬ وأوضحت هايلبرون، وهي أستاذة بمعهد علم الفيروسات التابع لمستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين، أن التلقيح ضد جدري الماء يوفر للحامل حماية ضد الإصابة بالهربس المعروف باسم "الحزام الناري" أيضا لأن الفيروسات المسببة لهما واحدة.‬ وحذرت الخبيرة الألمانية من خطورة عدم تلقي التطعيم ضد جدري الماء قبل حدوث الحمل، لأنه إذا أصاب المرأة خلال الحمل فإنه قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى حدوث تشوهات واضطرابات صحية عديدة للجنين. ووجدت دراسة جديدة أن التعرض لأشعة الشمس قد يساعد في منع انتشار مرض جدري الماء. وزقال الباحث المسؤول عن الدراسة فيل رايس إن الأشعة فوق البنفسجية تعطل نشاط الفيروسات. ويرى أن هذه المسألة تشرح سبب تفاوت الإصابة بجدري الماء من شخص إلى آخر في المناطق الاستوائية، وتساعد في شرح سبب انتشارها في الفصول الباردة بالمناطق المعتدلة المناخ، مثل بريطانيا حيث يقل تعرض الناس للشمس. وقال أطباء بريطانيون إنه وبرغم أن جدري الماء يعتبر مرضا بسيطا يصيب الاطفال إلا أن عددا متزايدا من الكبار يموتون كل عام بعد إصابتهم بالفيروس المسبب لهذا المرض شديد العدوى. وذكر البروفيسور نورمان نوا الطبيب بمدرسة لندن للصحة والطب المداري وزملاؤه في دراسة طبية أن جدري الماء ليس بالمرض الهين، وأن عدد الوفيات بين الكبار يتزايد منذ ثلاثين عاما. تمت الموافقة منذ ستة أعوام على استخدام لقاح مضاد لجدري الماء في الولايات المتحدة حيث يعد المرض سببا رئيسيا للوفيات التي يمكن منعها عن طريق التطعيم. ورغم أن اللقاح أظهر أنه أعطى مناعة لـ85% من الأطفال الذين تلقوه ومنع 97% من حالات الإصابة المتوسطة والشديدة إلا أنه لم يتم ترخيصه بعد في بريطانيا.