حرب ترامب على الإعلام تلقي بظلالها على طقوس عشاء المراسلين

  • 4/29/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلقاء خطاب للحديث عن أخطاء وسائل الإعلام، في ولاية ويسكونسين، بعيدا عن واشنطن التي كان يجري فيها العشاء التقليدي للصحافيين والمراسلين، وعادة ما يتم فيه انتقاد الرئيس بطريقة ساخرة. وقاطع ترامب هذا الطقس السنوي منذ تقلده الحكم في 2017، ويصفه بـ”الممل” و”السلبي”. واختار هذا العام أن يتوجه إلى مدينة غرين باي ليشارك في تجمع لمؤيدي فريقه المفضل لكرة السلة. واتهم ترامب في كلمة خلال التجمع، وسائل الإعلام “بنشر أخبار كاذبة” ووصفها بأنها “عدوة الشعب”. وتابع “أقول لكم، هل تعرفون ما هو السيء في الأمر؟ تقييمهم هو السيء لأن الناس لا يصدقونهم”. وفي الضفة المقابلة على بعد أكثر من 1100 كيلومتر عن غرين باي، قال أوليفر نوكس رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض في العشاء الذي جرى في فندق واشنطن هلتون إنه لا يريد التحدث عن ترامب، لكنه دعا إلى رفض خطاب الرئيس.وأضاف إن عبارتي “أخبار كاذبة وأعداء الشعب ليستا شعارين أو اسمي حيوانين. يجب علينا أن نرفض الاعتداءات السياسية على الرجال والنساء الذين يجعلون بعملهم الشاق محاسبة الأقوياء ممكنة”. وكان تقليد إقامة هذا العشاء الذي يحضره المئات من الصحافيين وعدد كبير من نجوم هوليود، بدأ في 1921. ومنذ 1980، حضر كل الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء العشاء، باستثناء الرئيس رونالد ريغان في 1981، لأنه كان يتعافى من اعتداء أصيب فيه بجروح بالغة. وهذه السنة وللمرة الأولى منذ عشر سنوات، لا يشمل برنامج العشاء أي شخصية فكاهية تسخر من الرئيس والصحافيين. فقد اختارت الجمعية مؤرخا هو رون شيرناو ليتحدث خلاله. وشن شيرناو في كلمته هجوما انتقد فيه “الحملة الخبيثة والقاسية على مصداقية وسائل الإعلام”. وبعدما أشار إلى أن خطابه يشكل خروجا عن تقاليد هذا العشاء، قال “نحتاج إليهم (الكوميديون) اليوم أكثر من أي وقت مضى خلال هذه المرحلة السريالية في الحياة الأميركية”. ومن الصعب معرفة أسباب تكثف هجوم رئيس القوة العظمى الأولى في العالم على وسائل الإعلام التي يتهمها في كل مناسبة بنشر “أخبار كاذبة”. لكن بمعزل عن رغبته في أثارة حماس قاعدته الانتخابية عبر تحديد “عدو”، من المؤكد أن نشر تقرير المدعي الخاص روبرت مولر حول التحقيق في التدخل الروسي هز الرئيس الأميركي. والفرضية الأخرى هي أن الملياردير الأميركي يريد إثارة اهتمام الصحافيين لأن هذا الاهتمام يفلت منه مع دخول عدد من المرشحين الديمقراطيين إلى السابق الرئاسي للانتخابات التي ستُجرى في 2020. وتترافق هجمات ترامب على الصحافيين مع الغياب شبه الكامل للقاء الصحافي اليومي للناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز. وهذه السنة تلقى فريق ترامب بأكمله توجيهات برفض دعوة جمعية مراسلي البيت الأبيض. وكتب نوكس في موقع “بوليتيكو” الإلكتروني “لنكن واضحين: تقليص هذه الإدارة للقاءات الصحافية للبيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية أخطر بكثير من مسألة حضور الرئيس عشاء المراسلين”. ولا شيء يشير إلى أن العلاقات بين اترامب مع الصحافة ستتحسن.ويرى جيفري موروسوف أستاذ الصحافة في جامعة هوفسترا بالقرب من نيويورك أن ترامب “يلعب لعبة خطيرة”. وأضاف “يوما ما سيقوم أحد مؤيديه بمهاجمة صحافي جسديا”.

مشاركة :