نائب رئيس «نزاهة»: الفساد منهج منحرف محاط بالسرية والخوف ويدخل في كل مجال

  • 3/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اختتت يوم أمس أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد الذي نظمته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" على مدار يومين بعنوان "مكافحة الفساد.. مسؤولية الجميع" تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- والذي افتتحه نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بقاعة الملك فيصل فندق الانتركونتننتال بالرياض. وشهد المؤتمر مشاركة عدد من أبرز المتخصصين على مستوى المملكة والعالم في حماية النزاهة ومكافحة الفساد، بحضور 16 متحدثاً إقليمياً وعالمياً. تركي الدخيل: لازال الإعلام السعودي بحاجة إلى تفعيل دوره الاستقصائي عن قضايا الفساد وانعقدت جلسات اليوم الثاني والختامي للمؤتمر بترؤس د. عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام، وكانت بعنوان "الإعلام ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد"، وبدأت بورقة علمية قدمها د. علي شمو وزير الإعلام السوداني السابق، بعنوان "أصحاب الرأي ودورهم في مكافحة الفساد"، ذكر فيها أنه بالرغم من الجهد المبذول لإشاعة ثقافة مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد وترقية قيمة النزاهة والمصداقية، إِلاَّ أن كثيراً من المجتمعات في حاجة ماسة إلى المزيد من المنظمات القومية لخلق نوع من اليقظة والمعرفة الدقيقة للفساد وأضراره وما يمكن أن يعود على المجتمع الشفاف من خير ونعيم جرَّاء اتقائه. عميد كلية الإعلام بجامعة الإمام: الإعلام الجديد له دور كبير في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بعد ذلك قدم أ.د. عبدالله الرفاعي عميد كلية الاعلام والاتصال بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ورقة علمية بعنوان "الإعلام الجديد ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، تحدث فيها عن نقاط عده منها: أن جهود كشف الفساد تمثل وظيفة إعلامية أساسية تقوم بها وسائل الإعلام لخدمة المجتمع، وقد شهدت التغيرات في مجال الاتصال الجديد عبر الشبكات الاجتماعية تصاعداً كبيراً في اضطلاع هذه الشبكات عبر صحافة المواطن بهذا الدور وفق متغيرات عالمية وإقليمية عززت هذا الأثر واكسبته انتشاراً واسعاً. كما جاءت ورقة تركي الدخيل مدير عام قناة العربية، بعنوان "دور الصحافة في تأصيل قيم النزاهة ومكافحة الفساد"، ذكر فيها بأن الكشف عن الفساد وتعريته هو البداية لمواجهته والحد منه، وهذا ما تكرس فعليا منذ إنشاء "نزاهة" حيث ارتفع ترتيب المملكة 8 درجات في ترتيب مؤسسة الشفافية الدولية، وأصبحت تحتل المركز 55 عالمياً والثالث عربياً، هذا الارتفاع النسبي يحتاج إلى تعزيز العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والهيئات الرقابية ومؤسسات المجتمع المدني، كما أنه لا يمكن تجاهل دور الإعلام السعودي في تسليط الضوء على قضايا الفساد المتنوعة، وفي توعية الجمهور بقضايا الفساد وضرورة التبليغ عن الفاسدين، لكن مع ذلك لازال الإعلام السعودي بحاجة إلى تفعيل دوره الاستقصائي في البحث والتحري عن قضايا الفساد زيادة على التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني. د. علي شمو: كثير من المجتمعات بحاجة لخلق نوع من اليقظة والمعرفة الدقيقة بالفساد وأضراره وبعد ذلك انطلقت أعمال الجلسة الثانية برئاسة د. عبد خرابشة رئيس هيئة مكافحة الفساد بالمملكة الأردنية الهاشمية بعنوان "تجارب دولية في مكافحة الفساد"، وقدم خلالها السيد تان سري ابو قاسم رئيس هيئة مكافحة الفساد الماليزية ورقة علمية بعنوان "تجربة ماليزيا"، ومن بعده قدم السيد هاو مينجين نائب وزير الرقابة في جمهورية الصين الشعبية ورقة علمية بعنوان "تجربة جمهورية الصين الشعبية". اللواء السنجق: مكافحة الفساد مشاركة إيجابية وتعاون كامل مع الأجهزة القائمة على إنفاذ القانون كما قدم نائب رئيس الهيئة لمكافحة الفساد أسامة الربيعة ورقة علمية بعنوان "تجربة المملكة في مكافحة الفساد"، ذكر فيها بأن الفساد منهج منحرف، محاط بالسرية والخوف، يدخل في كل مجال، فهو داء ممتد لا تحده حدود ولا تمنعه حواجز، يطال المجتمعات كلها المتقدمة منها والنامية بدرجات متفاوتة، وبوجود الفساد تضطرب الأولويات في برامج الدول ومشاريعها، وتبدد مواردها، لذا تعددت التعريفات لمفهوم الفساد بتعدد جوانبه المتعلقة به واتجاهاته المختلفة، وذلك تبعاً لاختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها. وأضاف نائب مكافحة الفساد: بأن المملكة أدركت منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، ما للفساد من آثار سلبية، اقتصادية، واجتماعية، وأمنية، فأصدر رحمه الله في عام (1346ه/1927م)، أي حوالي قبل تسعين عاماً، قراراً بتأسيس لجنة التفتيش والإصلاح، تلاها صدور العديد من الأنظمة الخاصة بالرقابة والمحاسبة، وبتأسيس دواوين المراقبة والمحاسبة والمظالم، ثم بتطوير المؤسسات الدستورية الثلاث، وأخيراً بالخطوة المهمة التي اتخذتها الدولة أيدها الله بإصدار الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ومنحها الاستقلال التام، وربطها مباشرة بالملك، بصورة لم يسبق أن حظيت بها هيئة مماثلة، ولم يجعل لكائن من كان سبيلاً إلى التدخل في عملها. وتابع الربيعة: اليوم تستمر مسيرة الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد وحماية النزاهة، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، حيث بدأ عهده بجملة من الإصلاحات والتغييرات سعياً لإيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، أخذاً بمبدأ التطوير المستمر، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات، وبما يحقق الجودة الشاملة، وتأكيداً على استمرار مسيرة التنمية والبناء التي انتهجتها المملكة، ومن ذلك إنشاء مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والتي نسأل الله أن تحقق الأهداف المرجوة. وبعد ذلك قدم اللواء أسامة السنجق مساعد رئيس هيئة الرقابة الإدارية في جمهورية مصر العربية ورقة علمية بعنوان "تجربة جمهورية مصر العربية"، ذكر فيها أنه تتطلب مكافحة الفساد مشاركة إيجابية وتعاونا كاملا مع الأجهزة القائمة على إنفاذ القانون، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال نشر الوعي وثقافة الشفافية والنزاهة بين المواطنين باستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لتحقيق الأهداف التالية: تعريف المواطنين والعاملين بالجهاز الإداري للدولة بهيئة الرقابة الإدارية واختصاصاتها ورسالتها في مكافحة الفساد وحماية المال العام، والتعريف بمخاطر الفساد وانعكاساته السلبية على الاقتصاد وخطط التنمية بالدولة، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين والعاملين بالدولة على التعاون مع الهيئة في مكافحة الفساد وحماية المال العام، بعد ذلك اختتم المؤتمر أعماله بفتح المجال لمداخلات الحضور ومناقشاتهم.

مشاركة :