انطلق المصريون مع بزوغ شمس يوم شم النسيم، إلى التنزه في تجمعات أسرية لا تحدث إلا مرة واحدة في العام، حيث امتلأت المتنزهات بالأسر التي تسعى لاستغلال اليوم في التخلص من أعباء الحياة والانغماس الدائم في الأعمال اليومية، ولـ"شم النسيم" في مصر طقوس خاصة، فيستيقظ أفراد الأسرة في الصباح، ويتناولون البيض الملون، ثم يستعدون للخروج والتوجه إلى أحد الحدائق أو الاستمتاع برحلة نيلية، وأكل الأسماك المملحة. وبالرغم من أنه عيد فرعوني إلا أن الكثير من المصريين يجهلون طقوس احتفال أجدادهم بتلك المناسبة والتي كانت تبدأ بـ"الانقلاب الربيعي"، ذلك الاحتفال الرسمي بعيد "شوم إنسم"، والمعروف بـ"شم النسيم" في وقتنا الحالي، وبعد انتهاء الاحتفال الذي كان يجمع كل طوائف الشعب بما فيهم فرعون نفسه، اعتادت الأسر من عامة الشعب على التوجه للحدائق والمساحات الخضراء وبحوزتهم الأسماك المملحة وكذلك المشروبات التي تكفيهم طوال اليوم، بينما كان يفضل كبار رجال الدولة الاستمتاع بالرحلات النيلية على متن القوارب. وفي الواقع لم يتغير الأمر كثيرا عن الماضي، وكأن المصريين ورثوا عادات أجدادهم الفراعنة من طقوس الاحتفال بتلك المناسبة، حيث شهدت حدائق مصر إقبالا كثيفا صباح اليوم الإثنين، من قبل الأسر التي توجهت إليها للاحتفال بشم النسيم، والاستمتاع بأجواء عيد الربيع فجلسوا يتناولون "الفسيخ والرنجة" تحاوطهم الزهور ويحلق من فوقهم الطير، بينما قضى الأطفال وقتا ممتعا بلعب الكرة فوق المساحات الخضراء وخوض المغامرات المختلفة على متن ألعاب الملاهي، واستحوذت رحلة الأتوبيس النهري إلى حديقة الحيوان على نصيب الأسد من حيث الإقبال، كما حرص عدد من الشباب والفتيات على دخول السينما في المساء للاستمتاع بأفلام شم النسيم.