مومياوات تلفت أنظار العالم إلى أسرار حضارة الفراعنة

  • 4/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت الاكتشافات الأثرية التي أعلنتها وزارة الآثار المصرية خلال الفترة الأخيرة اهتمام علماء الآثار ووسائل الإعلام في جميع انحاء العالم، وكان أحدثها قبل نحو أسبوع، حين تم العثور على نحو 35 مومياء لمصريين قدماء في مدينة أسوان أقصى جنوب مصر، مع إخضاع هذه المومياوات لدراسات وبحوث معملية، في محاولة لكشف مزيد من أسرار الفراعنة. يعكس الاهتمام العالمي بما تم العثور عليه من قطع أثرية ومومياوات عتيقة، مدى عشق الملايين حول العالم وولعهم بالآثار والحضارة المصرية القديمة، نظراً إلى ثراء تفاصيلها على المستوى الفني، وعبقها التاريخي، وربما يتعلق الأمر بالعديد من الأساطير التي ارتبطت بزمن الفراعنة، وما خلّفوه من آثار تدلل على حضارتهم العظيمة، وخاصة الجثامين المحنطة منذ آلاف السنين، بطريقة لاتزال تشكل لغزاً كبيراً. قبيل أيام، سلطت شبكة "CNN" الإخبارية الأميركية الضوء على اكتشاف علماء من مصر وإيطاليا نحو 35 مومياء في مدينة أسوان (أقصى جنوب مصر)، يرجع تاريخها إلى أواخر حكم الفراعنة، والفترة اليونانية والرومانية، بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد. وقالت الشبكة إنه إلى جانب المومياوات، عثر علماء الآثار على قطع أثرية منها فخار وأقنعة جنائزية ملونة وتماثيل خشبية. كما تم اكتشاف مزهريات من البيتومين تستخدم في التحنيط، وكذا نقالة يُرجح أنها كانت تُستخدم في نقل الجثامين إلى المقابر. في السياق، أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى الاكتشاف الأثري، ولفتت إلى ما قاله العلماء المصريون بشأن وجود نص مُدوَّن على أحد جدران المقبرة باللغة الهيروغليفية، يشير إلى أن المقبرة التي كانت مستترة تحت الرمال، وكان يملكها زعيم تجاري يُدعى "تي جيه تي". وكان وزير الآثار المصري، خالد العناني، قد دعا عالمة المصريات في جامعة ميلانو باتريشيا بياسينتيني إلى إجراء أعمال التنقيب في أسوان، حيث تم العثور على المقبرة التي تبين أنها تتكون من غرفتي دفن تم إغلاقهما بواسطة جدار، وعثر العلماء بداخلهما على نحو 35 من الأجسام المحنطة لرجال ونساء وأطفال، وقالت بياسينتي إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العدد الدقيق للأجسام التي عُثر عليها، وتابعت في تصريحات لها: "نعلم أن أسوان كانت مهمة خلال الفترتين الفرعونية واليونانية الرومانية، لكننا لم نكن نعرف مكان دفن الناس، والآن نحن نعرف أين هم". بعثات استكشافية يأتي هذا في وقت وصلت البعثات الاستكشافية الأثرية في مناطق أخرى من مصر إلى نتائج مشابهة، مع تزايد اهتمام الحكومة بالإعلان عن الاكتشافات الخاصة بالآثار المصرية القديمة التي تعود إلى زمن الفراعنة، في إطار جهود متواصلة تبذلها الدولة لإعادة تنشيط السياحة التي عانت ركوداً بعد ثورة يناير 2011، قبل أن تسترد جزءاً من عافيتها منذ أواخر العام الماضي، ووسط توقعات بتنامي معدلات السياحة الأجنبية الوافدة إلى البلاد مع تزايد معدلات الاكتشافات الأثرية، حيث تمثل عامل جذب مهما للسائحين المولعين بالحضارة الفرعونية حول العالم. وخلال فبراير الماضي، أعلنت وزارة الآثار المصرية، العثور على مقبرة فرعونية تضم نحو 50 مومياء في مدينة المنيا (جنوب القاهرة)، وبعدها بنحو شهرين فقط، عثرت بعثة استكشافية أخرى على عشرات الفئران المحنطة بين حيوانات أخرى، في مقبرة قديمة تقع مدينة سوهاج جنوب القاهرة أيضاً. أشعة مقطعية الاهتمام بالمومياوات الفرعونية بدأ بصورة لافتة منذ أوائل العام الماضي، فخلال فبراير 2018 أُخضعت 6 مومياوات للأشعة المقطعية في مشفى أسوان الجامعي، بعد العثور عليها في مقبرة أثرية بمنطقة مقابر النبلاء غرب أسوان. ووقتها، قال المدير العام لمنطقة آثار أسوان والنوبة، عبدالمنعم سعيد، إن هذا العمل يأتي بالتعاون مع منطقة آثار أسوان والنوبة، وجامعة أسوان وجامعة "خاين" الإسبانية، ولفت إلى أن الهدف من إجراء الأشعة المقطعية على المومياوات هو استكمال الدراسة الإنثربيولجية، لمعرفة أعمار أصحابها وأسباب وفاتهم.

مشاركة :