الجبيل حامد الشمري يقف 20 حرفياً سعودياً بكل شموخ ضمن الأجنحة الشعبية والتراثية في قرية «أزميل» بمهرجان التراث والأسر المنتجة الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل ولمدة 17 يوماً، وذلك لعرض ما تنتجه أيديهم من أعمال وشرح طريقة صنعها للزوار. ويمثل الحرفيون في القرية مختلف الحرف والصناعات التقليدية مثل صناعة شباك الصيد، وسعف النخيل، والفخار، والسلال، والقفاص، والسدو، والمداد، كما يوجد عدد من الحرفيين مثل حرفة الخباز، والحائك، والصائغ، والصقار، والخراز، وخياط البشوت، والنداف، بالإضافة إلى مكان مخصص لصناعة سقوف المنازل والصحاف، وتحنيط الحيوانات، والمجسمات التراثية. واستطاعت قرية أزميل أن تصنع لنفسها هوية جعلت زوار المهرجان يطالبون بوجودها بشكل سنوي. وقال قاسم عبدالوهاب «نداف القطن» من محافظة الأحساء، إن عمله راق كثيرا لكبار السن واستمتعوا بعمله ومشاهدة ما يقوم به، وأضاف «ندف القطن يمر بمراحل مختلفة، من فل القطن بطريقة القوس الخشبي، وبعد ذلك يقوم بخياطة القماش وتعبئة القطن بالوسادة، وكذلك الفراش الأرضي المسمى الدوشق واللحاف ومساند الظهر». ويملك قاسم خبرة أكثر من 25 سنة اكتسبها بالوراثة من أبيه، واستطاع أن يوصل المهنة نفسها لأحد أبنائه ليحافظ على استمرار العائلة فيها. أما أحمد بوردحة «صانع المداد»، فذكر أنه قدم من الأحساء للمشاركة في المهرجان لعرض منتجاته على الزوار، الذي يسعد كثيراً بالعمل أمامهم وتعريفهم بحرفته، مؤكداً أنه يحرص على شرح المواد التي تستخدم في صنعه مثل الآسل والحبال لتبسيطها للزوار. ويشير أدريس البوعينين إلى أنه يعمل في هذه الحرفة منذ ما يزيد عن 40 عاما، واكتسبها بالوراثة، وشارك بعروض للسفن التي صنعها بنفسه في عدة مهرجانات محلية وخارجية، وقال «هذه هي المرة الثالثة التي أشارك بها في هذا المهرجان، حيث أقوم بشرح طريقة عمل صنع السفن والمواد التي تصنع منها للزوار باعتبارها وسيلة التنقل الوحيدة بين مناطق الخليج سابقا، فضلاً عن استخدامها في صيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ الذي كان له شأن عظيم في السابق». وذكر أن أنواع السفن والمدة والأدوات والأغراض اللازمة لصناعتها تختلف بحسب حجم السفينة المراد صناعتها والغرض المطلوب، فمثلاً السفينة التي تنقل البحارة والمسافرين يتم تصنيعها من خشب كان يأتي من الهند، يقال له خشب «التيك» الهندي أو الأثل، متمنياً أن يورِّث هذه الصنعة لأحد أبنائه. وبين خالد الدرويش أن موهبة نقش وزخرفة الأبواب بدأها منذ 10 أعوام، ويملك في منزله الخاص متحفا من عمل يديه، حيث يقوم بنحت الخشب وكتابة الآيات عليه وتزيينه بطريقة جميلة، وأضاف «أسعد بشرح عملي للزوار، ومن أراد أن يتعرف عليه عن قرب، حيث يحتوي على المطرقة والمنقر وحصاة لنحت المنقر، تختلف مدة عمل اللوحة الواحدة حسب حجمها وطريقة النقش داخلها».
مشاركة :