على الرغم من أن اقترابه من تحقيق لقب «البريميرليج» للموسم الثاني على التوالي، يظل الحدث الأهم، بالنظر إلى أن جميع أبطال المسابقة الإنجليزية لم ينجحوا في الحفاظ على اللقب لموسمين متتاليين خلال العقد الأخير، إلا أن مانشستر سيتي، بالإضافة إلى اقترابه من هذا المجد التاريخي، يحقق تحت قيادة مديره الفني بيب جوارديولا أرقاماً قياسية تثير الإعجاب، وقد لا تتكرر مستقبلاً بسهولة، فقد حصد السيتي 192 نقطة في موسمين، بحصوله على 100 نقطة الموسم الماضي، و92 نقطة حتى الآن الموسم الحالي، ويمكنه إضافة 6 نقاط إلى هذا الرقم في حال تمكن من الفوز على ليستر سيتي وبرايتون. ولم يسبق لأي مدير فني أن حصل على 90 نقطة أو أكثر في موسمين متتاليين قبل جوارديولا سوى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في تجربته المذهلة مع تشيلسي موسمي 2004 - 2005 و2005 - 2006، إلا أن ما يفعله الفيلسوف الإسباني مع السيتي في الوقت الراهن مع «البلو مون» يفوق ما قدمه مورينيو من إنجازات تاريخية وأرقام قياسية مع البلوز، وهو الأمر الذي دفع جوارديولا لإطلاق تصريحه الشهير الذي قال فيه إن أوسين بولت بسرعته الخيالية هو الذي يضع مقاييس وشروط الفوز، وهو الأمر الذي ينطبق على مان سيتي، الذي يضع مقياساً جديداً للفوز بالبريميرليج، وهو ضرورة الحصول على ما يقرب من 100 نقطة، بعد أن كان المعدل التاريخي لعدد نقاط البطل يتراوح بين 80 و 90 نقطة. وأشاد المدير الفني لمان سيتي بالهداف الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، الذي أحرز هدف حسم مباراة السيتي أمام بيرنلي ليعود الفريق للقمة ويقترب من حسم لقب البريميرليج، وأشار جوارديولا إلى أن أجويرو لاعب أسطوري، والدليل الأقوى على أسطورته لا يتعلق بالعدد الكبير من الأهداف التي يسجلها فحسب، بل لأنه هداف حاسم يظهر في الأوقات الصعبة ليصنع الفارق، وقد كان هدفه الأخير في بيرنلي واحداً من الأهداف الحاسمة، وهو يعيد للأذهان هدفه التاريخي في مرمى كيو بي آر في الوقت بدل الضائع للمباراة الأخيرة بالدوري موسم 2011 - 2012، والذي منح به لقب الدوري لمان سيتي للمرة الأولى في «الحقبة الظبيانية». أجويرو الملقب بـ«كون أجويرو» حقق رقماً أسطورياً بهدفه في مرمى بيرنلي، فقد أصبح اللاعب الثاني الذي يسجل 20 هدفاً أو أكثر في 5 مواسم متتالية بالبريميرليج، ليعادل بذلك رقم النجم الأسطوري تيري هنري هداف آرسنال، وأحد أفضل الهدافين في تاريخ المسابقة الإنجليزية، ويحتل أجويرو المركز السادس في قائمة الهداف التاريخي للدوري برصيد 163 هدفاً سجلها في 236 مباراة، ولا يتفوق عليه تاريخياً سوى 5 نجوم هم آلان شيرر، ووين روني، وآندي كول، وفرانك لامبارد، وتيري هنري، ولا يوجد أي لاعب حالياً يلعب في الدوري الإنجليزي في قائمة التوب 10 سوى أجويرو، والأقرب له هو هاري كين في المركز الـ15 برصيد 125 هدفاً. أجويرو لم يعادل هنري في رقمه القياسي التاريخي الخاص بتسجيل 20 هدفاً أو أكثر في 5 مواسم متتالية بالدوري الإنجليزي فحسب، بل إنه تفوق عليه في مجموع الأهداف التي سجلها كل منهما لفريقه، فقد أحرز هنري 228 هدفاً لأرسنال في 8 مواسم بجميع البطولات، فيما سجل أجويرو 230 هدفاً للسيتي في 8 مواسم أيضاً، وبذلك يقترب النجم الأرجنتيني من عرش الهداف الأجنبي الأفضل في تاريخ كرة المسابقات الإنجليزية، وعلى رأسها بطولة الدوري، ويمكن القول إن أجويرو هو الصفقة الأكثر نجاحاً وتأثيراً في تاريخ السيتي الحديث. وعلى الرغم من حالة الحزن التي سيطرت على نجوم السيتي ومديره الفني عقب الخروج من سباق دوري الأبطال، إلا أن الفريق سوف يحصل على راحة لمدة أسبوع للمرة الأولى منذ فترة طويلة هذا الموسم، ليستعد جيداً لموقعة حاسمة أخرى أمام ثعالب ليستر سيتي، فقد كان «البلو مون» يحارب على جميع الجبهات ويسعى للظفر بكل البطولات، والتي حقق منها كأس الرابطة في فبراير الماضي، ويقترب بشدة من حسم لقب الدوري، وبلغ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ليواجه واتفورد 18 مايو المقبل، ولن تكون مباراة السيتي أمام ثعالب الهداف فاردي سهلة، فقد تمكن الفريق من إسقاط آرسنال بالثلاثة في المباراة الأخيرة، ويقوده الهداف فاردي صاحب الـ18 هدفاً، والذي يحتل بها المركز الرابع في سباق الهدافين الموسم الحالي.
مشاركة :