افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ أمس الاثنين، جامع الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي في محافظة الحريق بمنطقة الرياض. وبدأ الحفل المعد لهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف كلمةً قال فيها : نجتمع معكم في هذا اليوم المبارك ونحن سعداء أيما سعادة، وفرحون أيما فرح، وكيف لا نفرح؟ وربنا - عز وجل - يقول في محكم التنزيل : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، وإذا لم يُفرح بمثل هذه الأعمال الخيّرة، وبمثل هذه الجوامع التي تبنى من أجل إقامة هذه الشريعة العظيمة الركن الثاني من أركان الإسلام الصلاة وأداء العبادة، فبمَ يتم الفرح؟ وأضاف : «أتذكر في هذا المكان ما كانت عليه هذه البلاد المباركة قبل الملك عبد العزيز - رحمه الله - لاشك أن هناك إرثا عظيما ورثه الملك عبد العزيز من آبائه وأجداده وعلى رأسهم الإمامين الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - والإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعًا وأبناءهم وتلاميذهم الذين قاموا حق القيام وأدوا الواجب بنشر عقيدة التوحيد التي ميزتنا عن الكثير من الأمم، وبفضل الله سبحانه وتعالى بقيت هذه الدولة المباركة على الرغم مما حل عليها من ظلم وعدوان ومن دول باغية تأصل فيها البدع والشر والحقد الدفين للعرب والمسلمين. وأشار إلى أن الملك عبد العزيز -رحمه الله- قام بتوحيد هذه المملكة المترامية الأطراف بفضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه ثم بفضل قوته وعزيمته وجهاده وصلاحه وبمعاونة الرجال المخلصين المجاهدين، وها نحن الآن أصبحنا إخوانًا بعد ما كنا شتاتًا، وبفضل الله أصبحت هذه الدولة فيها خير عظيم وفيها رجال عظماء يقومون على خدمة الإسلام والمسلمين. وبين أن من أعظم ما تقدمه هذه الدولة رعايتها لبيت الله الحرام وللمشاعر ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل جميع بيوت الله سبحانه وتعالى تصرف عليها الدولة الغالي والنفيس، وأضحى أبناء هذا الوطن يتفيئون ما أنعم الله عليهم به من الخيرات والأمن والأمان من هذه الدولة التي بناها الرجل المجاهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -رحمه الله- البناء القوي المتين وأبناؤه البررة من بعده، مستندين في ذلك على الكتاب والسنة لإقامة العدل بين الناس وتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى في الرعية. وأثنى معاليه على ما يقوم به رجال الأعمال المخلصون الصالحون الصادقون ومنهم الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي -رحمه الله- الذي بنى هذا الجامع وبذل فيه وبسخاء، وجزى الله خيرا أبناءه البررة وعلى رأسهم الشيخ صالح بن عبد الله وأخوه متعب بن عبد الله وإخوانهم جميعًا الذين أتموا هذا البناء الجميل وبذلوا فيه وبسخاء ونفذوا وصية والدهم -رحمه الله- وهذا هو الذي يبقى وهذا هو العمل الصالح الذي أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون لمن بناه وتسبب فيه وأعان عليه بيت في الجنة، وهذا هو العمل الصالح الذي يجب أن نتنافس عليه جميعًا، والحكومة وفقها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يبذلون بسخاء ويعطون لوزارة الشؤون الإسلامية بسخاء لبناء بيوت الله، ولكن من منطلق إتاحة الفرصة لأبناء هذا الوطن للمشاركة في بناء بيوت لله سبحانه وتعالى من باب الإيثار وإتاحة الفرصة للمواطنين للبذل والعطاء وإعطائهم الفرصة أيضاً لبناء هذه الدولة المباركة وعمارة هذا الوطن الغالي على الجميع. واختتم معاليه كلمته سائلا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها. كما ألقى الشيخ صالح بن عبد الله الراجحي كلمةً أشار فيها إلى شكره وتقديره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ على حضوره ودعمه للمنشآت والمساجد وتفعيل دور رجال الأعمال في البناء والإعمار لبيوت الله. وقال : «نحمد الله تعالى على نعمة الأمن والأمان ورغد العيش والاطمئنان تحت ظل حكومة رشيدة حكيمة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان الدولة التي تعتني ببيوت الله أيما اعتناء، وخير شاهد ما نشاهده في الحرمين الشريفين التي بذلت الغالي والنفيس لخدمتهما حرسها الله، وليس بغريب على هذه الدولة الاعتناء ببيوت الله لأن منهجها الكتاب والسنة»، وأضاف : «المساجد بيوت الله بنيت أساساتها ورفعت قواعدها على اسم الله وحده لا شريك يعبد فيها ويوحد ويعظم فيها ويمجد ويركع له فيها ويسجد، وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا، ولذا فإن المساجد بناؤها من أعظم القرب لمن أخلص لله واحتسب. وأشار الراجحي إلى أن جامع الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي في محافظة الحريق يُعد معلمًا بارزًا من معالم هذه المحافظة، ويعكس التقدم الحضاري الذي تعيشه بلادنا الغالية بقيادة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهم الله-؛ حيث روعي في إنشاء هذا الجامع كل المتطلبات الفنية والتقنية الحديثة. وأوضح أن بناء هذا الجامع جاء بناء على توجيه الوالد الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي -رحمه الله- وبدأ العمل فيه منذ سنوات حتى اكتمل بناؤه وفق أفضل التصاميم والمواصفات؛ وهو ضمن سلسلة من الجوامع والمساجد التي قام -رحمه الله- بإنشائها داخل المملكة وخارجها؛ طلبًا للأجر العظيم الوارد في ذلك كما في قوله سبحانه: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). وأضاف أن التكلفة الإجمالية لبناء هذا الجامع ومرفقاته زادت على (35) مليون ريال، ويقع على أرض مساحتها أكثر من (9.000) متر مربع، وضمت مباني هذا الجامع وملحقاته : بناء مئذنتين بطول إجمالي (47) مترا ليصل مداهما لعدة كيلومترات، وتم تجهيز الجامع بوحدة تكييف مركزي، وقبة نصف دائرية في منتصفه تجاوز قطرها (40) مترًا، وغرفة تحكم لوحدة الصوتيات الداخلية والخارجية، ويتفرع من الجامع مصلى لإقامة صلاة الفروض، ودورٌ علويٌ مستقل لمصلى النساء بمصعد يساعد على تيسير الانتقال إلى الأماكن العلوية للمسجد، كما ضم الجامع مركزًا خاصًا بالبث المباشر للخطب والدروس والمحاضرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي المرئي والمسموع، كما أنشئت مقرات وغرف خاصة بالمعتكفين في شهر رمضان المبارك، ومبنى متكامل لحلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات، وقاعة لإقامة الدورات والورش التدريبية المزودة بجميع التجهيزات والوسائل التعليمية، ومكتبة عامة تهتم بالقراء والباحثين، ومواقف خارجية مسفلتة ومهيأة تضم أكثر من (500) سيارة، ومواقف لذوي الاحتياجات الخاصة، ومغسلة للأموات مجهزة بالكامل مع تأمين سيارات لنقل الجنائز، ويتبع مرفقات الجامع في الجهة الشرقية منه أسواق تجارية وسكنية وقفية تطل على الشارع الرئيسي للمحافظة. واختتم الراجحي كلمته مشيدا بالدعم الكبير والرعاية التي تجدها المؤسسات الوقفية والجمعيات الخيرية في بلادنا المباركة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهم الله - والتي تأتي ضمن أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030، كما قدّم شكره وتقديره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وكافة منسوبي الوزارة على تعاونهم طيلة مراحل إنشاء هذا الجامع، داعيًا العزيز القدير أن يديم على بلادنا عزها وأمنها ورخاءها، وأن يجعل ما تقدمه إدارة الأوقاف في ميزان حسنات والدنا المُوقف الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي - رحمه الله - وذريته وجميع العاملين في إدارة الأوقاف.
مشاركة :