الخليج بين الطائفية ومتشددي الإخوان وقطر

  • 4/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ وصول الخميني إلى الحكم في إيران بثورته المزعومة، وضع على عاتقه سياسة استبدادية لزرع الطائفية وتوزيعها في العالم، وذلك بإعادة النزعات الفارسية وبسط سيطرتها على الشعوب مروراً بمنطقة الشرق الأوسط، فلم يشهد العالم إلا دماراً وتخريباً جراء الثورة الإيرانية.وكان من نتائج الثورة أن أول من تضررت بها الدول العربية أو بالأخص الخليجية المجاورة، لما لها من مواقع استراتيجية أمام العالم، تدخلت في العراق وفي سوريا وفي اليمن.وسرعان ما أفاقت الدول الخليجية على خطورة أمرها واستخدام جارتها قطر في زعزعة أمن الخليج فقطعت علاقاتها مع قطر حتى تعود إلى رشدها.قرار دول الخليج ومصر والحكومة المعترف بها دولياً في اليمن وحكومة شرق ليبيا، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر قد يبدو للبعض مفاجئاً، لكن الأزمة بين تلك الدول وقطر ليست وليدة اللحظة. وهناك عوامل مباشرة أدت إلى تفجيرها بهذا الشكل وأهمها دور قطر في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة مادياً، وإيواء رؤوسها على أراضيها.ثم توجه قطر نحو إيران بأن تجعل سياستها تابعة لإيران.هذان السببان هما لُب الخلاف مع قطر، ومما يؤكد لنا نفوذ إيران في قطر الموقف المستقل واللهجة التصالحية لقطر تجاه إيران، منافسة السعودية الإقليمية الأساسية، ومن تجليات ذلك اتصال أمير قطر تميم بالرئيس الإيراني حسن روحاني لتهنئته بإعادة انتخابه رئيساً لإيران، والاتصال الأخير لتهنئته بحلول شهر رمضان. وأكد أمير قطر في مناسبات كثيرة (أن علاقتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عريقة وتاريخية ووثيقة ونريد تعزيز هذه العلاقات أكثر مما مضى). فأمير قطر يتمرد ويخرج على بيته الخليجي العربي مولياً وجهه نحو طهران لضرب إخوانه دماً وديناً وجغرافية.لقد ارتكبت قطر جرائم عدوانية لدول الجوار سراً وعلناً طوال السنوات الماضية، منها ما أوردته وكالة الأنباء السعودية، بهدف شق الصف السعودي والتحريض على الخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها (الإخوان المسلمون) و(داعش) و(القاعدة)، وترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم.والجرائم القطرية على الدول الخليجية والعربية لا تعد ولا تحصى، مسنودة فيها من النظام الإيراني .. وفي مصر.. اتخذت قطر موقفاً عدائياً لها باحتوائها جماعة الإخوان المسلمين، الذين يوجهون العنف المتزايد في مصر والتطرف والإرهاب من الدوحة إلى القاهرة.وفي اليمن تمرد الحوثيون بميليشياتهم للاستيلاء على العاصمة صنعاء لإخراج الشرعية وسفك دماء إخوانهم وترويع الآمنين، ولم يكن ذلك إلا بمشاركة قطرية إيرانية.قطر بقصر نظرها وسوء فهمها وقلة ذكائها أوقعت نفسها في العزلة الخليجية ممتدة إلى العزلة.

مشاركة :