تفاصيل كلمة السيسي في حفل عيد العمال بقصر رأس التين

  • 4/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، احتفال عيد العمال الذي ينظمه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بمحافظة الإسكندرية، حيث كرّم عددا من العمال والقيادات العمالية تقديرًا من الرئيس للجهود والعطاء الذي بذله العمال على مدار السنوات الماضية لدفع عملية التنمية في جميع ربوع مصر.وكرّم الرئيس السيسي، خلال الاحتفال، 10 من قدامى النقابيين ممن أثروا العمل النقابي بفكرهم وعملهم لخدمة العمال، وذلك بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلا عن اثنين من العاملين المحالين على المعاش بوزارة القوى العاملة، على إسهامهما في مسيرة العمل والعطاء والتلاحم مع العمال وأصحاب الأعمال في خلق بيئة لاستقرار علاقات العمل طوال شغلهما لوظيفتيهما.وألقى الرئيس السيسي كلمة وجاء نصها:أتحدث إليكم اليوم احتفالًا بعيد العمال.. وأتوجه إليكم جميعًا في أرجاء مصر العزيزة، بتحية اعتزاز لجهودكم المتميزة وسواعدكم المنتجة على طريق العمل والعطاء والإنجاز، وتعزيز مسيرة التنمية والبناء.. تحية تقدير إليكم عمال مصر وقاعدة هذا الوطن للانطلاق نحو تغيير الواقع، وبناء حاضر ومستقبل نتطلع إليه جميعًا.وأقول لكم وبكل صدق، أنه لا يوجد معيار أدق من العمل، للتعرف على معدن الإنسان.. الذي تُقدَر قيمته بما يؤديه من خدمة وعمل لأمته، كركيزة أساسية لبناء المجتمع.. فجميع الحضارات الإنسانية قامت بسواعد العمال الذين أسهموا بجهودهم وفكرهم في إعلاء أوطانهم، حتى صار عيد العمال رمزًا للعطاء والتضحية.إن حرص الدولة على الاحتفال سنويًا بعيد العمال.. يجسد في جوهره احترامها العميق لما يقدمه العمال من إسهام في شتى ميادين الإنتاج، ويؤكد دورهم الوطني المهم والرئيسي في دفع مسيرة البناء والتطوير.. وبهذه المناسبة فإننا نؤكد أن العامل المصري هو المحور الحقيقي للتنمية، وتعزيز مسيرة اقتصادنا الوطني.. واعلموا أن الوطن يتطلع دائمًا إلى ثـمرة جهدكم وعملكم الدؤوب والمخلص.ولقد ضرب المصريون عبر العصور المثل في إعلاء قيمة العمل في شتى المجالات، من منطلق حرصهم على بناء وطن طابعه الكفاح الشريف والنية المخلصة.. وباتت الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وغيرها من المجالات، شاهدًا على أصالة الإبداع وقوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل، وتكوين اقتصاد قومي قوى وراسخ، وقاعدة صناعية حديثة تكون بمثابة قاطرة لهذا الاقتصاد.. كما أكدت للجميع سلامة المسيرة التنموية وصدق توجهاتها وسعيها الجاد لتحقيق الواقع الأفضل والحياة الكريمة لكل مواطن.لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية من تحديات جسيمة.. ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية.. ولعلكم كنتم تدركون أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، والصبر على النتائج.. فالأمم لا تبنى إلا بمجهودات أبنائها المخلصين، وليس بالأماني والشعارات.وأؤكد لكم أنه لولا برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، الذى تحمله شعب مصر لما كان من الممكن أبدًا وضع حلول جذرية لمشكلات الاقتصاد المصرى المزمنة، والتى تراكمت وتفاقمت عبر سنوات وعقود طويلة دون حلول حقيقية، وهو ما عملت الدولة على مواجهته بإجراءات علمية شاملة، حتى وإن كانت قاسية.ولقد بدأت بشائر الإصلاح الاقتصادي تنعكس بالأرقام على تحقيق معدلات إيجابية للنمو، كما تكلل التوجه الإصلاحي للدولة بتدشين عقد اجتماعى جديد، وليس أدل على ذلك من حزمة الإجراءات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا.. وشملت، ضمن أمور أخرى، زيادة الأجور لجميع العاملين فى الدولة، وزيادة الحد الأدنى للمعاشات، وإقرار علاوة دورية سنوية وعلاوة استثنائية.. وهي القرارات التي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، عبور مصر لمرحلة عصيبة من تاريخها، وتعكس تقدير الدولة لحجم التضحيات التى تحملها شعب مصر العظيم، الذى كان شريكًا فى الإصلاح.. فالمواطن المصري هو البطل الحقيقى في إنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، وتحمل الكثير من أجل عودة الثقة فى الاقتصاد المصرى ووضعه على الطريق السليم، ليس فقط للجيل الحالى ولكن للأجيال القادمة من أولادنا وأحفادنا.إننا نجد أنفسنا اليوم أقوى عزمًا وأشد تصميمًا على المضي معًا نحو المستقبل بخطوات واثقة مستقرة في ظل مؤسسات وطنية راسخة.. فلقد صنعتم منذ أيام ملحمة وطنية جديدة سيظل يتذكرها تاريخ مصر المعاصر بكل فخر واعتزاز.. ولقد أبهرتم العالم كعادتكم بخروجكم بالملايين من كل الفئات لممارسة حقكم الدستوري بالمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. وذلك في مشهد حضاري يضاف إلى كل المشاهد الوطنية في حلقات التاريخ، التي دائمًا ما أكدت أنكم الحامي الحقيقي لهذا الوطن.. متسلحين في ذلك بفطرة قومية لا غبار عليها، ووعي وطني مدرك للتحديات المحيطة بمصرنا الحبيبة.. ومؤكدين حرصكم على استكمال مسيرة البناء والعطاء والتنمية والإنجازات.. ومجددين العهد على أن المصريين جميعهم سيظلون متكاتفين على قلب رجل واحد ضد كل المحاولات التى تهدف للنيل من هذا الوطن.إن ما نشهده اليوم من تغيرات متسارعة في أساليب العمل والإنتاج، تدفعنا إلى المنافسة والمشاركة والمتابعة من خلال التدريب والاطلاع على تجارب الأمم الأخرى وإطلاق إرادة الإصلاح والتحديث في نفوسنا لنكون قادرين على تطوير قدراتنا نحو الأفضل، والتأثير بالإيجاب في ركب الحضارة الإنسانية.وأؤكد لكم اليوم أن من يريد أن يجد له المكان المناسب في العصر الحديث، ينبغي أن يتحلى بأعلى درجات التفاني والاتقان في عمله، وأن يجتهد لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التي يشهدها العالم في الابتكارات وتطبيقات التكنولوجيا البازغة.وفي الختام.. أذكركم بأن العمل هو الفضيلة التي تفصل بين الحلم والواقع.. وإن مصر لتمضي قدمًا بكل السبل في تجسيد هذا الشعار من خلال تبني نهج تنموي طموح وشامل ومستدام، من أجل مستقبل أفضل لأجيال شابة وصاعدة.. ونحن على ثقة تامة، بأننا بالإرادة والعزم قادرون بعون الله تعالى على تحقيق رؤيتنا المضيئة التي نحلم بها لهذا الوطن.فتحية لكل عامل من أجل الوطن في جميع المواقع.. فأنتم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسي للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار.. وأؤكد لكم أنكم ستجدونني دائما إلى جانبكم، منحازًا لقضاياكم، وداعمًا لحقوقكم.. وأجدد لكم عميق اعتزازي بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، وأهنئكم جميعًا بعيدكم وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة :