دعا مؤلف كتاب «قطر الحقائق المحظورة»، الكاتب الفرنسي إيمانويل رزافي، حكومة بلاده إلى قطع علاقتها مع قطر، لكونها دولة ترعى التنظيمات الإرهابية، ودعا أيضاً إلى تجفيف منابع تمويل «الإخوان» في فرنسا، مؤكداً أن الدوحة هي راعية تنظيم «الإخوان» الإرهابي حول العالم. وقال إن «الفرنسيين أصبحوا مدركين شيئا فشيئاً، خطر الإخوان، لكن الدولة الفرنسية في حد ذاتها ليست كذلك»، مدللاً على ذلك في تصريحات لبوابة «العين الإخبارية» بقوله: «قبل بضع سنوات وضعت دول عدة، اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو محسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي، لكن فرنسا تعده تنظيماً قانونياً، لابد أن نسمي الأشياء بأسمائها، تنظيم الإخوان يريد الإطاحة بالنظام القائم، واستخدام مبادئنا الديمقراطية لتأسيس خلافة مزعومة كما هو مدون في نصوصهم، على غرار ما يدعو إليه تنظيم داعش الإرهابي». وأشار رازافي إلى أن كتاب «أوراق قطر»، الصادر أخيراً، لم يكن الوحيد الذي تطرق إلى إشكالية خطر التمويل القطري لـ«إخوان» أوروبا على فرنسا، موضحاً أن هذه النقطة موضع اهتمام العديد من الصحافيين والمثقفين الذين ينددون بالتمويل القطري للتطرف في أوروبا منذ أكثر من 15 عاماً، ولفت إلى أنه كشف النقاب عن مشروع «الإخوان» في أوروبا، في كتاب بعنوان «الإخوان المسلمون في ظل تنظيم القاعدة»، أصدره عام 2005، وتطرق خلاله لتمويل قطر للتنظيمات المتطرفة في فرنسا. وحول التدابير التي ستتخذها الحكومة الفرنسية لمواجهة تهديدات «الإخوان»، قال رزافي: «أجهزة الأمن الفرنسية قوية جداً في مجال مكافحة الإرهاب، وعلينا توجيه التحية إليها في هذا الملف، لكن هذه الجهود غير كافية، أمام التهديدات التي يشكلها تنظيم الإخوان الإرهابي الخبيث الذي ينهش في القارة العجوز كالنار في الهشيم». وحذر الكاتب الفرنسي من أذرع «الإخوان» في فرنسا، التي تروج إلى أفكار التنظيم، وقال إن هذه الأذرع هي «منظّرو الإخوان» من أصحاب الخطاب المزدوج، الذين يبعثون الاطمئنان في نفوس الفرنسيين ويزعمون احترام الديمقراطية، ولكن تاريخهم منذ عام 1928 يشير إلى عكس ذلك، فهم يسعون إلى تكميم أفواه كل من يعارضهم ولا يعرفون معنى الديمقراطية. وندد رازافي بمحاولة قطر لشرائه وابتزازه بعد كتب عدة أصدرها، فضح خلالها تصرفات الإمارة المشبوهة في دعم وتمويل الإرهاب، ومنها كتابه الأخير الذي أشار فيه إلى احتجاز المقاول الفرنسي، جون بيير مارونجي، الذي كان سجيناً لدى الدوحة. وتابع: «قطر التي ترعى تنظيمات تابعة للإخوان، تحاول شراء السياسيين والمثقفين والصحافيين والرياضين، كما تستخدم الوسائل نفسها التي استخدمها النظام النازي خلال الحربين العالميتين». وأشار الكاتب الفرنسي إلى أن أذرع قطر في فرنسا، وجماعات الضغط «اللوبي» المتمثل في منظمة مسلمي فرنسا، حاولت ابتزازه بتقديم تمويل للموقع الإخباري الذي يديره وهو globalgeo news، لكنه رفض ذلك. وجاءت تصريحات الكاتب الفرنسي على خلفية إدراك فرنسا أخيراً حجم التهديدات التي يشكلها تنظيم «الإخوان»، وخطره على تماسك الجمهورية الفرنسية، حين قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خطاب وجهه إلى الفرنسيين إن «الإسلام السياسي يمثل تهديداً ويسعى للانعزال عن الجمهورية الفرنسية» في إشارة إلى تنظيم «الإخوان» الإرهابي. وأعرب ماكرون عن رغبته في تعزيز المراقبة على عمليات التمويل المقبلة من خارج بلاده للجماعات التي تعتنق فكرًا متطرفاً، وسيتم التعامل معها على أنها تهديد. وكان الصحافيان الفرنسيان، جورج مالبرنو، وكريستيان شينو، كشفا في كتاب «أوراق قطر»، الصادر عن دار النشر «ميشيل لافون»، عن أنشطة تنظيم «الحمدين» المشبوهة في أوروبا، وتمويل «مؤسسة قطر الخيرية» لمدارس ومراكز في فرنسا، بنحو 4.2 ملايين يورو عام 2014، عبر دعم مباشر من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتحويلها إلى بؤر لنشر الفكر المتطرف. وكشف كتاب «أوراق قطر»، تورط الدوحة في دعم الإرهاب بأوروبا، حيث أكد أن «قطر الخيرية» موّلت 26% من بناء المركز الإسلامي في «فيلنوف داسك»، المعروف بصلته بتنظيم «الإخوان» في فرنسا، بأموال بلغت قيمتها مليوناً و200 ألف يورو، عام 2016، كما قدمت مساعدات لمدرسة «ابن رشد الإسلامية الثانوية» في مدينة ليل، وصلت إلى ثلاثة ملايين يورو، إضافة إلى 1.2 مليون يورو لمركز إسلامي في فيلنوف داسك، ونقل الكتاب شهادة إخواني منشق كان يرتاد المدرسة بانتظام، وقال إن «أيديولوجية التنظيم الإرهابي تسيطر على المدرسة، وتحديداً بعد أن بدأت مؤسسة قطر الخيرية تمويلها». وحذر الكتاب من خطورة «مؤسسة قطر الخيرية»، التي تمكنت من التوغل في ست دول أوروبية، أبرزها فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وإنفاق أمير قطر ملايين الدولارات على عملائه في أوروبا، وعقب صدور الكتاب كشفت مذكرة صادرة عن وكالة مراقبة الأموال، التابعة لوزارة الاقتصاد الفرنسية والمخابرات الفرنسية، أن حفيد مؤسس «الإخوان» (المتهم في قضايا اغتصاب بفرنسا)، طارق رمضان، حوّل أموالاً من قطر إلى أوروبا عبر حسابات بنكية شخصية، وصلت إلى 590 ألف يورو، في يوليو 2017، كما كان يتلقى 35 ألف يورو شهرياً راتباً كمستشار لمؤسسة قطر الخيرية.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :