خسائر شركات الطيران تفاقم أزمة بوينغ 737 ماكس

  • 5/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تفاقمت خسائر شركة بوينغ أمس بعد أن تفادى الرئيس التنفيذي للشركة دينيس مولنبيرغ الإجابة على سؤال رئيسي بشأن ما إذا كان التصميم الأصلي لمنظومة برامج الطائرة 737 ماكس معيبا على نحو يمكن أن يتسبب في وقوع حوادث. وحاول الدفاع عن طريقة عمل الشركة برفض الإقرار بوجود عيوب في البرنامج الذي يحمل اسم “أم.سي.أي.أس” وتأكيد التزام بوينغ بالبروتوكولات المناسبة في تصميم البرنامج. ومازالت تلك المنظومة، التي يبدو أنها أعطت قراءة خاطئة لوحدة استشعار خلال الحادثتين، محل تركيز محققي الحوادث وتحقيقات في الكونغرس الأميركي، إضافة إلى تحقيقات جنائية. وتفاقمت أزمات الشركة بعد إعلان شركات طيران أميركية عن تراجع إيراداتها بسبب اضطرارها إلى إلغاء الآلاف من الرحلات وإعادة ترتيب برامج الخدمات، إضافة إلى تراجع إيرادات أخرى نتيجة تعطيل أساطيل طائرات بوينغ 737 ماكس. وتشير التقديرات إلى أن ذلك سيرفع تكاليف شركة أميركان ايرلاينز بنحو 350 مليون دولار على الأقل خلال العام الحالي، وقد أجبرها ذلك على تخفيض توقعات نتائجها المالية لعام 2019. وقال المدير العام داوغ باركر “تأثرت توقعاتنا على المدى القصير بسبب منع طائرات 737 ماكس من التحليق، وقد ألغيناها من برامج رحلاتنا حتى الـ19 من أغسطس”. وكررت أميركان ايرلاينز رغم ذلك مساندتها لبوينغ، إذ استبعدت أي فكرة لاستبدال طائرات 737 ماكس بأخرى من نوع إيرباص. والحال مماثلة بالنسبة إلى ساوث وست التي تستخدم 34 طائرة من هذا الطراز وتنتظر استلام 41 إضافية من نفس النوع خلال العام الجاري. وأشار مدراء الشركة إلى أنّ الزيارة الأخيرة إلى أوروبا للاطلاع على طائرة أي 220 التي تصنعها إيرباص وهي أصغر من 737 ماكس، كانت مقررة منذ وقت طويل. وقال المدير غاري كيلي للصحافيين الخميس الماضي إن “استنتاج أنّ هذه الزيارة توحي بأننا نريد الاستغناء عن بوينغ وطراز ماكس لصالح إيرباص ليس صحيحا”. وأضاف “ليس بين مشاريعنا إلا توسعة أسطولنا بطائرات ماكس”. وبخلاف نظيرهما أوسكار مونوز، مدير عام يونايتد ايرلاينز، فإنّ باركر وكيلي لا يخفيان مع ذلك خيبة أملهما إزاء بوينغ. وبينما قال كيلي “لسنا مسرورين بهذا الوضع”، فإن باركر أكد بدوره نفس الانطباع قائلا “بالطبع لسنا سعداء”. ومنعت سلطات الطيران المدني عبر العالم في منتصف مارس الماضي طائرات 737 ماكس من التحليق في أعقاب تحطم طائرة 737 ماكس 8 في رحلة لشركة طيران إثيوبية في جنوب شرق أديس أبابا، ما أدى إلى مصرع 157 شخصا. ووقع هذا الحادث بعد أشهر قليلة من حادث آخر لشركة لايون اير أدى إلى مصرع 189 شخصا. وجرى التشكيك إثر الحادثتين بنظام تعزيز خصائص المناورة الخاصة بهذا الطراز. وتعمل بوينغ حاليا على تحديثه، وهو الأمر الواجب فعله لرفع المنع عن التشغيل. واضطرت أميركان ايرلاينز إلى إلغاء 1200 رحلة على متن 24 طائرة 737 ماكس في الربع الأول من العام الحالي بتكلفة بلغت 50 مليون دولار، كما علّقت في برامجها كل الرحلات المبرمجة حتى 19 أغسطس المقبل، ما يعني 115 رحلة في اليوم. كما ألغت ساوث وست 10 آلاف رحلة في الربع الأول، وهو رقم قياسي منذ الربع الثالث لعام 2001 بسبب اعتداءات سبتمبر، وهو ما تسبب في انخفاض صافي الإيرادات بنسبة 16 بالمئة، إلى 387 مليون دولار.

مشاركة :