في عيد العمال.. السينما المصرية تنتصر للكادحين

  • 5/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تبقى السينما دائمًا صاحبة التأثير الأكبر فى وجدان ومشاعر الناس، فهى تنقل عبر شاشتها أحاسيسهم وأفراحهم وأحزانهم، وحتى إن هناك من يرى نفسه فى بعض القصص التى ينقلها الشريط السينمائي، ليصبح الخيال ملامسًا للواقع بدرجة كبيرة. ومع احتفالاتنا بعيد العمال الذى يحل اليوم «١ مايو»، نتذكر أن السينما دوما كانت تنتصر للعامل البسيط وقضاياه، فقد قدمت عبر تاريخها الطويل أفلاما تعرضت لمشكلاتهم وقضاياهم، منها أفلام طواها النسيان وأعمال لا تزال حتى الآن فى الذاكرة والوجدان. الأيدى الناعمة..نماذج إيجابية من تلك الأفلام فيلم «الأيدى الناعمة»، الذى أنتج فى عام ١٩٦٤، وشاركت به مجموعة كبيرة من النجوم، منهم «أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، صباح، مريم فخر الدين، ليلى طاهر»، والفيلم عن قصة للأديب الراحل توفيق الحكيم، وكتب السيناريو له يوسف جوهر، وأخرجه محمود ذو الفقار.وبالرغم من تصنيفه كفيلم كوميدى؛ فإنه قدم عدة نماذج إنسانية رائعة، وركز على أهمية العمل وضرورته فى حياة الإنسان، فهناك الشاب العاطل الحاصل على الدكتوراه، الذى يقبل العمل مع أمير عاطل، بالإضافة إلى ابنتى الأمير، إحداهما تعمل رسامة ومصدر رزقها من بيع لوحاتها، والثانية متزوجة من نموذج آخر للعامل المصري، وهو مهندس بدأ حياته بسيطًا حتى أصبح مالكًا لمصنع، بالإضافة إلى عدة نماذج أخرى، منها البائع المتجول الذى قام بتربية ابنه من هذا العمل البسيط.للرجال فقط..المرأة العاملة فى ثوب آدم وهناك فيلم «للرجال فقط»، وهو من إنتاج نفس العام ١٩٦٤، بطولة «سعاد حسنى، نادية لطفى، حسن يوسف، يوسف شعبان»، ومن سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار.ويقدم العمل رؤية مهمة تناسب وقت عرض الفيلم، وهى إبراز دور المرأة العاملة وقدرتها على العمل حتى فى تلك الوظائف المخصصة للرجال فقط، حيث تنتحل فتاتان شخصيات ذكورية للالتحاق بعمل فى أحد المواقع الخاصة بشركة بترول، وتحدث العديد من الملابسات والمواقف الكوميدية. الأسطى حسن.. الثورة على الحياة البسيطة ومن تلك الأفلام أيضا فيلم «الاسطى حسن»، وهو من إنتاج عام ١٩٥٢، وشارك فى بطولته «فريد شوقي، هدى سلطان، ثريا سالم، زوزو ماضي»، ومن تأليف فريد شوقي، والسيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف.يقدم الفيلم قصة عامل بسيط فى ورشة خراطة الحديد، يسكن مع أسرته الصغيرة فى شقة متواضعة بأحد أحياء القاهرة الشعبية، يفصله عن حى الأثرياء كوبرى لا يستغرق عبوره أكثر من دقائق، ويقوده تذمره على تلك الحياة البسيطة ووضعه الاقتصادى المتدهور، وتتوالى أحداث الفيلم. النمر الأسود..قصة نجاح عامل بسيط وهناك فيلم «النمر الأسود»، وهو من إنتاج عام ١٩٨٤، وبطولة «أحمد زكي، أحمد مظهر، وفاء سالم، يوسف فوزي»، وتاليف أحمد أبو الفتح، وسيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج عاطف سالم.يعود أحمد مظهر ليشارك فى هذا العمل بعد مرور ٢٠ عامًا على فيلم «الأيدى الناعمة»، ليقدم دور مدرب ملاكمة يونانى يدعى «كوستا»، أما أحمد زكى فيجسد شخصية عامل مكافح ومتميز فى مهنته كـ «خراط»، ويحصل على فرصة للسفر إلى «ألمانيا»، وهناك يسعى إلى تحقيق أحلامه، بالرغم من صعوبة التأقلم على تلك البيئة الجديدة التى أصبح بداخلها فى يوم وليلة، وينجح فى اختراع آلة جديدة، كما يحترف الملاكمة، ويساعده «كوستا» ويطلق عليه جمهور الملاكمة فى «ألمانيا» لقب «النمر الأسود»، ليصبح نموذجًا ناجحًا للعامل البسيط. باب الحديد..نماذج من أرض الواقع ومن تلك الأفلام فيلم «باب الحديد»، وهو من إنتاج عام ١٩٥٨، وبطولة «هند رستم، فريد شوقي، يوسف شاهين، حسن البارودي»، ومن إخراج يوسف شاهين، ويقدم العمل العديد من النماذج الحقيقية، منها العمال فى القطارات وبائعى الجرائد.تدور الأحداث حول «قناوي» بائع الجرائد المريض نفسيا، والذى يقع فى غرام «هنومة» البائعة البسيطة والمتجولة داخل القطارات، ولكنها تنوى الزواج بآخر، وعندما تبدأ هنومة فى الاستعداد للزواج يقرر قتلها، لكن القدر يضع فتاة أخرى فى طريقه عن طريق الخطأ، ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة «أبو سريع»، وفى النهاية يتم الإبلاغ عن قناوى كمريض نفسى، ويتم الإيقاع به عن طريق «عم مدبولى».الأرض.. الفلاح يستشهد دفاعًا عن أرضه هناك من الأفلام ما يلقى الضوء على نوع آخر من العمالة، وهى عمالة الفلاحين فى أرضهم، كما فى فيلم «الأرض»، وهو من إنتاج عام ١٩٧٠ عن رواية «الأرض» للأديب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، وإخراج يوسف شاهين، وبطولة «محمود المليجى، عزت العلايلى، نجوى إبراهيم».يناقش الفيلم معاناة الفلاح المصرى الذى يتمسك بأرضه ويفديها بروحه، وهو يشبه إلى حد كبير العامل البسيط الذى يعشق مهنته، ويقدم العمل نماذج إيجابية عدة، باستثناء بعض الشخصيات التى تحاول استثمار كل شىء لأغراضها الشخصية، ويضرب الفيلم مثلًا قويًا لحب الفلاح البسيط لأرضه. أفلام قدمت نماذج مختلفة للعامل المصرى فى مقابل الأفلام السابقة، هناك أفلام أخرى عرضت نماذج مختلفة للعامل المصري، ولكنها لم تحصل على نفس الشهرة السابقة، ومنها فيلم «الورشة»، وهو من إنتاج عام ١٩٤٠، الذى أخرجه استيفان روستى، وتدور أحداثه حول فتاة تنتحل شخصية عامل وتعمل فى ورشة، وأيضًا فيلم «العامل» بطولة حسين صدقى وفاطمة رشدي، وإخراج أحمد كامل موسى. وهناك فيلم آخر بعنوان «ابن الحداد»، تم إنتاجه عام ١٩٤٤، وجسد بطولته يوسف وهبى من خلال شخصية مهندس يدافع عن طبقة العمال فى مقابل الأغنياء العاطلين، وهو ابن عامل بسيط اهتم والده بتربيته حتى صار مالكًا للعديد من المصانع. وفى فيلم «المظاهر»، إنتاج عام ١٩٤٥، للمخرج كمال سليم، يقدم الفنان يحيى شاهين شخصية عامل مثالى، وهو رئيس نقابة العمال الذى يشجعهم على الانضمام إلى نادى النقابة وممارسة الرياضة. ومن الأفلام الحديثة التى تناولت طبقة العمال فيلم «فتاة المصنع»، الذى تم إنتاجه عام ٢٠١٤، وأخرجه محمد خان، وجسد بطولته هانى عادل، ياسمين رئيس، وسلوى خطاب، ويقدم العمل العديد من النماذج لفتيات يعملن داخل مصنع صغير.

مشاركة :